الصحة العالمية: إقليم شرق المتوسط يعاني من 10 طوارئ إنسانية و5 فاشيات من قبل جائحة كورونا

الدكتور أحمد المنظري المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية
الدكتور أحمد المنظري المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية

قال الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، إن إقليم شرق المتوسط يواجه 10 طوارئ إنسانية واسعة النطاق في سائر الإقليم، إضافةً إلى جائحة كوفيد-19، و5 فاشيات وكوارث طبيعية أخرى. 

ولفت، أن إقليم شرق المتوسط، يضم  22 بلدًا في شمال أفريقيا، وأنحاء الشرق الأوسط، كما يمتد لأجزاء من جنوب آسيا، وقد عانى الإقليم من أزمات متعددة حتى قبل جائحة كوفيد-19، وهو موطن لما يبلغ 43% من الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية على مستوى العالم، كما يُعد مصدرًا لنحو 64% من اللاجئين في العالم.  

وأكد أنه مع ظهور جائحة كوفيد-19، ازداد الوضع تفاقمًا، فقد أدت الجائحة إلى إجهاد النظم الصحية الهشة بالفعل، وهي بالنسبة لكثير من الناس مجرد تهديد آخر من بين العديد من التهديدات التي يتحتم عليهم مواجهتها بالإضافة إلى النزوح، والجوع، والمرض، والنزاع، والفقر. 

وأضاف"  لقد لاحظنا في كل من لبنان وأفغانستان أن النظم الصحية أوشكت على الانهيار، وأن العاملين الصحيين تحت ضغط هائل، وأن السكان يواجهون صعوبات جمة من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية.. وقد أبلغَنا اﻷطباءُ في كلا البلدين أن النقص - بما في ذلك نقص اﻷدوية واﻹمدادات - يجعلهم غالبًا ما يضطرون إلى اتخاذ قرارات صعبة بشأن اختيار المرضى الذين يتعين علاجهم، وفي أفغانستان، يعاني ما يقرب من ثلثي العيادات والمستشفيات من نفاد مخزون الأدوية الأساسية".

أما في لبنان، فأدى الانخفاض الحاد في قيمة العملة إلى جعل المرتبات الشهرية للموظفين الصحيين لا تتجاوز نسبة ضئيلة مما كانوا يتقاضوه منذ عام.

وفي أفغانستان، لم يتقاض معظم العاملين الصحيين في النظام العام رواتبهم منذ شهور، بَيْدَ أن ما يزيد على 90% منهم يواظبون على الذهاب إلى العمل يوميًا، وهو ما يُبرهن على الالتزام والتفاني الاستثنائيين في وقت يشهد ضغطًا هائلًا، غير أن هجرة ذوي الكفاءات والمهارات من العاملين الصحيين فرارًا من الأزمة الاقتصادية في لبنان ومن انعدام الأمن في أفغانستان بدأت تتسبب في خسائر فادحة. 

وفي لبنان، يؤثر نقص الوقود، الذي يمس جميع جوانب الحياة، على النظام الصحي أيضًا. وبسبب هذا النقص، تؤدي قلة توفر الكهرباء إلى حرمان المرضى من الخدمات الصحية الأساسية، بل وأحيانا الخدمات المنقذة للحياة. 

وقد شهدت أسعار الأدوية الـمُنقِذة للحياة ارتفاعًا مهولًا، ويكاد يكون المعروض منها ضئيلاً للغاية‎، وبما أن أكثر من 55% من سكان البلد يعيشون تحت خط الفقر، يزيد هذا بدرجة كبيرة من مخاطر المضاعفات الطبية الناجمة عن الأمراض المزمنة بالنسبة للمرضى الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج أو الحصول عليه. 

وفي أفغانستان، تتسبب التخفيضات الأخيرة في تمويل أكبر مشروع صحي في إغلاق مزيد من المرافق الصحية كل يوم، وفي بعض المناطق، سمعنا بالفعل عن وفاة أمهات وأطفال نتيجة لانخفاض فرص الحصول على الرعاية. 

وأكد المنظري أن كوفيد-19، يضيف مزيدًا من التهديدات لكل من الاستجابة الصحية والسكان أنفسهم، فالأشخاص الذين يقع على عاتقهم العديد من المطالب المتنافسة والضغوطات لا يرون كوفيد-19 من نفس منظور البلدان النامية الأكثر استقرارًا.