يوميات مسنة

 يوميات مسنة
يوميات مسنة

دينا عرفة

عقارب الزمن واقفة لا تتحرك، أنظر إلى شباك غرفتى الصغيرة لأنتظر النهار الذى يشعرنى بالراحة والأمان، الوحدة التى أعيشها صعبة،  تعبت من عد الساعات هذه هى ليلتى،  فأنا سيدة مسنة أبلغ من العمر 75 عاما، الزمن أكل وشرب منى،أعانى من أمراض عديدة منها الغضروف الذى يعوق حركتى، أقطن فى غرفة صغيرة فوق السطوح عبارة جدران متهالكة ، دهان عبارة عن قشور تكسو جميع الجدران، فى مبنى قديم، أقيم لوحدى ليس لدى أحد، فأنا أرملة زوجى توفى منذ سنوات وترك لى أبناء وكنت الأب والأم استيقظ صباحا لأبحث عن لقمة العيش حتى أوفر قوت اليوم واحتياجات أبنائى ولا أنكر عليكم كنت بكامل صحتى، الآن صحتى فى النازل طبعا لكبر سنى وأمراض الشيخوخة التى تحاصرنى، ولا أحد يسأل علىّ وبت لا أقدر على العمل مثل قبل ولا أقدر على الصعود والطلوع، فأنا لا حول ولا قوة فقط أتسند على الأمل، فمنذ أكثر من سنة أرسلت طلبًا لوزارة الاسكان الاجتماعى لمنحى سكنًا دور أرضى ضمن الحالات الأولى للرعاية، وكانت المفاجأة أنهم زارونى وبحثوا حالتى ووافقوا على طلبى وشعرت بسعادة، وأثلج قلبى من شدة الفرح.. لكن يا فرحة ما تمت حتى الآن لم أستلم الشقة ومازلت فى غرفتى انتظر شعاع نور يعطينى الأمل لذا قررت أن أترك طلبى مرة أخرى على باب الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان الاجتماعى ليمنحنى سكنًا دور أرضى رحمة بظروفى الصعبة.

هذه هى كانت رسالة فاطمة صالح سيد القاطنة فى عمارة حسن عبد الظاهر رقم 128 شارع السيد - السيدة زينب الدور الأخير