أمس واليوم وغدا

لا تفقد أبـــدا وعيك

عصام السباعي
عصام السباعي

يخطئ من يظن أن مصر مثل أى بلد فى العالم، لا أقول ذلك لأننى من أبنائها، ولكن كواحد من الذين قرأوا التاريخ واستوعبوا تاريخ الأمم، وعرفوا سر تقدمها وسبب تأخرها، عوامل الانتصار، وأسباب الانكسار، وهناك لحظات تجد نفسك تستعيد القناعات لتؤكدها ثم تضعها فى أعماق الضمير والوجدان، جاءتنى تلك اللحظة بعد متابعتى عن قرب الندوة التثقيفية الرابعة والثلاثين ضمن احتفالات القوات المسلحة بالذكرى 48 لانتصارات أكتوبر المجيدة، وتتأكد تلك القناعة التى فى أعماق الذات ويحرسها الضمير، فمصر ليست مثل غيرها من البلدان، فقد وضع المصريون حدودها وصنعوا ملامحها عبر العصور تحت رعاية السماء التى وضعتها بأعينها وباركتها، فصارت نبعًا للحضارة بكل ما فيها من إبداع وفنون وقوة، ووجودا للضمير الإنسانى الذى حفظ  تقاليد وطقوس تلك الحضارة سواء فى الجينات أو عبر تعاقب الأجيال، يتسلم رايتها جيلٌ بعد جيل، وكان حب مصر من أهم الفروض والواجبات، وكانت البسالة والتضحية هى العنوان الكبير لذلك الحب، كما كان الفن والإبداع أهم ساحاتها، ومن هنا كان الوعى هو السلاح الأول الذى صاحب المصريين ولم يفارقهم منذ فجر التاريخ، باستثناء لحظات الظلمة المعدودة التى غاب فيها الوعى، بداية من لحظة تسلل الهكسوس لمصر، مرورا بالتتار والصليبيين، ونهاية بمحاولة تسلل جماعة الإخوان الإرهابية من أجل تكبيلها وتطويعها لتنفيذ رغبات الشيطان، أى شيطان يتفق معها وتتفق معه، وكنت طوال الندوة أدوِّن ملاحظاتى فى مفكرتى الصغيرة، وعندما قرأتها مرة واحدة وجدت أنها تسير فى نفس النهر وفى نفس موجة «الوعى»، فكانت البداية مع الفيلم التسجيلى «صناع التاريخ»، الذى يشرح لنا كيف تبخرت مطامع الغزاة لأن أهل مصر كانوا دائما يدًا واحدة فى مواجهة الخطر، كما وضع الفيلم التسجيلى الثانى «لمسة وفاء» يده على أهم نجاحات بطل مصر الراحل المشير حسين طنطاوى، وهى الحفاظ على أمن مصر القومى وصون وحدة الوطن أرضا وشعبا، وكان ذلك هو محور مضامين الندوة وكلمات الفقرة الفنية، ولم تغب أبدا عن كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى، سواء فى مداخلته أو فى كلمته المكتوبة أو التى ارتجلها فى حديثه للشعب المصرى العظيم، ومنها تأكيده أن الوعى هو قضية مصر الأولى ومسئولية مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى.. التلاحم الشعبى الحصـــــن الحقيقـــــى لصــــــــون الدولــــــة المصـرية.. مســـــاندة الشــــعـب للجـيـش عامل حاسم فى صنع النصر .. ملحمة أكتوبر ليست نصرا عسكريا فحسب بل نموذج فريد للتكاتف والوعى والشعبي.
وهنا أتوقف أمام تلك الكلمات للرئـيـــــس الســيـــســــــى: «التضـحـــــــيات والبطولات تحتاج لوعى وإيمان وضمير»، ثم إشارته إلى فئة والحمدلله أنها معدودة فى الشعب المصرى ولكن تأثيرها مدمر وقال: «هناك أشخاص يعيشون معنا دائما، ويشككون دائما فى أى شيء، وهناك عاملان أديا إلى انعدام الثقة سواء فى أنفسنا أو فى قدرتنا على التغيير والتقدم للأمام»، موضحا أن ذلك شكّل جدارا كبيرا بعد نكسة 1967، ولما تم التعامل معها تحقق ما أشار إليه الرئيس السيسى بقوله: «كان صمود الشعب المصرى ووعيه ومساندة القوات المسلحة فى أصعب وأدق الأوقات، هو العامل الحاسم فى صناعة النصر»، وهكذا كان الوعى هو مفتاح الانتصار، وبالطبع فإن عكس ذلك لا قدر الله سيكون بوابة الانكسار الذى يريده الأعداء لمصر والمصريين، ولن تحدث تلك الكارثة إلا عند غياب الوعى، وعدم التكاتف وكثرة الجدل فى البديهيات والانشغال بها عن العمل والعرق فى كل مجال، وقضية الوعى تبدأ بالطفل، وهو ما يحتاج لتضافر جهود العديد من المؤسسات.. وفى كل الأحوال يبقى الوعى فريضــة لا يجــــب أن يتخلّــــف عنــــها أى مصرى.. فتدبروا.
 

