سما أسامة
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، مقولة من أبيات الشاعر أبو الطيب المتبني منذ أكثر من ألف عام، لكنها تنطبق على الأزمة الواقعة الآن بين فريق عمل مسلسل شقة6 فبعد النجاح الضخم الذي حققه المسلسل إلا أن مع عرض الحلقة الأخيرة منه بدأت المشكلة، وبدأ ظهورها على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، حيث تفاجأ الجمهور بـبوست كتبه المؤلف محمود وحيد – الذي شارك في كتابة العمل - قال فيه: حسبي الله ونعم الوكيل مش دي النهاية اللي كاتبينها، لتنطلق الأزمة بين المؤلفين من جهة والمخرج وشركة الإنتاج من جهة أخرى، وتصبح حديث السوشيال ميديا.
البداية كانت مع الكاتبة دعاء حلمي التي تعد جزء أساسي من هذه المشكلة والقائمة على المعالجة الدرامية للعمل - وفي موضع الإتهام بجانب المخرج محمود كامل، من قبل المؤلفين، دعاء أكدت أنها توجه لأول مرة مشكلة من هذا النوع في العمل الدرامي، واصفة بأن سبب المشكلة هي أن العمل تم تكليفه لغير أهله”، مضيفة أن المشكلة بدأت حينما تعاقدت شركة الإنتاج مع مجموعة من الكتاب لديهم فكرة جيدة لكنهم لم يكتبوها، ولم يمارسوا مهنة التأليف الدرامي من قبل، لكنهم أصروا على كتابة الحلقات بأنفسهم، ومع بداية التصوير تفاجأت شركة الإنتاج بأن السيناريو غير جيد.
ويحتاج تعديل، فطلبوا منهم إعادة الكتابة، فأختفوا لمدة شهر، ثم عادوا بنفس السيناريو، هنا تم الإستعانة بدعاء حلمي للإشراف على السيناريو، التي قالت عن تجربتها بالنسبة للقراءة الأولى للسيناريو القديم: “عند قراءة الحلقات أكتشفت أن توقيت الحلقة الواحدة بين 10 إلى 15 دقيقة فقط، وبالتالي رفضت المنصة تقديم حلقات بهذا الزمن.
وكان من الصعب زيادة وقت الحلقة 20 أو 30 دقيقة، لذلك كان يجب تغيير السيناريو وزيادة الأحداث، لأن الدراما كان بها خلل، ويوجد بها أيضا أشياء غير منطقية”، وأضافت دعاء: النجاح الذي حققه المسلسل يرجع إلى عدم تقديم مسلسل رعب تقليدي يتحدث عن الجن والعفاريت، وأنا قناعتي الشخصية لا تسمح بتقديم عمل تقليدي، لذلك قمنا بإضافة فكرة المرض النفسي، وهو ما حقق النجاح ولاقى قبول لدى الجمهور، لذلك أدعي إنني صاحبة الفضل في هذا النجاح، رغم أنه تم التعامل معي على التتر ك(معالج للنص الدرامي)، رغم أن الدور الذي قمت به كان أكبر بكثير، لكني تغاضيت عن ذلك من أجل شركة الإنتاج.
وتستكمل دعاء كلامها بالقول مع بداية عرض أول حلقتين من المسلسل، قام مجموعة الشباب أصحاب الفكرة، بإتهامي بإنني سرقت مجهودهم، ونسبوا النجاح لهم وحدهم، وهو نفس الأمر الذي أتهموا به المخرج حينما أكد ما صرحت به سابقا، بل أن المخرج زاد أن أغلب الشخصيات من تأليفي، بما فيها شخصية عارفة عبد الرسول.
لكنها أكدت أن هناك حلقات مأخوذة من أجزاء من حلقات أصحاب الفكرة، مثل الحلقة الرابعة عشر المأخوذة من الحلقة التاسعة. ووصفت دعاء أن مهنة “معالج النص الدرامي” يجب أن تكون موجودة في كل شركة إنتاج في مصر، للإشراف على السيناريو، وأشارت أن السيناريو القديم كان شخصية “صباح” التي تقدمها سما إبراهيم، لكنها أختفت منذ الحلقة الثانية مع القبض عليها، وأن دخولها المستشفى وقصة الحب مع ممدوح لم تكن موجودة، بل أن الشخصية التي يقدمها حمزة العيلي كانت في النص الأول ستنتهي مع الحلقة الثالثة، والشخصية التي يقدمها تامر نبيل كانت ستنتهي مع الحلقة الثانية مع شخصية صباح، لكن التعديلات غيرت طبيعة وحجم دور تلك الشخصيات، بل تم إضافة الخط الدرامي الخاص بالجريدة، كما نوهت دعاء أن الحلقة الأخيرة لم تقم بكتابتها بهذا الشكل.
لكن المخرج محمود كامل هو من جعل الخطوط مفتوحة، مؤكدة أن هذا حقه كمخرج يدير العمل، كما صرحت أن العمل كان من المفترض عرضه في رمضان الماضي، لكن مع اكتشاف ضعف السيناريو الأول، تم التأجيل، وأنهت كلامها بالقول: وصلتني العديد من رسائل السب من فريق العمل الأول، وسنتقدم بشكاوى وببلاغ أنا وشركة الإنتاج والمخرج ضد الفريق الأول للكتابة في نقابة المهن السينمائية.
على جانب آخر أستمر مؤلف العمل وصاحب الفكرة، محمود وحيد، في الهجوم على المخرج وشركة الإنتاج على حسابه بموقع فيس بوك، كما نشر تعليقات داعمة له من المؤلفين محمد سيد بشير وعمرو محمود ياسين، أما بالنسبة للمؤلف الآخر للعمل، رفيق القاضي، فقد تقدم ببلاغ للنائب العام، عبر السوشيال ميديا، قال فيه: نتقدم نحن رفيق القاضي وسعاد القاضي ومحمود وحيد مؤلفي مسلسل شقة 6 ببلاغ للسيد النائب العام ضد المخرج محمود كامل”، وأضاف أن ما حدث قبل الحلقة الأخيرة كان يمكن السكوت عنه، لكن النهاية غيرت الهدف من المسلسل تماما.
في النهاية تستمر الأزمة والجدل وعدم الوصول إلى حل حتى تتبين الحقيقة، وذلك رغم إعلان شركة الإنتاج ومخرج العمل عن جزء ثاني من المسلسل سيتم كتابته قريبا.