مقتل 500 أرملة.. هنا مدينة الموت الرهيبة 

جوليا .. أرملة وإحدى الضحايا
جوليا .. أرملة وإحدى الضحايا

ظل البوليس البريطاني يبحث عن قاتل مجهول كان أول وأعتى مجرم عرفه تاريخ البشرية، فالرسائل العديدة التي تلقتها السلطات المختصة وإدارة سكوتلنديارد والتي أرسلت كلها من مجهولين تنسب إلى هذا المجرم المجهول أنه قتل وتسبب في قتل عدد يترواح من 300 إلى 500 سيدة.

 

لم تكن هذه الرسائل هي وحدها التي دفعت سكوتلنديارد للعمل فورا فكثير من القرائن التي أحاطت بما حدث في بلدة ايستبورن في السنوات الأخيرة كانت تلقي ظلالا من الشك على ورد في رسائل المجهولين. 

 

وبلدة ايستبورل التي قيل إنها كانت مسرحا لهذه الجرائم الشنيعة تعد من أجمل المصايف التي تقع على الشاطئ الجنوبي لإنجلترا والتي يزورها عادة الأغنياء من كل الأنحاء.

 

وقد بدأت أول خيوط القصة عندما أخذت الرسائل المجهولة تتوالى على إدارة البوليس وامتلأت المدينة بالشائعات العجيبة الرهيبة التي تدور كلها حول ما ذكرته تلك الرسائل، فأصحاب الرسائل يؤكدون أن المدينة فقدت في سنواتها الأخيرة عددا لا يقل عن 500 سيدة كلهن من الأرامل والعوانس ذوات الثروات الطائلة وأن أغلبهن قد لقين حتفهن في ظروف غامضة.

 

وتوحي الرسائل بأن الضحايا متن مسمومات بعد أن عدلن في وصاياهن لصالح شخص معين، وبعثت الإدارة البوليسية عددًا كبيرًا من أبرع مفتشي البوليس السري إلى بلدة ايستبورن للتحقيق في أمر هذه الرسائل وأمضى مفتشو البوليس عدة أيام في تحقيقات وتحريات واستجوابات لعلهم يكشفون السر الذي أحاط بوفاة بعض السيدات الأرامل.

 

وبينما يقوم رجال البوليس بتحقيقاتهم الكثيرة تردد شائعات جديدة تقول إن القاتل لم يكن يلجأ إلى السم فقط للتخلص من ضحاياه بل كان يؤثر فيهن بطريقة التنويم المغناطيسي حتى يجعلهن في حالة سيئة تدفعهن إلى الانتحار، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 28 يوليو 1956.

 

استدعى رجال البوليس أحد خبراء التنويم المغناطيسي أن يجري تجربه أمام أعينهم فقام بتنويم أحد الرجال واستطاع أن يقنعه بقتل نفسه أثناء وجوده في حالة نوم مغناطيسي.

 

وساد الظن دوائر البوليس أن القاتل المجهول من نوع الدجال الروسي راسبوتين وأنه كان يدفع ضحاياه للانتحار وفكرة أخرى تقول إنه كان يتخلص من البعض بطريق سم خاص.

 

اقرأ أيضًا| جريمة الزمالك.. يوجه 30 طعنة لوجه «زينب» في دقيقتين 

 

بينما تتجه شبهات أهالي البلدة نحو طبيب يدعى الدكتور بودكين ادمز وذلك بعد أن ماتت في الأسبوع الماضي إحدى عميلاته من السيدات الثريات وشكلت لجنة للتحقيق معه ولكن اللجنة رغم انتقادها الشدشد للإهمال الذي أبداه الطبيب في ثلاجة للسيدات قالت في تقريرها إن المجني عليها انتحرت بتعاطي أقراص الفيرونال.

 

وكان البوليس السري قد استجوب أقارب وأصدقاء حوالي 12 سيدة من الأرامل والعوانس اللواتي توفين منذ عام 1937 وخلفن ورائهن ثروات ضخمة. 

 

وقام عدد من مفتشي سكوتلنديارد بفحص ودراسة أكثر من 400 وصية من الوصايا التي حررتها السيدات الأرامل، كما طلبت سكوتلنديارد الترخيص لها بفتح عدد من قبور السيدات لتشريح ما بقى من جثثهن.

 

واهتم رجال البوليس بالبحث أيضا عن أصحاب الرسائل المجهولة فلا شك أن أصحابها يعرفون الكثير ولا سيما أن بعض منهم قال صراحة إنه يعرف اسم القاتل ويستطيع الإشارة إليه عند اللزوم لكنهم يخشون انتقامه.

 

وقد أرسل مفتشو البوليس بعض عينات من التربة التي أخذت من بعض مقابر ايستبورن وأرسلت لتحليلها في معامل البوليس على أمل أن يتمكن العلماء من معرفة أسباب وفاة السيدات المدفونات في تلك المقابر رغم انقضاء بضع سنوات على وفاتهن.

 

المصدر: مركز معلومات اخبار اليوم