مدير الصحة النفسية بالعباسية: لم يتم التحقيق معى ومازلت فى المستشفى ولم أغادرها

مدير الصحة النفسية بالعباسية
مدير الصحة النفسية بالعباسية

كتبت: أسماء سالم

رغم ما تفيدنا به المواقع الإليكترونية والسوشيال ميديا من أخبار وحملات ضد الفاسدين، إلا أن بعضها قد يسيئ إلى شخص ويتهمه في شرفه دون دليل!

 وهذا ما حدث مع الدكتور حاتم ناجي مدير مستشفى الصحة النفسية بالعباسية، انتشر خبر يفيد إقالته بسبب تأجير أرض المستشفى لإقامة مشروع تجاري!

 تواصلت «أخبار الحوادث» بالدكتور حاتم ناجي للتعقيب على الخبر المنشور، فأكد لنا أنه مازال يمارس مهامه كمدير لمستشفى الصحة النفسية بالعباسية، ولم تصل إليه خطابات من مجلس الوزراء، أو من وزارة الصحة تفيد بإقالته من منصبه.
 حددنا معه موعدًا في مكتبه لمحاورته ومعرفة ما وراء نشر ذلك الخبر.

.. «ألوم بعض المواقع الإخبارية بأنهم تلقوا الخبر  ونشروه ولم يتأكد أحد مني لتأكيد الواقعة أو نفيها!»..

هكذا بدأ الدكتور حاتم حواره معنا، مضيفًا؛ وللأسف تم نشر الخبر بشكل مسيئ والإيحاء أنني فاسد، بأن مجلس الوزراء أقالني من منصبي، وما أثار دهشتي وغضبي وجود ورق على السوشيال ميديا بصدور قرار إقالتي بتاريخ شهر اغسطس، وها أنا الآن معك في مكتبي داخل مستشفى الصحة النفسية بالعباسية، وأسجل هذا الحوار، ونحن في نهاية شهر سبتمبر، وهذا يعني مرور شهر على صدور قرار الإقالة المزعوم! فاذا كنت فاسدًا كما نشر في بعض المواقع لتمت إحالتي إلى المحاكمة، وهذا لم يحدث، كما إذا تمت الاقالة بالفعل كان مكتب وزارة الصحة خاطب الأمانة العامة الصحة النفسية، لتنفيذ القرار، أو حضور أحد ممثلي مكتب الوزارة لتنفيذ القرار، ولكن هذا الشيء لم يحدث، بالإضافة  ان هناك تعاملا بين المستشفى ومكتب مجلس الوزراء وهي منظومة الشكاوى الموحدة الخاصة بالمرضى، والإخطارات لا تزال حتى الآن تأتي باسمي كمدير مستشفى الصحة النفسية.

ولماذا لم تصدر المستشفى بيانًا لتكذيب الخبر؟!

انا لا أهتم بشائعات هنا وهناك، لدي اعمال تشغلني، وجودي في مكتبي حتى الآن يعتبر هذا ردي، فقد مر على تعييني كمدير المستشفى سنة وثلاثة أشهر، ورغم ذلك أقمنا بعض المشروعات مثل مشروع الكاميرات وشبكه الإطفاء المتطورة ومشروع تطوير حدائق المستشفى، وأيضا حصلت على ترخيص لإقامة المعهد القومي للأطفال والمراهقين بما هو مختص بالصحة النفسية لهم، والذي ظل الرؤساء السابقون لمدة تقارب 8 سنوات يحاولون الحصول على هذا التصريح، وقد حصلت عليه اخيرًا، وهناك مصنع ملابس مغلق منذ 12 سنة نحن نحاول حاليًا من أجل عودة ذلك المصنع للعمل مرة أخرى.

وما قصة تأجير أرض المستشفى لمدة 20 سنة المتداولة على المواقع؟

تقدمت إحدى الجهات الحكومية الرسمية بمشروع، والذي تم رفعه إلى الأمانة العامة ثم إلى وزارة الصحة، والتي أرسلته إلى مجلس الدولة لقسمي الفتوى والتشريع، من أجل دراسة المشروع، ثم سوف يرسل إلى وزارة التخطيط والمالية، وبناء عليه مجلس الوزراء سوف يصدر قرارًا بإنشاء المشروع أم لا.

