مجرد فكرة

أبى فوق الشجرة

محمود سالم
محمود سالم

فاكرين فيلم «أبى فوق الشجرة» لعبد الحليم حافظ ونادية لطفى وعماد حمدى وميرفت أمين .. إننى مازلت أتذكر أن بعض مشاهد الفيلم تم تصويرها فى لبنان، وأيامها قررت السلطات اللبنانية المسئولة عن السياحة دعوة كل أفراد طاقم الفيلم لكى يتم التصوير فى المناطق الأثرية والسياحية هناك ولا يتحمل منتج الفيلم أى «مصارى» بلغة اللبنانيين، وبالطبع وافق المنتج حتى يتفادى دفع الرسوم التى تطلبها سلطات الآثار بمصر، وقد كانت ضربة معلم حيث كانت أكبر دعاية للبنان وآثارها لا تقدر بثمن، لقد كانوا ينظرون إلى أبعد من مجرد تحمل تكاليف الدعوة المجانية، بعكس ما يفكر فيه أفندية المحليات عندنا من فرض رسوم باهظة على تصوير الأفلام والمسلسلات بالشوارع تتراوح بين 15 ألفا و100 ألف جنيه، ناهيك عن رسوم ركن السيارات بالشوارع تبلغ 300 جنيه كل شهر .. بالقطع هؤلاء ينظرون تحت أقدامهم لا يفكرون فى الغد وما بعد الغد ولا ينظرون فيما هو أبعد من ذلك بخطوة واحدة .. لقد تركوا الفاسدين دون عقاب عن جرائم مخالفات المبانى والأراضى وتفرغوا للجباية! 
ما يحدث جعلنى أستدعى كلمات أغنية تهز كيانى وكيان كل من يتعمق فى معانيها كلما استمع إليها للشاعر المبدع سيد حجاب وقد غناها الراحل محمود عبد العزيز مع شريف منير فى فيلم الكيت كات عن قصة « طائر مالك الحزين» لإبراهيم أصلان . الكلمات تقول : يالا بينا تعالوا نسيب اليوم فى حاله .. وكل واحد مننا يركب حصان خياله .. درجن درجن درجن درجن .. هنهرب من النهارده ونهرب من المكان ونطير مع نسمة شاردة ونروح لأيام زمان .. دى إيه دى مصبغة علشان صبغ الجلود .. لكن ورا الصباغة والألوان والدباغة فيه جلد كان جمل وجلد كان حمل، وأهو كله بيتعمل جزمة وحزام وشنطة .. فيه جلد ملهش لون وجلد بألف لون لو تغسله بصابون يطلع لونه أونطة .. وسيبك من المصبغة وصباغة المصبغة .. سيبك وبص شوف .. شوف الناس والظروف .. يمكن تلقى الديابة لابسة فروة خروف .. يمكن تلقى الغلابة فى أول الصفوف .. درجن درجن درجن درجن ! .. كلمات تلخص أوضاعا اجتماعية تستحق المراجعة لعل فى مقدمتها الرسوم التى تفرضها المحليات دون النظر إلى عواقبها ! .. لكن أقول إيه .. تلك عقول تعى ما تقرر وتلك لا تدرك مخاطر ما تفكر فيه من قرارات قد تدر حصيلة اليوم لكنها تنشر الغضب غدا .. يا ناس شوفوا الناس والظروف مثلما قال الشاعر الرائع سيد حجاب قبل أن نرى الغلابة فى أول الصفوف!