د. أشرف زكى | النقابة تضم 4 آلاف عضو.. الأغنياء منهم لا يتعدون الخمسين

الفنانون والمبدعون: مبادرة الرئيس «تاريخية» تستحق كل الشكر والتقدير

د. أشرف زكى
د. أشرف زكى

مظلة التأمينات والمعاشات تستعيد حقوق الفنانين المشروعة 

تعديل تشريعى يحفظ للمبدعين كرامتهم ويمنحهم الحياة الكريمة 

مشروع القانون يعظم موارد النقابة الذاتية.. ويرفع حصيلة الصناديق 

حالة من التفاؤل والسعادة ظللت سماء الفن والإبداع، وأضفت على صناع قوة مصر الناعمة شعورا بالثقة والأمان والاستقرار، بعد أن امتدت إليهم يد الرعاية والحماية من غدر الأيام وتقلب الأحوال، وطالتهم مظلة تأمينات اجتماعية وصحية تنهى معاناتهم، وتحفظ كبرياءهم، وتصون كرامتهم، وتوفر لهم ولأسرهم الحياة الكريمة، تلك المظلة التى شملت جميع الفنانين بمختلف فئاتهم وتخصصاتهم، واحتضنت المبدعين الذين يحملون مشاعل التنوير والتجديد والحداثة، ويقفون بالمرصاد لدعاة الجهل والظلام والتطرف..

ليبدأ حراس الوعى والهوية المصرية صفحة جديدة، تؤكد اعتزاز الوطن بأبنائه المبدعين والمفكرين والمثقفين، هؤلاء الذين وقفوا صامدين فى المعارك، وعبأوا المشاعر الوطنية فى المحن والانكسارات والشدائد، يعيش الفن والإبداع أزهى عصوره بتقدير الدولة ورئيسها لمن صنعوا الحلم والأمل والبهجة وانتصروا للحياة، وسطروا الملاحم الوطنية ورسخوا قيم الانتماء، هؤلاء الذين شكلوا وجدان الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج، وتركوا إرثا عظيما للوطن يباهى به الأمم، ويجعل مصر منارة للفن والإبداع.

شهور طويلة من الاجتماعات والنقاشات خاضها د. أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية، مع اللجنة المشكلة برئاسة د. نفين القباح وزيرة التضامن، التى أخذت على عاتقها إنهاء هذا الملف الصعب الذى طال انتظاره لحماية فنانين مصر ومبدعيها من العوز والاحتياج، والحفاظ على كرامتهم وكبريائهم.

يقول د. أشرف زكي: البعض يتصور أن أعضاء النقابة هم العشرون شخص الذين يحصلون على الملايين، إنما النقابة تضم 11 شعبة، ويصل عدد الأعضاء إلى 4 آلاف عضو، المشاهير منهم لا يتعدون 100 فنان، والأغنياء لا يزيد على نصف هؤلاء أوأقل، مثل أى فئة فى المجتمع، لكن المشكلة تكمن فى السواد الأعظم من أعضاء النقابة، هؤلاء البسطاء ممن لديهم مصادر دخل ضعيفة، والذين نعمل من أجلهم، ولكن المشكلة تكمن فى موارد النقابة.


بداية.. سألناه وما هى مصادر دخل النقابة؟!


النقابات الفنية هى النقابات الوحيدة التى تعتمد فى مصادر دخلها على أعضائها فقط، وليس لديها موارد أخرى، مثل نقابة المحاميين -على سبيل المثال- والتى تحصل على نسبة من عقود التسجيل فى الشهر العقاري، أوغيرها من النقابات. 


