فاروق فلوكس : سعيد بالتكريم وأنا لسة عايش !

فاروق فلوكس
فاروق فلوكس

محمد بركات

بعد مسيره فنية امتدت لنحو 60 عاماً، كرم المهرجان القومى للمسرح فى دورته الجديدة الفنان فاروق فلوكس، الذي بدأ مشواره الفني في ستينيات القرن الماضي، وشارك في عديد من الأعمال المسرحية منها أعمال الفنان الراحل فؤاد المهندس، وقدم معه بطولة عدد من مسرحياته وأفلامه لكن شهرته كانت عام 1969من خلال أدائه لشخصية سليط في مسرحية “سيدتي الجميلة”، وكان أجره الشهري فيها 25 جنيهًا، قدم عشرات الأعمال المسرحية من أهمهم،”ذات البيجامه الحمرا”، “زنقه الستات”، “بيت المصراوي”، “خصوصي جدآ”، كما شارك مع الفنان عادل إمام بطولة مسرحية “الواد سيد الشغال”، “عيطه عامل زيطة”، و”خيل الحكومة”، واعتبر فلوكس هذا التكريم تقدير من وزارة الثقافة ورئاسة ومجلس إدارة المهرجان وإعتباره أحد فنانين المسرح المصرى أو العربى الجدير بالتكريم.

 كيف تصف تكريمك فى المهرجان القومى للمسرح؟

 أمر رائع، من الجميل أن أحصل على جائزة من مهرجان بقامة مهرجان القومى للمسرح، لكل تكريم حصلت عليه في حياتي مكانة خاصة في قلبي، وأي تكريم جديد يشعرني بالسعادة ويضيف إلى تاريخى الفنى، لأنه يذكرني بمشواري الفني الذي بذلت فيه مجهوداً كبيراً كي أصنع تاريخاً مشرفاً وحافلاً بالأعمال الفنية، التي كانت سبباً في كسبي محبة الجمهور.

 وهل اختلف شعورك بهذا التكريم ؟

 المهرجان القومى للمسرح الذى يعتبر من أهم المهرجانات المسرحية فى مصر، وأعتبر هذا التكريم تقديرا للأعمال التى قدمتها طوال مشوارى الفنى على خشبة المسرح ، بداية من أول عمل مسرحى قدمته كان من خلال مشاركتى فى مسرحية “خاتم سليمان” وهى مسرحية صامتة لمدة نصف ساعة وكانت من إخراج الراحل أبو بكر عزت الذى اكتشف موهبتى منذ 64 عاماً على مسرح الأزبكية، فى هذا الوقت كنت طالب فى كلية هندسة “مرحلة الهواية”.

وكيف تحولت الهواية الي الاحتراف؟

 بعد هذا العرض أصبح الفن يجرى فى دمى، ثم استمريت فى تقديم العروض على خشبة المسرح حتى، وصلت إلى 23 عرضا مسرحيا، بعد ذلك انطلقت فى عالم الاحتراف وقدمت ما يقرب من 46 عرضا مسرحيا جماهيريا، ولكن مازلت اتذكر العرض الأول، فى فترة كان فيها المسرح هو “الشعلة” الحقيقية للفن.

 هل هذا التكريم يحمل من دلالة بالنسبة لك؟

 أول دلالة يحملها هذا التكريم هو شعور أن القائمين على المنظومة الثقافية تقدر وتحترم  مجهود الآخرين الذين قدموا عمرهم للفن ولخشبة المسرح، تكريمى هذا عن المجهود الكبير الذى قدمته على خشبة المسرح وبالنسبة لى أشعر أن الأعمال التى قدمتها أعمال جيدة محترمة قدمت شيئا جيدا لذلك يتم تكريمى، فالفن شيء راقٍ وجميل جداً، وإذا كان الفن صادقاً وحقيقياً يمكن أن يصل إلى جميع الشعوب، ويعيش عصوراً متتالية من دون أن يفقد بريقه، والدليل على ذلك أننا ما زلنا نشاهد الى اليوم الأفلام السينمائية القديمة ونستمتع بها، رغم رحيل أصحابها عن دنيانا منذ سنوات طويلة، < هل تأخر تكريمك مسرحياً؟

 كل شئ مقدر ويأتى فى معاد محدد، والحمد لله ربنا كرمنى بهذا التكريم فى هذا التوقيت، وأنا على قيد الحياة، التكريم رفع من روحى المعنوية، على مدار 64 عاماً عندما كنت أقدم أى عمل فنى كنت لا أسعى إلى التكريم والجوائز، ولكن كان هدفى الأساسى هو إسعاد الجماهير من خلال تقديم أعمال ناجحة تكون رمزا جيدا وعلامة مضيئة للمجتمع، فشكراً على هذا التكريم.

 على مدار 13 دورة للمهرجان القومى للمسرح ما الجديد فى هذه الدورة من وجهه نظرك؟

 بالتأكيد طوال الـ13 دورة الماضية من المهرجان القومى للمسرح كلها نجاح، المسرح “أبو الفنون” ويعتبر فى نفس الوقت أصعب من السينما والتليفزيون، مجرد استمرار المهرجان طوال هذه السنوات فى ظل هذه الظروف قطعاً المسرح موجود والمهرجان ناجحا ومستمر، اما فى هذه الدورة فمن المبكر جداً الحكم عليها قبل الانتهاء منها، ولكن شهدت هذه الدورة من الناحية الادارية والتنظيمية تطورات وخطوات جديدة لأول مرة يتطرق لها رئيس المهرجان ستعلى من شأنه الذى يعتبر من أهم المهرجان المسرحية فى مصر.

  ما رؤيتك للمسرح المصرى بشكل عام فى الفترة الحالية؟

 بالرغم من اجتياح فيرس كورونا الذى أثر على جميع الأنشطة الفنية والثقافية فى جميع أنحاء العالم، إلا أن مسرح القطاع العام شهد تطور كبير فى الفترة الأخيرة، المسرح يسارع ويحاول أن يستعيد مكانته، انطلقت عروض كثيرة شبابية حققت نجاحا جماهيريا وإيرادات كبيرة، فلا يمكن إنكار ذلك ويجب أن يستمر فى هذا التقدم والتطور حتى يستعيد المسرح مكانته، خاصة فى ظل الظروف التى تشهدها مصر فوظيفة المسرح الاساسية هى نشر الفن والثقافة، ولكن حتى هذه اللحظة وبالرغم من هذه المحاولات لم يحقق المسرح النجاح الذى حققه فى فترة الستينيات فكان المسرح فى هذه الفترة هو تاج وشعلة الفن، فنجد مسرح القطاع الخاص تقلص جداً ويكاد يكون اختفى فعندما تتوقف فرقة كبيرة بحجم فرقة “الفنانين المتحدين” عن المشهد المسرح التى كانت تعتبر من أكبر الفرق المسرحية، والتى كانت تضم كبار النجوم فى أنحاء العالم العربى وعلى رأسهم الزعيم عادل إمام، إذا مسرح القطاع الخاص لم يكن موجود، وأصبح المسرح مهنه فقيرة للممثل.

 ما العروض التى شاهدتها خلال الفترة الماضية ونالت إعجابك؟

  أعجبت جداً بمسرحية “قواعد العشق الأربعون” التى قدمت على مسرح السلام، وتعد المسرحية من أهم عروض البيت الفني للمسرح التي حققت نجاحا كبيرا فاق التوقعات على المستوى الجماهيري والنقدي، والمسرحية مأخوذة عن رواية “قواعد العشق الأربعون” للكاتبة إليف شافاق ومصادر أخرى، التى تدور أحداثها حول رحلة جلال الدين الرومي في البحث عن شمس التبريزي، وهي بطولة بهاء ثروت، فوزية محمد، عزت زين، دينا أحمد، ياسر أبو العينين، إخراج عادل حسان.