خالص الاحترام والتقدير

تابعت بكل حواسى الحوار الراقى الذى دار ما بين الرئيس عبدالفتاح السيسى واللواء سمير فرج ، نموذج رفيع المستوى وتابعه الملايين كدرس

وقدوة، قدوة فى طريقة وشكل الحوار، ودرس فى التفانى والعمل والإنجاز وحسن اتخاذ القرار ومعانى الوفاء والولاء، وعن نفسى فأنا أحمل تقديرا خاصا للواء سمير فرج، وأعتبره مخزن خبرات متكاملة فى عملية الوعى والتوعية والتنشئة والإعلام بصفة عامة، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال خبراته السابقة ودراساته الأكاديمية، ويكفى مجرد الإشارة إلى أنه حاصل على ليسانس تاريخ، وعلى درجة الدكتوراه عن دور الإعلام فى إعداد الدولة لتحقيق الأمن القومى المصرى، إنه صاحب كوكتيل فريد من مكونات الوعى ممثلة فى أعلى مستوى من الفكر الاستراتيجى والعسكرى والإعلامى، ومكوناته الفنية والتراثية، وصاحب رصيد كبير، ولذلك استحق كلمات الإشادة من الرئيس عبد الفتاح السيسى، وكذلك احترام وتقدير المصريين، ودائما لا يُضيع الله أجر من أحسن عملا.. فتدبروا.

النجاح من أول حلقة 

الحلقة الأولى من البرنامج  الأسبوعى الجديد «كلمة السر»، على قناة صدى البلد، هى التجربة الأولى كمذيع ومقدم برامج  لزميلى وصديقى الكاتب

الصحفى الكبير والمحترم خالد ميري، رئيس تحرير جريدة الأخبار ووكيل أول نقابة الصحفيين المصريين، وكانت تلك الحلقة أكثر من ممتازة سواء من الأستاذ خالد أو ضيف البرنامج المستشار عمر مروان وزير العدل، الأسئلة كانت منتقاة تعبر عن المواطن وهمومه واهتماماته، والإجابات كانت واضحة مباشرة ومبشرة، وكانت التلقائية والصدق والبساطة هى مفتاح نجاح خالد ميرى فى تلك التجربة الأولى، لأن القبول الذى يتمتع به كان جواز مروره لقلب وعقل المشاهد، وأعتقد أن ذلك تدشين لمرحلة جديدة تسطع فيها نجوم جديدة لامعة فى الصحافة التلفزيونية من أصحاب الكفاءات المتميزة، وفى النهاية مبروك للإعلام المصرى ذلك البرنامج الذى يحقق المعادلة الصعبة للنجاح، التى تجمع بين مذيع صاحب تاريخ وقبول وكفاءة وقدرة مهنية ، وإعداد وإخراج واعٍ ومحترف.

بوكس

لست عضوا بالجمعية العمومية للنادى الأهلى، ولكنى أتمنى لو حرصت الجمعية على فوز محمود الخطيب بمنصب رئاسة النادى بالتزكية، فهذه الخطوة لها معناها فى مواجهة كل من  حاول تسميم علاقات عائلة الأهلى، ثم حاسبوه  بعدها حسابا عسيرا على مجمل الفترتين!