وكيف تنمى النقابة مواراها دون الحصول على أموال من جهات أخرى؟


فيما يتعلق بتنمية الموارد لم تتحرك منذ الثمانينات، وفقا للقانون 1987، حتى إن طابع الدمغة على أى طلب مازال بعشرة قروش، وأقصى معاش يحصل عليه العضو الآن 650 جنيهًا، ولكى يتغير ذلك لابد من تعديل هذا القانون، لذا فتح الملف منذ شهور من خلال لجنة مشكلة رفيعة المستوي، برئاسة د. نيفين القباح وزيرة التضامن، والتى أوجه لها كل الشكر على مبادرتها وجهودها، وقد استعرضنا مع اللجنة مشاكلنا، المتمثلة فى ضعف المعاشات والتأمين الصحي، وتم الاستعانة بخبراء إكتواريين، ولكى نحقق زيادة فى المعاشات كان لابد العمل على تعظيم الموارد الذاتية، لأن الدولة لن تتبرع لنا أولأى نقابة بأموال، لذلك قامت لجنة من وزارة العدل بعمل تعديل تشريعى للقانون، وأرسلنا مشروع القانون إلى مجلس الوزراء وبالفعل تمت الموافقة. 


وما هى أهم الجوانب التى اعتمدوا عليها فى تعظيم موارد النقابة؟


رفعنا الرسم النسبى إلى 3%، وسعر طابع الدمغة، ورسوم إعادة القيد، ورسوم طلب العضوية، وغرامة مخالفات قرارات الجمعية العمومية، كما طالبنا بإضافة جنيه واحد على تذكرة السينما، لصالح النقابات الثلاثة، يوزع عليهم بالتساوي، وتلك التعديلات يمكن أن ترفع إيراد صناديق النقابة حوالى 50% كخطوة أولي، ولكن يكفى أننا نجحنا فى فتح ملف تنمية الموارد، وحركنا المياه الراكدة منذ السبعينيات. 


الملف الآخر يتعلق بالفنانين أصحاب الأعمال الحرة، أوغير الموظفين فى الدولة، الذين ليس لديهم تأمين صحى أومعاشات، بالنسبة لهؤلاء سوف يقومون بدفع اشتراك شهرى مقابل، حصولهم على تأمين صحى شامل، وانضمامهم لمنظومة التأمينات والمعاشات، لأن هذه المهنة للأسف لا يوجد فيها ضمانات، قد يعمل الفنان ويكثر عليه الطلب فى أعمال كثيرة اليوم، ثم يظل سنوات بلا عمل، أسماء تلمع فى وقت، ثم تنطفئ وتظهر أسماء أخرى فى وقت آخر، وهذه سنة الحياة.


وماذا عن ملف حقوق الملكية الفكرية وحق الأداء العلني؟


النقابة مهمومة أيضا بالراحلين، ومسئولة عن أوضاع أسر هؤلاء الذين شكلوا وجدان الأمة، لذا نضع فى تخطيطنا تفعيل هذا الملف، لأن هناك مبدعين وفنانين مهمين يرحلون وليس لديهم جنيه واحد، وأحيانا لا تجد أسرة هذا المبدع ثمن الكفن، وقد صادفت ذلك بالفعل عشرات المرات، كما أن هناك حالات كثيرة لفنانين شباب لا يملكون ثمن «روشتة» الدواء، والنقابة لا تشارك سوى بنسبة 60 فى المئة فقط من ثمن الدواء، بشرط لا يتعدى ثمنه 1000 جنيه، وقد جاءنى مؤخرا فنان شاب يحتاج دواء بمبلغ 60 ألف جنية؟! لكن أستطيع القول إننا فى الفترات الأخيرة نجحنا فى تغطية الجانب الاجتماعى والصحى بقدر المستطاع.


وهل يساهم النجوم ورجال الأعمال مع النقابة فى اطار المسئولية الاجتماعية؟


البعض وليس الكل يساهم مع النقابة، وهناك فنانين رائعين لهم مواقف غاية فى الإنسانية فى كثير من الحالات التى أشاركها مع الجروب الخاص بأعضاء النقابة، ولكن النجوم الذين يتباهوا بالملايين لا يساهموا على الإطلاق، بل أن بعضهم لم يسددوا أموال للنقابة، أما مساهمات رجال الأعمال فى علاج بعض الحالات فهى قليلة جدا، وتحدث على فترات متباعدة.