بينى وبينك

رسائل زفايج

زينب عفيفى
زينب عفيفى

 منذ ان انتحر ستيفان زفايج مع زوجته لوت فى البرازيل عام 1942، أصبح واحدا من أشهر الكتاب فى العالم، فعادة ما تؤدى مثل هذه الاحداث المثيرة إلى قمة الشهرة وخاصة فى الحقل الأدبي.

وبعد انتحاره، ظهرت سيرته الذاتية «عالم الأمس»، التى كتبها وكشف فيها ولعه بالتجوال فى المدن الأوربية التى تنقل فيها، والبرازيل التى مات فيها بعد شهور من حصوله على الجنسية البريطانية التى نالها بعد تولى النازيين للسلطة فى ألمانيا، ما دفعه ليصف نفسه بـ»يهودى لمجرد المصادفة». 


ذاع صيته فى كل أوربا ككاتب مسرحى وروائى لامع، وجامع ومعد للسير الذاتية لكبار المبدعين أمثال ديكنز وبلزاك ودوستويفسكي؛ وفى الآونة الأخيرة ترجمت معظم أعماله إلى اللغة العربية فذاع صيته مجددا فى المنطقة العربية، والحقيقة تقال إن من لم يقرأ لستيفان زفايج، فقد خسر الكثير من المتعة. .

من أحدث الترجمات التى صدرت مؤخرا، كتاب رسائله وزوجته لوت أثناء الحرب العالمية الثانية، وهى الترجمة الأولى التى قدمها المترجم والمبدع ميسرة صلاح الدين فى لغة سلسلة وجاذبة، وكما يقول المترجم اتسمت الرسائل بالإسهاب فى تفاصيل حياة زفايج ولوت اليومية ومشاعرهما تجاه الحرب والوطن والبلد الجديد الذى يعيشان فيه عبر رسائل أرسلها باللغة الإنجليزية إلى شقيق زوجته مانفريد وزوجته هانا» وشاركته زوجته لوت فى هذه الرسائل، وهى بالتأكيد ليست لغته الأصلية بسبب ظروف الحرب والجهات الرقابية المتعددة التى كانت تفحصها خلال سفرها بين قارتين..

كانت معظم تلك الرسائل التى قاربت مئة وتسعين رسالة، تعبيراً ملحاً عن حاجة هذا المهاجر إلى وطن من العلاقات الحميمة الحقيقية، يستعيض به عن وطنه الضائع فى رحى حربٍ، وقد كتب ستيفان زفايج فى رسالة انتحاره: «أن يبدأ المرء كل شيء من جديد بعد عامه الـــ60 لهو أمر يتطلب ميزات.

خاصة، ولقد استنفدت كل قواى بعد سنوات من التجوال بحثاً عن مأوى».