أغرب كوارث العالم.. فيضان «العسل الأسود» تسبب في وفاة 21 شخصا

أغرب كوارث العالم
أغرب كوارث العالم

هل العسل الأسود يمكن أن يكون السبب في وفاة شخص أو تدمير أحياء؟ أو هل العسل الأسود يمكن أن يتسبب في فيضان؟ أسئلة قد لا يكون لها إجابة ففوائد العسل الأسود لا حصر لها بداية من تعزيز مناعة الجسم وعلاج الأنيميا إلى تعزيز صحة البشرة وتقوية العظام فلا يمكن أن يتسبب في وفاة شخص وفيما يتعلق بالفيضان فلم نسمع مسبقا عن بحر أو نهر من العسل الأسود قد يتسبب في فيضان كل ذلك يبدو تحليل منطقي ولكن هذه الكارثة خرجت عن المنطق والعقل فالحقيقة تقول أن بسبب فيضان العسل الأسود تم تدمير أحد أحياء ولاية بوسطن الأمريكية وتسبب في وفاة وإصابة العشرات.

ولمعرفة أصل قصة فيضان العسل الأسود العظيم عليك أن تعود إلى عام 1915 حينما قامت إحدى الشركات الأمريكية ببناء خزان كبير في حي "نورث إند" بولاية بوسطن الأمريكية لتخزين العسل الأسود والذي يأتي من الهند لكي يتم استخدامه في نطاق صناعي بعد تحويله إلى "إيثانول" حيث تقوم الشركة ببيعه إلى مصانع تصنيع الذخائر التي تمد القوات المشاركة في الحرب العالمية الأولى.

ووفقا لموقع "BBC" فإن هذا الخزان كان إحدى المعالم المألوفة في الحي نظرا لضخامته فبلغ حجم العسل المخزن به 8.7 مليون لتر وكذلك تميز بارتفاعه فهذا الخزان المصنوع من الصلب تم بناؤه على ارتفاع 7.5 متر كما كان يعد موقعه في منتصف الحي وسط العديد من المباني السكنية ويطل على ملعب للأطفال ومركز للإطفاء وعلى الرغم من أن الموقع أحد مميزاته إلا إنه أيضا كان الأكثر خطورة.   

 ففي يوم 15 يناير 1919 وتحديدا الساعة 12 و40 دقيقة حدث ما لم يكن يتوقعه أحد وهي اللحظة التي ظهرت فيه خطورته حينما تحول الحي بأكمله إلى كتلة من السواد غير واضحة المعالم بفعل فيضان العسل الأسود العظيم ذلك المد قاتم اللون لحظات فارقة مع دقات الساعة تفصل بين سير الحياة اليومية بشكل طبيعي في الحي حتى سماع سكان الحي أصوات تشبه إطلاق نار.

اقرأ أيضا:منها «إريزونا النباح» .. أكثر أنواع العقارب عدوانية بالعالم | صور

وكانت هذه الأصوات بمثابة إنذار عن قرب مجيء الطوفان فهي لحظات حتى وقع الانفجار ولم يجد أحد فرصة للهرب فقد انسكب خزان العسل الأسود نتيجة تصدع جدرانه ودمر هذا الفيضان والذي كان حاملا معه ألواح الصلب المدمرة التي كان يتكون منها الخزان كل ما وجد أمامه من منازل انهارت وكأنك تطوي صفحة من الورق المقوى بيدك وجرف أطفال لم يجدوا ما يتمسكوا به وكتم أنفاس الكثيرون مما أفقدهم وعيهم ولم يكتفي بذلك فقد ضرب خط للسكة الحديد بقوة أدت إلى التوائه.

ونتيجة لقوته عليك أن تتخيل حجم المأساة التي خلفها هذا الفيضان فتحول الحي إلى كتلة من السواد نتيجة تراكم كميات كبيرة من العسل الأسود في الطرق يصل ارتفاعها إلى نصف طول الإنسان البالغ وقد تزايد سمكه مما أدى إلى صعوبة التحرر منه أو التحرك وبعد انتشال جثث الضحايا الذين تناثروا على الأرض بسبب قوة اندفاع طوفان العسل أو نتيجة سقوط منازلهم عليه تم حصر ما أسفرت عنه الكارثة من وفاة 21 شخصا ووقوع أكثر من 150 جريحا.

وفي محاولة لكشف أسباب وقوع هذه الكارثة انتشرت روايات أن الخزان قد تم تفجيره بفعل فاعل ولكن بعد استمرار التحقيقات لمدة 6 سنوات تم الكشف عن أن الشركة المالكة للخزان هي المسؤولة قانونيا عما حدث وذلك بسبب وجود مشكلة في هيكل بناء الخزان من البداية وهذا بناء على أراء خبراء وفنيين قد أدلوا بإفادتهم في القضية فأوضحوا أن جدران الخزان كانت أقل سمكا مما كان يجب عليه فسمك هذا الخزان يتماشى مع تخزين المياه وليس العسل الأسود والذي يمتلك كثافة أعلى بكثير من المياه ولهذا شكل ضغط أكبر على جدران الخزان.

كما أشاروا الخبراء إلى أن عدد المسامير التي تم استخدامها لتثبيت وصلات الألواح المكونة لجسد الخزان ببعضها البعض كانت أقل مما ينبغي فصوت إطلاق النار الذي تم سماعه في البداية كان بسبب خروج هذه المسامير من أماكنها بشكل مفاجئ ويعد الخطأ الأخير الذي وقعت فيه الشركة المصنعة للخزان هو أنه من المعروف أن إحداث ثقوب في الصلب لكي يتم تثبيت وتمرير المسامير يؤدي إلى جعل سطح المعدن في المنطقة القريبة من تلك الثقوب أكثر هشاشة وهو ما لم تعالجه الشركة.