كيف ظهرت حديقة الأزبكية؟.. بركة ماء تحولت لقطعة من الجنة 

حديقة الأزبكية
حديقة الأزبكية

«الأزبكية» بركة تحولت إلى حديقة من أشهر حدائق القاهرة، وترجع شهرتها إلى عصر المماليك، عندما أهدى السلطان قايتباي قطعة أرض لقائد جيوشه "يوسف الدين أوبك"، وكانت مساحتها ٦٠ فداناً وأقيم عليها في ذلك الوقت أشهر حدائق القاهرة.

وعندما تولى الخديوي إسماعيل حكم مصر أراد أن يجعل القاهرة قطعة من أوروبا بتجديد عمارتها وطرقتها، حيث كلف المهندس الفرنسي" باريل ديشان بك" المسئول عن تصميم حدائق باريس، لتخطيط وإنشاء "حديقة الأزبكية" وتزويدها بأنواع نادرة من الأشجار جلبت خصيصاً من الخارج، وبعد الانتهاء تصميمها وتزينها، وأصبحت من أشهر حدائق القاهرة، وعُين عليها الخديوي مسيو "باريليه" الفرنسي ناظراً لها.

«الأزبكية» .. تطلب التجديد

وحظيت الحديقة بأعجاب من جانب الأجانب والمصريين، وشهدت بداخلها العديد من الحفلات والعروض المسرحية " التياترو" وحضر فيها الخديو إسماعيل العديد من العروض، وكانت من أوائل العروض التي قدمت ليعقوب صنوع.

وفي عام 1867، قام الخديو إسماعيل في طرف الحديقة الجنوبي المسرح الكوميدي الفرنسي والذي عرف ب تياترو الأزبكية"، وفي عام 1869 أنشأ الخديو إسماعيل دار الأوبرا الخديوية بمناسبة الاحتفال بقناة السويس التي عرض عليها عايدة لفردي.

وأمر الخديوي بإعداد حديقة الأزبكية لأستقبال الضيوف وأقيم تمثال لإبراهيم باشا ابن محمد على والذي صنعه " المثال كورديه".


وقام الخديوي بحفر بحيرة صناعية في قلب الحديقة  بجانب بحيرات أخرى في أماكن متفرقة، وخصصت مراكب بالبدال للتنزه في تلك البحيرات، كما أنشئت قنوات تجري بها المياه، تمر من تحت جسور تم تشيدها بمنتهى الأناقة، هذا بخلاف جبلاية صناعية مثل التي تم بناؤها في جنينة الأسماء، وبناء كشك للموسيقى النحاسية للعزف مرتين أسبوعياً.


كما شهدت الحديقة العديد من حفلات الطرب الشعبي وبحضور أشهر نجوم الفن، مثل عبده الحامولي ، محمد عثمان، صالح عبد الحي وغيرهم، كما قدم في بداية القرن العشرين عروض لمسرحية لكبار الفرق المسرحية مثل مسرحية " أولاد عكاشة "، "رمسيس" ليوسف وهبي.


وعلى مسرح الحديقة ، شهدت "أم كلثوم" أجمل أغانيها، مثل " إلى عرفات الله ، أراك عصي الدمع ، أنساك، أهل الهوي"، وفي عام 1958 تم تغير اسم المسرح إلى "المسرح القومي ".


وبمرور الزمن اقتطعت أجزاء من الحديقة ، وأقيم عليها "سور الأزيكية" الخاص بيع الكتب القديمة، حيث يتوافد عليها المثقفين العرب والوطن العربي، من أجل الحصول على الكتب النادرة، والتي يرجع بعضها إلى أكثر من قرن من الزمن، ومن المؤسف لم يتم الحفاظ على تلك الحديقة الأثرية والتاريخية.


المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم