بعيدا عن الاحتلال.. ذكريات مثيرة للجنود البريطانيين في مصر| صور

بعيدا عن الاحتلال.. ذكريات مثيرة للجنود البريطانيين في مصر
بعيدا عن الاحتلال.. ذكريات مثيرة للجنود البريطانيين في مصر

من أبرز ثمار ثورة 23 يوليو 1952 هو تحقيق الجلاء التام وخروج قوات الاحتلال البريطاني من مصر بعد احتلال استمر أكثر من 73 عاما طبقًا لاتفاقية الجلاء الموقعة في 19 أكتوبر 1954. 

 

وفي نفس العام كانت الميناء الجوي تنقل المئات من الجنود البريطانيين الذين يخرجون في إجازات أو ينقلون إلى قاعـدة بريطانية أخرى، حسب ما تم نشره في مجلة آخر ساعة بتاريخ 18 أغسطس 1954.

 

ومنحت القيادات البريطانية الأولوية في السفر إلى الجنود الذين أصاب ذويهم ويستدعي سرعة عودتهم إلى بريطانيا فيسافروا لزيارة ذويهم ثم يعودون إلى القتال ليتأهبوا مرة أخرى.

 

وقضى هؤلاء الجنود والمجندات الذين كان لهم الأولوية في السفر إلى إنجلترا بالطائرات مع زملائهم في وحداتهم يشربون نخب الرحيل وهم يتذكرون الأيام التي قضوها على ضفاف القنال بكل ما فيها من ذكريات.

 

اقرأ أيضًا| «مربية الأطفال».. سر توقف تصوير حسن يوسف لفيلم «كده رضا» 

 

ومن الذكريات الغريبة التي يحملها هؤلاء الجنـود عن مصر مثلا الملازم توم آدمز الذي قال: إني قضيت ثلاثة أعوام في القنال ومع ذلك لم أستطع زيارة الأهرام وسقارة ومدينة منف التي قرأت عنها وأنا طالب في الجامعة.

 

أما المجندة ليلى بتلر التي كانت برتبة الكابتن قالت: إني مسافرة وفي جعبتي الكثير من الذكريات لا يصح لأحد غيري أن يطلع عليها لأنها ذكريات مقدسة. 

 

بينما كانت ذكريات السرجنت جوردون جونس من نوع آخر، فغالبياتها عاطفية تثير الشجن؛ حيث قال: تعرفت على فرنشيسكا في القنال وهي فتاة يونانية كانت تعمل كاتبـه على الآلة الكاتبة في أحد المخازن البريطانية في المعسكرات.

 

ويبتسم جونس قائلا: وكانت نظرة فابتسامة فكلام فاتفقنا على الزواج وفي أسبوع عقد القران أعلن إلغاء المعاهدة وامتنع عـدد كبير من الموظفين والموظفات من التردد عـلى أمكنة عملهم وكـانت "فرانشيسكا" واحدة من هؤلاء.

 

ويمضى في حديثه قائلا: ومضت السنوات عديدة وأنا أنتظرها ولكن دون جدوي، وأخيرا وفي الأسبوع الماضي فقط تلقيت تعليمات بالسفر إلى لندن وفقد الأمل في عودتها لتسافر معي، وأسافر وحدي ومعي ذكريات حبها على شاطئ بحيرة التمساح.

 
وفرجسون وسليم وفرانك ومئات غيرهم من الجنود والضباط الذين رحلوا من مصر يحملون معهم ذكريات عجيبـة إلا أنهم جميعا اتفقوا على شيء واحد «هو أن مصر بلد ساحرة ولكنهم لم يتمتعوا بسحرها للقيود الثقيلة التي كانت مفروضة على منطقة قنال السويس». 

 

كما أجمعوا أن أمنيتهم جميعا هي العودة إلى مصر ثانية كمدنيين لزيارة القاهرة والأقصر وأسوان التي سمعوا عنها الكثير ولم يستطيعوا زيارتها كجنود احتلال.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم