سيدي القاضي.. دليل الجريمة على جسدي

دليل الجريمة على جسدى
دليل الجريمة على جسدى

أملك يا سيدى القاضى أسرارا عن زوجى، لو كشفتها لأمرت بحبسه وسجنه مدى الحياة، ووضعته فى مستشفى الأمراض النفسية، لكننى اكتفيت فى دعوى الطلاق التى أقمتها على سببين، لا ثالث لهما، فأنا لا أطيق العيش معه لضربه وإهانته لى أكثر من مرة، وأخاف ألا أقيم حدود الله لأسباب ذكرتها تفصيليا فى مذكرة الدعوى.  

انا أعلم حساسية مركزه التعليمى، فهو استاذ جامعى، معروف فى الأوساط التعليمية والجامعية، مشهور بكتبه ومدوناته، ولقاءاته الطلابية الكثيرة، لكنه عكس ما يروج له، فهو قاس مع زوجته وأولاده، فرعون فى قراراته، لا يستمع لأى شخص سوى نفسه، عاق لأهله، مزور، سارق، يحمل من قاذورات البشر ما تتسع له صناديق قمامة العالم.


كل ما ذكرته قليلا على ما عانيته مع هذا الزوج.

 

وما سأعانيه إن لم تتدخل سيدى القاضى لإنقاذى منه، لقد كان يعاملنى كحيوان، يجلد ويضرب ويدوس عليه وقتما يشاء ولولا حرمانية ذلك، لكشفت لكم عن جسدى ليخبركم بما أعجز عن البوح به.


زوجى كان استاذى فى الجامعة، أغرانى بعذوبة كلماته، فهو شاعر كما يزعم وأديب كما يروج لنفسه، لكنه فى الحقيقة،لايحمل من صفات البشر سوى اسمه ، طلب الزواج بى بعد تخرجى مباشرة، فقد كانت له علاقة زواج سابقة لم تكتمل سوى أسابيع.


لا أنكر سيدى القاضى أننى تعلقت به، فقد كانت بيننا لقاءات أثناء الدراسة وبعدها، كان يقرأ لى خلالها أشعاره، ويسرد كلمات عذبة فتطرب أذنى، وتحرك مشاعرى تجاهه، أقنعت والدى بالموافقة على الزواج منه، رغم أنه يكبرنى بـ 15 عاما.


تزوجنا سيدى القاضى ، بعدها اكتشفت رجلا آخر غير الذى كنت أقابله فى الجامعة، رأيت قسوة، وضربا وإهانة، لم تكن بالكلمات فقط، بل كانت علامات على جسدى تنثر خيوطا من همجيته وساديته، لقد ورثنى الخوف، فنظرة منه كانت تجعلنى ضعيفة عاجزة حتى عن الرفض.


لم يكن زوجا سيدى القاضى ولن يكون، ولا اريد ان ابوح أكثر من ذلك، فقد كان يكتم أنفاسى، ويقيدنى بسلاسل حديدية، وعندما أرفض يقوم بجلدى وكأننى حيوان لا انصاع الى أوامره.


ما سردته هو قليل مما تعرضت له على مدار 7 أعوام، تحولت خلالها الى زوجة خائفة، مستسلمة، اعتاد جسدها على تقبل الضرب والإهانة والخنق.


لا يكاد جسدى يشفى، حتى تعود الكرة مرة أخرى، فقد كانت له صرخة، تبث الرعب فى نفسى، فأسلم جسدى دون أن أدرى، حتى تملكنى البرود، فلم أعد أشعر بالضرب والإهانة، أما هو فقد كان يبكى بعد ان يتفنن فى تعذيبى، يقبل قدمى، ثم يطلب ان أسامحه، ولا أخبر أحدا من اهلى، ويفاجئنى بعدها بهدايا تتخطى أسعارها الآلاف.


