«أسيوط» تختنق بالسحابة السوداء.. و«المحافظ» يلجأ إلى المفارم

فلاحو أسيوط لجأوا إلى المفارم لتحويل مخلفات الزراعة إلى سماد
فلاحو أسيوط لجأوا إلى المفارم لتحويل مخلفات الزراعة إلى سماد

تعاني محافظة أسيوط، من أزمة مزمنة، منذ أكثر من عشر سنوات وهى السحابة السوداء التي تخنق أسيوط خلال شهر أكتوبر تمتد إلى أوئل شهر نوفمبر، وذلك إثر حرق الفلاحين لأعواد محصول الذرة (البوص) بعد أن أصبح الفلاحون في غير حاجة له بعد اتجاههم إلى استخدام مواقد البوتاجاز وبدلاً من الأفران البلدي التى كانت تستخدم أعواد الذرة بالإضافة إلى اتجاه الفلاحين إلى سقف منازلهم وملاحقها بالأسمنت بدلاً من أسقف البوص.

ورغم ما لهذه من نتائج جيدة من انخفاض الحرائق فى المنازل واستخدام مصدر وقود نظيف إلا أن الأثر السلبى لطريقة التخلص من هذه الأعواد عديمة الفائدة لتشهد أسيوط خلال شهرى أكتوبر ونوفمبر سحباً خانقة ليلاً بسبب حرق هذه المخلفات .

تقول المهندسة هدى إسماعيل وكيل وزارة الزراعة، إن أسيوط تزرع أكثرمن 53 ألف فدان ذرة ما بين ذرة شامية وذرة رفيعة طويلة وذرة رفيعة قصيرة وهي التى انتشرت بكثرة فى العشرين سنة الماضية لسهولة جمعها وقلة تأثرها بالتيارات الهوائية واكل العصافير لها ، وقد جاءت السحابة السوداء لأسيوط بعد أن انتشرت فى الوجه البحرى بعد حرق قش الأرز ونقل أبناء هذه الطريقة منذ أكثر من عشر سنوات وتزداد عاماً بعد عام وهناك حلول لاستخدام الذرة الشامية كعلف حيوانى مباشر، وكما تستخدم الذرة الرفيعة فى مصانع الأخشاب كما أن الذرة الرفيعة القصيرة يمكن تحويلها إلى علف حيوانى.

واتخذ اللواء عصام سعد محافظ أسيوط إجراءات سريعة وصارمة بعد تردى الأوضاع واختناق المدن ليلاً بدخان حرائق مخلفات محصول الذرة وقام بالتنسيق والتعاون مع وزارة البيئة للقضاء على ظاهرة حرق المخلفات الزراعية وتعظيم الاستفادة من هذه المخلفات من خلال إعادة تدويرها لخلق قيمة مضافة وزيادة العائد للمزارع وتحسين دخولهم فضلا عن المساهمة في الحفاظ على البيئة وذلك فى إطار استراتيجية الدولة وتنفيذاً لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بدعم الفلاحين والمزارعين وحماية البيئة والنهوض بمعدلات التنمية لتحقيق رؤية مصر2030 واستراتيجة التنمية المستدامة.

وأوضح محافظ أسيوط، أنه تم توزيع أكثر من 26 مفرمة للمخلفات الزراعية على قرى ومراكز المحافظة مهداة من وزارة البيئة لفرم المخلفات الزراعية والتخلص الآمن منها دون الإضرار بالبيئة والصحة العامة للمواطنين والقضاء على الحرق المكشوف وتعظيم الاستفادة من المخلفات الزراعية وإعادة تدويرها وذلك فى إطار خطة المحافظة للتخلص الآمن من المخلفات الزراعية وتقليل فرص اشتعال الحرائق فى الحقول الزراعية التي تنتج بصفة دائمة من المخلفات وتحقيق عائد اقتصادي للمزارعين من هذه المخلفات وتعظيم الاستفادة منها بإعادة تدويرها وتحويلها إلى سماد عضوي «كمبوست» وأعلاف عضوية «سيلاج».