فتحي شلبي أحد صائدي الدبابات بحرب أكتوبر: دمرت 13 دبابة للكيان الصهيوني

  فتحى سيد شلبى
فتحى سيد شلبى

زحفت وزملائى 6 ساعات متواصلة حتى أنجز مهمة كُلفنا بها 
 

هلل له القائد، واحتضنه زملاؤه بعد أن دمر الفتى المقاتل فتحى سيد شلبى أول دبابة للعدوالصهيونى فى ملحمة السادس من أكتوبر عام 1973.


بعدها فتحت شهية الفتى المحارب على اصطياد دبابات العدو حتى وصل عددها بتوقيت وقف إطلاق النار فى 22 أكتوبر عام 1973 إلى 13 دبابة وعربتين مجنزرتين. 


ظل الرجل يحكى بوحشة لأيام تميزت بإنجازات صنفت أبطالنا كأساطير كتبوا مجدًا يليق بعراقة وطن بحجم مصر وظل يسرد أجواء الحرب حتى صمتنا أنا وزميلى المصور وكأننا أمام فيلم سينمائى مثير جدا.

 


كنا معه فى حكيه لحظة بلحظة وعبرنا معه بالخيال خط بارليف واختبأنا خلف السواتر الترابية ولم نشتكِ من ثقل الشدّة العسكرية ولا حمل الصواريخ على الأكتاف.
 

ولم نخشَ القذائف فوق الرؤوس، وشممنا رائحة عطر البارود الذى تصاعد دخانه من حرق أهداف الكيان الصهيونى، ومع كل دبابة كان يحكى لحظة اصيادها وددنا لواحتضناه وكأننا معه على جبهة القتال.


لم يكن فى الإحساس مبالغة فسيرة النصر تُذهب التعب وتحقن العمر بعزيمة وشموخ لا توصف متعتهما.


كان البطل فتحى سيد شلبى ابن حى السيدة زينب كلما التقط أنفاسه من الحكى ينظر إلى النيل الذى اختار أن يكون مقعده بجواره ونحن فى استضافته الكريمة بأحد النوادى على كورنيش المعادى. 


وحين يستأنف الحديث يفرك جبهته ليستدعى ذكريات طازجة وكأنها تسبح أمام عينيه على شاطئ النهر العظيم، فظل يسرد سحرا من الحكايات عن رحلته وزملائه الأبطال فوق رمال سيناء الغالية. 


للرجل السبعينى حاليا تاريخ ناصع كآلاف أبطال حرب العزة والكرامة زين رقبته بنوط الجمهورية العسكرى من الطبقة الأولى، وسيظل ومعه كل الأبطال رجالا يستحقون محبة وتقديرًا لما قدموه فداء لحق وكرامة الشعب المصرى العظيم. 


حكى المقاتل البطل فقال: كنت أحد صائدى دبابات حرب أكتوبر، بصواريخ الموليتكا الروسية التى كانت بحوزة كتائب تسمى حركيا حينها بكتائب الفهد، والتى كانت مفاجأة لقوات العدوالصهيونى. 


تدربنا قبلها بكثير على يوم العبور.. ولم نكن نعلم بموعد الحرب كنا خلف الساتر الترابى «خط بارليف» نحن ومجموعة كتائب وننفذ نفس التدريبات ثم نعود لأماكننا. 


وفى يوم الحرب وحوالى الساعة الواحدة ظهرا مر علينا قائد عسكرى كبير، وكان أمامى لحظتها مدفع وقال لقائد كتيبتنا:أريد منك بعد ظهور طيران قواتنا المسلحة وضرب نيران المدفعية أن تشتبك مع نقطة الملاحظة الإسرائيلية التى أمامنا فى الضفة الشرقية وتنسفها تماما. .

وفى تمام الساعة الثانية ظهرا كانت الطلعة الجوية التى ضربت المطارات والمواقع الإسرائيلية الحصينة خلال 8 دقائق وبدأت المدفعية فى الاشتباك مع العدو الصهيونى.


كنت فى نقطة المعبر 26 ضمن سرية لواء صواريخ ملحقة على سرية لواء مشاة، فى مجموعة تسمى «مجموعة المفرزة الأمامية» والتى كانت مهمتها العبور بالقوارب واحتلال مسافة 3 كيلو مترات داخل سيناء لتأمين رؤوس الكبارى المطاطية التى ستنشأ خلال 6 ساعات..

وتابع البطل بحماسة الميدان: لم ننتظر انتهاء المدفعية من مهمتها، وقمنا بإنزال القوارب المطاطية للقنال وعبرنا حتى الساتر الشرقى «خط بارليف» الذى كان مرتفعا بزاوية لا تقل عن 60 درجة، صعدنا وكان منا جنود مشاة يحملون ذخيرة يصل وزنها 70 كيلوجراما.


وتابع:  بعد العبور مشينا مسافة كيلو ونصف وكان هناك طريق من الأسفلت موازٍ للقنال، فلمحت مركبة عسكرية توزع الخدمات من الأفراد والمؤن للجنود الصهاينة.


 وبعد أن عبرت هذا الطريق، وجدت دبابتين على مسافة 2.5 كيلومتر. فأصبت واحدة منها فانفجرت على الفور.


وفى تجربة أخرى للتضحية والفداء يقول الجندى المقاتل سعيد شلبي:  أثناء محاصرة الجيش الثالث من الثغرة بمنطقة الدفرسوار من الأمام والخلف، استدعانى قائد الفرقة حينها «حسن أبوسعدة» للمشاركة فى فك حصار السرية الثالثة فى الكتيبة 12 ومشينا وزملائى بدلالة سلك التليفون الميدانى لمسافة 7 كيلو زحفا، بين القوات الإسرائيلية حتى وصلت للسرية مع فردين من زملائى. وقطعنا المسافة فى 6 ساعات.