أما فيما قاله البعض انني سوف أؤجر أرض المستشفى، ليس من حق أي شخص بيع أوتأجير أرض المستشفى لأنها حكومية وليس ملكية خاصة، فكيف يمكنني بيع أوتأجير أرض المستشفى كما قيل على بعض المواقع الاخبارية؟! كما لم يتم التحقيق معي أبدا على عكس ما نشر.

أين وصل البلاغ المقدم ضد المستشفى للنيابة الإدارية بسبب ذلك المشروع؟!

تقدم دكتور احمد حسين ببلاغ ضد المستشفى من اجل الطعن على القرار المقترح لإقامة المشروع، ولكن قررت النيابة الإدارية حفظ البلاغ لعدم صحته.

وما حقيقة نقل مستشفى الصحة النفسية إلى مدينة بدر؟!

هذا غير صحيح، فمنذ تعييني كمدير لم يصدر قرار بهذا الأمر، بل أننا نطور أقسام المستشفى.

كم عدد أقسام المستشفى؟!

قسم للرجال وآخر للنساء قديم ومتطور، وقسم طب الأطفال، وقسم طب المراهقين، ووحدة إدمان، ووحدة أبحاث، وعيادة خارجية، وقسم إعادة التأهيل، وقسم خاص بالمرضى المتهمين الذين يتم إرسالهم للمستشفى بأمر قضائي.

كيف يتم التعامل مع القسم الخاص بالمتهمين؟!

يتم إيداع هؤلاء بأوامر قضائية، وان يكون المودع متهمًا في جريمة وأثناء إجراءات المحاكمة يشك القاضي بأن المتهم غير متزن نفسيًا، فاذاثبت أن المتهم ارتكب جريمته تحت تأثير المرض النفسي الذي يجعله غير مدرك لأفعاله، يتم إيداعه مستشفى الصحة النفسية، وذلك تحت تأمين وحراسة مشددة من الداخلية، حتى يتم البحث وصدور التقرير الطبي، فإذا تبين أن المتهم غير مريض وأنه يدّعي المرض النفسي، في هذه الحالة يرجع إلى السجن ويتم استكمال إجراءات محاكمته، أما إذا تبين أنه مريض غير مدرك لأفعاله يبقى في مستشفى الصحة النفسية من أجل العلاج، وذلك بعد الامر القضائي، و يخرج بعد أن يتم شفاؤه، وتتم متابعته بشكل شهري بعد خروجه حتى لا تحدث له انتكاسة.

كيف يتم التعامل مع المرضى المشردين في الشوارع؟!

هناك تنسيق بيننا وبين وزارة التضامن الاجتماعي وبين وزارتي الداخلية والصحة؛ فيوجد فريق التدخل السريع بين التضامن والداخلية، فبعد أخذ المريض من الشارع يتم عمل محضر لمعرفة إن كان لديه بطاقة شخصية أم لا، وإذا كان لا يوجد لديه إثبات شخصية، يتم عمل وثيقة اسمها التعارف عليها صورته، ثم إدخاله الى مستشفى الصحة النفسية لعلاجه اذا تبين انه مريض نفسيًا، وفي حالة تم الاستدلال على أهله يتم التسليم لهم، وإذا لم يستدل على اهله، يتم إيداعه في دار تابعه للتضامن الاجتماعي، وذلك بعد انتهاء فترة العلاج.

وحالات الإدمان كيف تعالج داخل المستشفى؟!

هناك بروتوكول بين الأمانة العامة و صندوق مكافحة المخدرات؛ فالمدمن في الأساس مريض نفسي الذي يقرر أن يلجأ الى الإدمان لتعويض الخلل نفسي الذي بداخله، ونحن من واجبنا مساعدته على بناء ثقته بنفسه بمعالجته من الإدمان.