تحملت من اجل اولادى، لكننى أصبحت مريضة نفسيا، أخاف من الصوت العالى ، أخشى أن يقترب منى أحد ، اصبحت لا أطيق البشر ، ساءت حالتى وبدأت أحدث نفسى، كرهت ذلك الزوج، كلما أشاهده فى المنزل، أغلق حجرتى على نفسى، حتى يغادر الى عمله ، أهملت أولادى ، وبدأت حالتى تسوء. لم أتحمل سيدى القاضى كل هذه المعاناة ، توجهت الى طبيبة نفسية ، قصصت لها مأساتى ، شرحت لها سادية زوجى ، أخبرتنى أنه مريض نفسى ، ويجب أن أتخلص من هذا الرجل بأسرع وقت.


طلبت منه الطلاق ، رفض وأراد أن نستمر زوجين على ورق فقط ، من أجل الأولاد ، رفضت وقررت أن أتخلص من ذلك الكابوس ، استمرارى معه ، معناه جنون وبعده انتحار.
حضرت الى هنا سيدى القاضى ومعى كافة التقارير الطبية التى تؤكد صدق كلامى ، وأملى ورجائى من سيادتكم عرضى على الطب الشرعى ،وبعدها يكون الحكم لكم.

 

 

 

سيكولوجيــة.. الأقنعـــة

بعيدا عن معاناة الزوجة التى قدمت لى التقارير الطبية التى تفيد وحشية زوجها، بجانب صور من الدعاوى القضائية التى أقامتها ضد زوجها بمحكمة أسرة الجيزة، إلا أن شخصية هذا الزوج المتناقضة والتى تحمل وجهين مختلفين، أحدهما مثقف وأستاذ جامعى فى الخارج، والآخر سادى وبشع وفرعون فى البيت، كانت محور تحليل للدكتورة منى  حمدى استشارى صحة نفسية وإرشاد نفسى وأسرى.

والتى أطلقت عليها سيكولوجية الأقنعة. 


 الدكتورة منى حللت الشخصية فى نقاط محددة.. قالت: أعتقد أن شخصية هذا الزوج الأكاديمى والأستاذ الجامعى والذى ينظم الشعر ويدعى الأخلاق والمثالية أمام الجميع، اختار أن يرسم لنفسه صورة مزيفة ويعيش فى المجتمع مرتدياً قناعا باهيا مبهرا وعند العودة للمنزل ينزع قناعه ويكشف عن وجه بشع وسادية متطرفة على زوجته وأولاده باعتبارهم  الشخصيات الأضعف بحياته ليمارس عليهم اضطراباته..  

هذا الزوج يعيش حالة صراع بين ذاته الحقيقية والمزيفة، وعبء التمثيل طوال الوقت وقلق وتوتر سقوط القناع وظهوره أمام الناس بشخصيته الحقيقية مما يصيبه باضطرابات نفسية تفقده توازنه وتزيد من عدم سويته، وتحرمه الشعور بالراحة والسعادة والأمان فيعيش خائفاً مفزوعاً مضطربا قلقا، ولابد له من منفذ يفرغ اضطراباته ويتخلص من مخلفات صراعاته ويمارس ذاته الحقيقية البشعة فيختار الشخصيات الضعيفة فى حياته الخاضعين لسلطته ليجعلهم وسادة التنفيس، وماكيت الملاكمة.   


وإذا ما كان جزء من شخصيته الحقيقية اضطراب الشخصية السادية فيكون الضرب والإهانة وكل أنواع الإيذاء والتعذيب الجسدى والنفسى ثم يعود ويبكى ويُمثل الانهيار ليحتفظ بما حققه من مكتسبات عن قناعة ويستمر فى زيفه ويحتفظ بضحايا التنفيس وكمالة الوجهة الاجتماعية..  الحقيقة أن مثل هذه التركيبة النفسية محترفى ارتداء الأقنعة تلقوا نموذج تنشئة يقوم على النبذ والرفض والإهمال والتحقير وعدم الاستحقاق ونزع الأمان، فشبَ كارهاً ذاته ناقماً على الآخرين..

أعتقد أن هذا الزوج مصاب بعدة اضطرابات نفسية وأنه طبيعى أن يصاب من يعاشرونه بالمرض النفسى لتعرضهم للإيذاء الشديد والأفضل إبعاد أبنائه عنه لأنه سيدمرهم.