القرية المنسية في سيوة.. «الزيتونة» ترجع للعصر الروماني.. وشهدت دخول الأمازيغ

الآثار الرومانية فى القرية
الآثار الرومانية فى القرية

واحة سيوة واحدة من أهم الواحات المصرية القابعة فى الصحراء الغربية نظرا لما تمتلكه من مقومات طبيعية وأثرية وتاريخية على أراضيها من بينها معبد الوحى وقاعة تتويج الإسكندر الأكبر وجبل الموتى وجبل الدكرور وعيون المياه المتدفقة من باطن الأرض والتي يعود تاريخها للعصور الرومانية القديمة.

ولم تبح واحة الأساطير بكل مالديها من أسرار كامنة على أراضيها والتي تغطى جنباتها أشجار النخيل والزيتون وبحيرات الملح التى تجعل منها لوحة فنية.

وعلى بعد ٤٠ كيلو شرق واحة سيوة و٧ كيلو مترات شرق منطقة أبوشروف إحدى قرى الواحة الساحرة تقع قرية الزيتونة والتي يعود تاريخها الى أواخر العصر الفرعوني وبدايات العصر الروماني.

يقول محمد حسن عضو غرفة المنشآت السياحية ورئيس لجنة سيوة بالغرفة إن القرية المنسية يجب أن توضع ضمن خطة الدولة فى تطوير المناطق الأثرية والتاريخية أسوة بما تم فى منطقة شالى القديمة.

وأضاف أن قرية الزيتونة تشبه إلى حد كبير قرية شالى القديمة من حيث المبانى والحارات، حيث تضم القرية المهجورة التى أصبحت أطلال بقايا معصرة للزيتون وساحة كبيرة كانت تستخدم فى تجفيف الزيتون والذى تشتهر بانتاجه الواحة كأحد أهم المحاصيل الزراعية حيث كان يترك فى الشمس لتجفيفه من كميات المياه الموجودة به ويدخل بعد ذلك المعصرة.. ويوجد بالقرية محراب بدأت تنفصل جدرانه عن الحائط الموجود بها.

كما يوجد بالقرية بقايا معبد رومانى فى وسط القرية كما تضم قرية الزيتونة مقبرة على وجه الأرض حيث كان يتم بناء المقابر على ربوة عالية حتى تكون بعيدة عن المياه الجوفية.

 

وأضاف حسن أن القرية لها مدخلان وحوارى وأزقة ضيقة لتصبح الغرف الموجودة بها ظليلة طوال فصل الصيف ووسيلة للدفاع عن ساكنى القرية من التعرض لأى هجوم. 

ويقول عبدالله إبراهيم موسى مدير منطقة آثار مطروح إن أهم ما يميز قرية الزيتونة كورنيش من الحفر البارز بمدخلها منقوش عليه مجموعة من الحيات التى ارتدت التاج الملكى والموقع تم استغلاله على مدار العصور وتسجل القرية أول دخول للأمازيغ من دولة تونس.

 

كما أنها سميت بعزبة السنوسى نسبة إلى محمد بن على السنوسى مؤسس الأسرة السنوسية والذى أنشأ بها أول زاوية سنوسية فى شمال أفريقيا ضمن ٢٠ زاوية حيث أقام بها مسجدا وكتابا لتحفيظ القرآن واستراحة لحجاج بيت الله الحرام أثناء رحلتهم لأداء فريضة الحج.

ويضيف موسى أنه تم ضم القرية إلى وزارة الأثار كموقع أثرى حيث تشمل جزءًا إسلاميًا وفرعونيًا ورومانيًا.

كما اتخذها أهل الواحة كمركز لمقاومة الاحتلال الإيطالى وإمداد المجاهدين فى دولة ليبيا عن طريق غرب مصر.