مفيد شهاب يكشف مراحل لجوء مصر للتحكيم الدولي بشأن طابا | فيديو

مفيد شهاب
مفيد شهاب

عرضت قناة «أكسترا نيوز»، مقطع فيديو يحتوى على فيلما وثائقيا، بعنوان «طابا» ويكشف فيه عن أسرار ووثائق وشهادات وخرائط  خاصة بملف استعادة طابا والتي من ضمنها كيف تم تشكيل اللجنة القومية المكلفة لاستعادتها؟

قال الدكتور مفيد شهاب، رئيس جامعة القاهرة ووزير التعليم العالي الأسبق، عضو هيئة الدفاع المصرية لاستعادة طابا، خلال الفيلم الوثائقي: عندما تختلف دولتين يأتون بطرف ثالثة ويطلقون عليه «الموفق» وهي دولة ثالثة محايدة وسيتم اقتراح وهيقول الموفق: «أنتم زعلنين على ايه على كيلو متر خدو  النصف وإسرائيل النصف الآخر» فلم يوافق الجانب المصري.

وأضاف عضو هيئة الدفاع المصرية لاستعادة طابا، أن "إسرائيل قالت إن الخطوة الأولى مجبتش نتيجة اللي هي التفاوض ننتقل للخطوة الثانية وهي التوفيق وقال الجانب المصري لا لأن هذا تضييع للوقت، أما التوفيق هو نوع من التفاوض أيضاً وفي النهاية مهمة اقتراح الموفق احنا نوافق أو ما نوافقش وأنتم توفقم أو متوفقوش، وقال الجانب المصري إننا نريد أن نلجأ إلى التحكيم ودخلنا في مفاوضات للضغط عليهم ليقبلوا التحكيم لأن التحكيم في القانون الدولي تحكيماً إرضائيا يعني متقدرش تجبر الطرف الآخر على أنه يروح لهيئة التحكيم غصب عنه لازم يوافق".

وتابع: «نعمل هيئة تحكيم احنا نختار محكم من عندنا وأنت تختار محكم من جانبكم ومن ثم نكمل بناس محيدين وتبقي دي هيئة تحكيم كأنها محكمة عدل تطبق القانون وتصدر حكم ملزم للطرفين وأثر الجانب الإسرائيلي على الرفض ثم انسحب الوفد الإسرائيلي ولم يكمل المفاوضات وحينها كنا في مينا هاوس بالقاهرة».

يذكر أن طابا هي مدينة مصرية تتبع محافظة جنوب سيناء، وتقع على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى، ويبلغ تعداد سكان المدينة 3000 نسمة، وتبلغ مساحتها 508.8 فدان تقريباً، وتبعد عن مدينة شرم الشيخ نحو 240 كم شمالاً.

وتمثل مدينة طابا قيمة تاريخية واستراتيجية كبيرة لموقعها المتميز الذي يشرف على حدود 4 دول هي مصر، السعودية، الأردن، فلسطين، حيث تبعد عن ميناء إيلات الإسرائيلي نحو 7 كم شرقاً، وتقع في مواجهة الحدود السعودية في اتجاه مباشر لقاعدة تبوك العسكرية، وتعد آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة في مقابلة الميناء البحري الوحيد للأردن وهو ميناء العقبة.

وعقب حرب أكتوبر عقدت في 1979 اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، والتي بموجبها بدأت إسرائيل انسحابها من سيناء، وفي أواخر عام 1981 الذي كان يتم خلاله تنفيذ المرحلة الأخيرة من مراحل هذا الانسحاب، سعى الجانب الإسرائيلي إلى افتعال أزمة تعرقل هذه المرحلة، وتمثل ذلك بإثارة مشكلات حول وضع 14 علامة حدودية أهمها العلامة (91) في طابا، الأمر الذي أدّى لإبرام اتفاق في 25 أبريل 1982 والخاص بالإجراء المؤقت لحل مسائل الحدود، والذي نص على عدم إقامة إسرائيل لأي إنشاءات وحظر ممارسة مظاهر السيادة، وأن الفصل النهائي في مسائل وضع علامات الحدود المختلف عليها يجب أن يتم وفقاً لأحكام المادة السابعة من معاهدة السلام المبرمة بين البلدين، والتي تنص على حل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير المعاهدة عن طريق المفاوضات، وأنه إذا لم يتيسر حل هذه الخلافات بالمفاوضات فتحل عن طريق التوفيق أو تحال إلى التحكيم.

 

وبعد 3 أشهر من هذا الاتفاق افتتحت إسرائيل فندق سونستا وقرية سياحية وأدخلت قوات حرس الحدود، فقامت الحكومة المصرية بالرد عن طريق تشكيل اللجنة القومية للدفاع عن طابا أو اللجنة القومية العليا لطابا، وتشكلت بالخارجية المصرية لجنة لإعداد مشارطة التحكيم، وعقب قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بالموافقة على التحكيم، تم توقيع اتفاقية المشارطة بمشاركة شمعون بيريز في 11 سبتمبر 1986، والتي قبلتها إسرائيل بضغط من الولايات المتحدة.

وقد هدفت مصر من تلك المشارطة إلى إلزام الجانب الإسرائيلي بتحكيم وفقاً لجدول زمني محدد بدقة، وحصر مهمة هيئة التحكيم في تثبيت مواقع العلامات الـ 14 المتنازع عليها، وفي 29 سبتمبر 1988 تم الإعلان عن حكم هيئة التحكيم في جنيف بسويسرا في النزاع حول طابا، وجاء الحكم في صالح مصر مؤكداً أن طابا مصرية، وفي 19 مارس 1989 كان الاحتفال التاريخي برفع علم مصر معلناً السيادة على طابا وإثبات حق مصر في أرضها.