هل تواجه المستشفى حالات أو محاولة هروب؟

هناك دخول تطوعي وبناءً على قرار المريض النفسي ذاته، فلديه الحق إذا أراد الخروج من المستشفى يتم خروجه، وهناك علاج إلزامي للمريض الذي قد يتسبب وجوده خارج المستشفى في خطورة على المجتمع، وهذا يكون عليه إجراءات أمنية مشددة فلا يستطيع الهروب.

ماذا عن ملف الصحة النفسية للطفل؟!

لدينا وحدة متكاملة لإدارة الطب النفسي للأطفال والمراهقين، الطفل ليس مظلومًا على مستوى الخدمة الطبية، ولكن مظلوم من ناحية إلا أهل وذلك بسبب التباعد بين أفراد الأسرة في المنزل بسبب الانشغال المبالغ بالعمل، بالإضافة إلى السوشيال ميديا وسائل التواصل الاجتماعي المنفتحة على العالم كله، وبعض الأعمال الفنية التي تظهر المجتمع عكس عاداتنا وتقاليدنا مثل جعل البلطجي هو صاحب الحق ولديه المال والنفوذ أما الشخص الشريف البسيط ليس لديه قدرة على إطعام نفسه، لذلك يكون الأطفال والمراهقون هم الضحايا بما ينشر على التواصل الاجتماعي وبعض الأعمال الفنية.

بماذا تفسر طبيعة الشخصية التى تقدم على الانتحار؟!

هذا يرجع إلى الطموح والافكار التي قد تكون أعلى من القدرات، وللأسف الكثير من الشباب ليس لديهم الخبرة لتحديد الخطوات والصبر للوصول إلى الهدف، لذلك يحدث الإحباط بشكل سريع فيتعرضون للاكتئاب، وقلة منهم يصلون إلى الأسوأ وهو الانتحار، ولكن الدولة تهتم حاليًا بالشباب لانهم الطاقة لأي بلد ولذلك لقدرتهم على العمل والانتاج في وقت أسرع، فما يحتاجه الشباب هو الصبر والتخطيط و التوازن بين الفكر والعاطفة، وأحب أن اضيف هنا؛ أن لدينا عيادات خارجيه تستقبل ما يصل إلى 400 حالة في اليوم وأيضًا 1200 سرير وذلك للحالات التي تحتاج الحجز، بالإضافة إلى وجود خط ساخن يستقبل الاتصالات من جميع انحاء الجمهورية، لاستشارة طبية، ولو هناك حالة تحتاج إلى مستشفى نوجه المتصل إلى اقرب مستشفى لمكان سكنه.كما نقوم بحملات توعية على السوشيال ميديا تحت إشراف د.منه عبدالمقصود الأمين العام للأمانة العامة للصحة النفسية،وتلك الحملات توضح كيف يتعامل الأهل مع المريض المكتئب وما هي أعراضه.

هناك مخاوف من استغلال الطبيب لأسرار المريض مثلما يظهر في بعض الاعمال الفنية؟!

بالفعل هناك أعمال فنية توصم الطبيب النفسي في بعض الأفلام والمسلسلات، وهذا ما يجعل المريض يشعر بالخوف ويتعرض للاكتئاب، ويقدم على الانتحار أو الانطواء، لذلك أتمنى أن يساعد الفن والإعلام في توعية الناس بضرورة الذهاب إلى الطبيب النفسي في حالة تواجد اعراض لأن المريض النفسي ليس مجنونًا والطبيب ليس مستغلًا للمريض.

هل هناك عجز في عدد الأطباء بالمستشفى؟!

بشكل عام يوجد عجز في الأطباء النفسيين، لأنه بعد حصول الطبيب على الدرجة العلمية أخصائي يسافر الى الخارج، ولكن في المستشفى نحاول توزيع الأطباء قدر الإمكان على الأقسام المختلفة حتى لا يحدث عجز سواء داخل أقسام المستشفى أوالعيادة الخارجية.