«حجارة الموت».. هكذا وصف قائدي قطارات السكة الحديد ظاهرة قذفهم بالحجارة بعد تعدد إصاباتهم من قبل الأطفال الذين يعتقدون أن «حدف القطارات بالطوب» إحدى وسائل الترفيه واللعب.
وأمس أصيب قائد قطار رقم 738 بخط «ادفو- أسوان» بإصابات خطيرة في صدره بسبب رشق الأطفال له بالحجارة، أثناء قيامه برحلته على خط أسوان.
اقرأ أيضًا| صور صادمة.. إصابة قائد قطار رشقه الأطفال بالحجارة في أسوان
وتبين إصابة محمود محمد هميمي (شيكو) إثر إلقاء الحجارة من مجهولين بين محطة دراو ومحطة بلانه وأصيب بجرح قطعي في صدره وتمت الإسعافات الأولية له من قبل مساعده ـحمد الطيب ورغم ذلك رفض تعطيل القطار حرصًا على عدم تأخير القطار.
وكشف مصدر مسئول بهيئة السكة الحديد أن هذه الواقعة ليست الأولى، بل يعاني ركاب القطارات وقائدي القطارات من هذه الظاهرة منذ سنوات، موضحًا أن وزارة النقل أطلقت عدة مبادرات عن ضرورة مكافحة هذه الظاهرة لتسببها من قبل في إصابة ركاب أيضًا.
وقال المصدر لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن فيما جددت هيئة السكة الحديد تحذيرها من ظاهرة رشق القطارات بالحجارة، مؤكدة أنها واحدة من الظواهر السلبية التي بسببها تتعرض حياة الركاب والعاملين للخطر، كما تتسبب في إتلاف ممتلكات الدولة.
وكان الخبير القانوني خالد القرشي، قد أكد أن الشخص الذي يقذف القطار بالحجارة سواء كان كبيرًا أو صغيرًا يعد في نظر القانون متهمًا، حيث يواجه 3 تهم، أولها إتلاف مركبة عامة وهي «جنحة» عقوبتها الحبس من شهر إلى 3 سنوات، وثانيا تهمة ضرب أفضى إلى إصابة بـ«الخطأ» وعقوبتها الحبس من شهر إلى 3 سنوات، وثالثا يتم احتساب الأمر «جناية» في حالة التسبب في الوفاة أو العاهة المستديمة لقائد قطار أو أحد الركاب، وذلك بعد القبض على «قاذف الطوب» سواء كان طفلًا أو شابًا.
وأوضح الخبير القانوني في تصريحات سابقة لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن الحكم في هذه الحالة سيكون جنحتين وجناية، والعقوبة في الجناية تكون «أشغال شاقة» إذا كان فوق السن القانوني، مشددًا على أنها تندرج تحت بند «قتل عمد»، لذلك على كل شاب يقذف القطارات بالحجارة إدراك خطورة الأمر.
وذكر أنه من الممكن أن يطالب أهل الطفل مرتكب هذا العمل بتعويض مدني للمتضرر بحسب ما تراه المحكمة.
وتجدد وزارة النقل التحذير من ظاهرة إلقاء الحجارة على القطارات من قبل بعض الأطفال أثناء مسير القطارات، مؤكدة أنها تسبب أضرارًا وإصابات بالغة للركاب وقائدي القطارات.
وكانت وزارة النقل، قد أطلقت مبادرة تحت عنوان «حياتك تهمنا»، قدمت فيها مجموعة من الوصايا لركاب القطارات لضمان سلامتهم، وشملت الوصايا: حظر محاولة ركوب القطار بعد تحركه، وعدم النزول من القطار بعد وقوفه بشكل تام، وكذلك العبث أو شد بلف الطوارئ إلا في الحالات المخصصة لذلك، وعدم الركوب بين فواصل القطار حتى لا تتعرض للأذى، وأخيرا منع إلقاء الحجارة على القطارات أثناء المسير.
جدير بالذكر أن إلقاء الحجارة على القطارات أصحبت ظاهرة تتكرر وينتج عنها عدد من الإصابات بين قائدي القطارات والركاب والخسائر، ورغم ذلك يكون الجاني دائما مجهول.
