من القاهرة

خيار التعاون

أحمد عزت
أحمد عزت

تتحقق المقولة الخالدة لرئيس وزراء بريطانيا الأشهر تشرشل «ليس هناك عداوات دائمة أو صداقات دائمة ولكن هناك مصالح دائمة» بمنطقة الشرق الأوسط حاليا، فما يعقد من لقاءات، أو يدور من محادثات، أو يعلن من تفاهمات، أو يبرم من اتفاقيات يؤكد تلك النظرية ويعكس تلك الحقيقة!
ويمكن القول إن مؤتمر دول جوار العراق، الذى جمع الأضداد، هو المحطة الحاسمة فى مشوار المواجهات والاشتباكات الدائرة بين مختلف اللاعبين الإقليميين بالمنطقة، وهو أيضا العنوان على أن الجميع قد سأم الخلافات والمشكلات، أو قرر تصفيرها إما استجابة لمعطيات غير مواتية على الأرض، أو رضوخاً لضغوط وتوجهات دولية.
ذهب الجميع إلى بغداد، عرب وترك وإيرانيون، إعلانا بأن الغليان لم يعد متحملا، أو أن المواجهة لا آخر لها، أو أن التصعيد لن يؤتى ثمارا، وأنه لا يصح أن يكون كل ما سبق خيارا استراتيجيا.
أيقن الجميع أن المصالح ستكون فى صالح الجميع، وأن فوائد التعاون سوف تعود لكل الأطراف، وأن باب الاقتصاد والاستثمار هو أفضل من سكة فرض الأمر الواقع واللجوء للسلاح والمرتزقة.
>>>
حققت مصر هدفا رائعا باتفاقها مع قبرص على تسريع العمل بخط أنابيب تحت سطح البحر يربط الغاز القبرصى بالشبكة المصرية ما يمنح القاهرة الفرصة لتشغيل محطات الإسالة أو الانتفاع بالغاز محليا أو إعادة تصديره لأوروبا، كل ذلك بالتوازى مع جهود إحياء خط الغاز العربى بين مصر والأردن وسوريا ولبنان.