مخلفات البلاستيك تخل بتوازن طاقة الأرض وإعادة التدوير للحد من تغيرات المناخ

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

إنتاج المواد البلاستيكية بشكل كبير واستهلاكها والتخلص منها يسبب يوماً بعد يوم أزمة على صحة البيئة، وعلى البحور والحياة البحرية والمحيطات التي يتدهور وضعها بسبب التلوث البلاستيكي والأضرار البيئية الخطيرة التي تسببها.

وباتت المخلفات لسنوات طويلة أهم المشكلات التي تواجه المجتمع المصري، حتى أصبحت محط اهتمام لكثير من المستثمرين والشباب الذين أدركوا الأهمية الاقتصادية والبيئية لإعادة تدوير هذه المخلفات وتحويلها إلى مواد خام تدخل في العديد من الصناعات ليتم تصديرها بعد ذلك.


وتؤثر المخلفات البلاستيكية التي تتفكك في البيئة على مناخ الأرض أثناء دورانها عبر الغلاف الجوي، حيث  تتفتت جميع أنواع النفايات البلاستيكية إلى قطع أصغر عند تعرضها لأشعة الشمس والرياح والأمطار والظروف البيئية الأخرى، فتتحول إلى شظايا، يُمكن بسهولة أن تلتقطها الرياح وتهب في جميع أنحاء العالم وفقًا لدراسة تبحث في التأثيرات المناخية المحتملة للجسيمات البلاستيكية الدقيقة المحمولة عبر الهواء.


وقدرت الدراسة ما يسمى بالتأثير الإشعاعي الفعال، وهو مقياس للتغيرات في توازن طاقة الأرض، ويمكن أن تختلف هذه التغيرات والتأثير الدقيق على درجة الحرارة اعتمادًا على عدد الجزيئات المتضمنة من البلاستيك، ومدى ارتفاعها في الغلاف الجوي والعديد من المتغيرات الأخرى.

 

اقرأ أيضا

  «إطارات السيارات».. كارثة تهدد التغيرات المناخية بسبب غازاتها السامة


تعرض «بوابة أخبار اليوم»، بعض النماذج قررت إعادة تدوير المخلفات الصلبة البلاستيكية والمساهمة في الحد من تغيرات المناخ:


بحثت وفاء سطوحي رئيسة مجلس إدارة جمعية نهضة أمة، على أكثر المخلفات المتواجدة والتي تعبر عن إستهلاك المواطنين فوجدت إن البلاستيك كزجاجات الزيت والمياة البلاستيك الأكثر إستهلاكاً والأكثر توجداً في المخلفات، بالإضافة إلى كانزات البيبسى.


وقررت وفاء جمع القمامة من منطقتها بشارع المطار بحي إمبابة ثم فرزها مرة أخرى، واستغلال المخلفات الصلبة في عمليات إعادة التدوير، حيث استعانت بإحدى المختصين في مجال إعادة التدوير من أصدقاءها والعمل سوياً.


عمل المهندس سامي البرسوم استشاري إعادة تدوير المخلفات الصلبة والزراعية بمجمع عين البيئي، مع وفاء سطوحي على إعادة تدوير المخلفات الصلبة وصناعة أشياء مفيدة منها وذلك بإيمانه إن الوضع البيئي فى مصر صعب للغاية، وأن الاهتمام بالبيئة ليس نوع من الرفاهية.


عمل سامي، على إعادة تدوير البراميل القديمة إلى كراسي وبيعها لصالح بعض القرى السياحية التي تحافظ على البيئة وتتبع نظام «الريسيكل»، فعمل على تصميم أشكال مختلفة للكراسي منها العادي وذات المسند بالظهر ونوع ثالث بيد، بالإضافة إلى تصنيع شازلونج من البراميل الصاج.


وقام أيضاً بتصنيع غطاء للبلوعات من مخلفات علب الكشري البلاستيك والبامبرز والمخلفات التي لا يمكن أن تتحلل في البيئة كبديل لغطاء البلاعات الحديد والتي دائما ما تتعرض للسرقة، حيث تتحمل غطاء البلاعات المصنعة من المخلفات ثقل 95 طن، وعمل على تحويل خشب شجر الموز إلى خيوط لتصنيع الشنط وأصيص زرع وألواح نول.

 

اقرأ أيضا

 المخلفات الإلكترونية.. كنز المعادن الحرة الضائع 


وعملا كلاً من وفاء وسامي على حملات توعية تحت عنوان "مدخراتك من مخالفاتك" حتى يقلل من انتشار المخلفات البلاستيكية والمخلفات الصلبة في البيئة والمساهمة في الحد من تغيرات المناخ الذي يشهده العالم حاليا، فقاما بتوزيع سلات قمامة وأكياس لونها أزرق وأخضر كل لون مخصص لشىء معين، ويتم تجميع تلك الأكياس من الأهالى بدون خلط بينها، عن طريق "طفطف البيئة" الذي خصصه داخل منطقته حتى يستطيع دخول الشوارع الضيقة.   


وأطلقت إحدى شركات المياه المعدنية عبوات مياه بلاستيكية معاد تدويرها بنسبة 100%، للحفاظ  على البيئة وتشجيع إعادة التدوير، لتوسيع التأثير والمساهمة في تثقيف الجمهور، وعملت على وضع أجهزة تجميع البلاستيك في أماكن ذات حركة مرور عالية للتخلص من الزجاجات البلاستيكية المستخدمة لضمان التزويد المستمر بالبلاستيك عالي الجودة - والذي سيتم نقله لإعادة تدويره.