مفيد شهاب: إسرائيل احتفظت ببعض المواقع الحساسة وزعمت أنها أتمت الانحساب

د. مفيد شهاب
د. مفيد شهاب

عرضت قناة «اكسترا نيوز»، مقطع فيديو يحتوى على فيلم وثائقي بعنوان «طابا» ويكشف فيه أسرار ووثائق وشهادات وخرائط  خاصة بملف استعادة طابا والتي من ضمنها كيف تم تشكيل اللجنة القومية المكلفة لاستعادتها؟

قال الدكتور مفيد شهاب، رئيس جامعة القاهرة ووزير التعليم العالي الأسبق، عضو هيئة الدفاع المصرية لاستعادة طابا، خلال الفيلم الوثائقي، إن  مصر 1978 بعد انتصار أكتوبر العظيم 1973 وقعت مع إسرائيل إعلان مبادئ ذلك في إطار اتفاقية عن أسس السلام والتسوية السلمية للنزاع بين مصر وإسرائيل هذا الإعلان قرر مجموعة مبادئ  يلتزم بها الطرفان بحيث أن تكون العلاقات بينهما طبيعية، هذا الإعلان تحول بعد عام إلى اتفاقية سلام مفصلة في 26 مارس 1979 هذه الاتفاقية تحولت إلى أن إسرائيل تنسحب من كل الأراضي وترجع إلى الخطوط التي كانت عليها قبل 4 يونيو 1967 قبل عدوان 5  يونيو.

وأضاف: عندما اقتربنا من 25 أبريل 1982 واستشعرت إسرائيل أن مصر في لهفة على إعلان تحرير أرضها أرادت إسرائيل أن تحتفظ ببعض المواقع فلم ترد الانسحاب من مكان حساس وزعمت أنها أتمت الانحساب في حين أنها ظلت محتفظة ببعض المواقع.

وأشار عضو هيئة الدفاع المصرية لاستعادة طابا، إلى أننا دخلنا في مرحلة التفاوض من سنة 1982 حتى سنة 1986 وتبدلنا الوفود بين إسرائيل ومصر من بينهم خبراء فنيين وخبراء وجغرافيا وتاريخ لمحاولة اقناعهم .

يذكر أن طابا هي مدينة مصرية تتبع محافظة جنوب سيناء، وتقع على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى، ويبلغ تعداد سكان المدينة 3000 نسمة، وتبلغ مساحتها 508.8 فدان تقريباً، وتبعد عن مدينة شرم الشيخ نحو 240 كم شمالاً.

وتمثل مدينة طابا قيمة تاريخية واستراتيجية كبيرة لموقعها المتميز الذي يشرف على حدود 4 دول هي مصر، السعودية، الأردن، فلسطين، حيث تبعد عن ميناء إيلات الإسرائيلي نحو 7 كم شرقاً، وتقع في مواجهة الحدود السعودية في اتجاه مباشر لقاعدة تبوك العسكرية، وتعد آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة في مقابلة الميناء البحري الوحيد للأردن وهو ميناء العقبة.

وعقب حرب أكتوبر عقدت في 1979 اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، والتي بموجبها بدأت إسرائيل انسحابها من سيناء، وفي أواخر عام 1981 الذي كان يتم خلاله تنفيذ المرحلة الأخيرة من مراحل هذا الانسحاب، سعى الجانب الإسرائيلي إلى افتعال أزمة تعرقل هذه المرحلة، وتمثل ذلك بإثارة مشكلات حول وضع 14 علامة حدودية أهمها العلامة (91) في طابا، الأمر الذي أدّى لإبرام اتفاق في 25 أبريل 1982 والخاص بالإجراء المؤقت لحل مسائل الحدود، والذي نص على عدم إقامة إسرائيل لأي إنشاءات وحظر ممارسة مظاهر السيادة، وأن الفصل النهائي في مسائل وضع علامات الحدود المختلف عليها يجب أن يتم وفقاً لأحكام المادة السابعة من معاهدة السلام المبرمة بين البلدين، والتي تنص على حل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير المعاهدة عن طريق المفاوضات، وأنه إذا لم يتيسر حل هذه الخلافات بالمفاوضات فتحل عن طريق التوفيق أو تحال إلى التحكيم.

 

وبعد 3 أشهر من هذا الاتفاق افتتحت إسرائيل فندق سونستا وقرية سياحية وأدخلت قوات حرس الحدود. فقامت الحكومة المصرية بالرد عن طريق تشكيل اللجنة القومية للدفاع عن طابا أو اللجنة القومية العليا لطابا، وتشكلت بالخارجية المصرية لجنة لإعداد مشارطة التحكيم، وعقب قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بالموافقة على التحكيم، تم توقيع اتفاقية المشارطة بمشاركة شمعون بيريز في 11 سبتمبر 1986، والتي قبلتها إسرائيل بضغط من الولايات المتحدة.

وقد هدفت مصر من تلك المشارطة إلى إلزام الجانب الإسرائيلي بتحكيم وفقاً لجدول زمني محدد بدقة، وحصر مهمة هيئة التحكيم في تثبيت مواقع العلامات الـ 14 المتنازع عليها، وفي 29 سبتمبر 1988 تم الإعلان عن حكم هيئة التحكيم في جنيف بسويسرا في النزاع حول طابا، وجاء الحكم في صالح مصر مؤكداً أن طابا مصرية، وفي 19 مارس 1989 كان الاحتفال التاريخي برفع علم مصر معلناً السيادة على طابا وإثبات حق مصر في أرضها.