جهادي «البيتلز» يعترف أمام القضاء الأمريكي بمشاركته في عمليات قتل وخطف

 ألكساندا آمون كوتي (يمين) والشافعي الشيخ (يسار) - فبراير 2018
ألكساندا آمون كوتي (يمين) والشافعي الشيخ (يسار) - فبراير 2018

أقر جهادي من خلية خطف معروفة بـ«البيتلز» في تنظيم داعش بالتواطؤ في عمليات خطف رهائن غربيين وقتلهم، من بينهم أربعة أمريكيين، أمام محكمة فدرالية في الولايات المتحدة.


وكان ألكساندا كوتي، وهو مواطن بريطاني سابق يبلغ 37 عاما، يدفع حتى الآن ببراءته أمام محكمة في ألكسندريا قرب واشنطن، جنبا إلى جنب مع الشافعي الشيخ (33 عاما)، وهو عضو ثان في المجموعة التي تضم أربعة عناصر ويطلق عليها "البيتلز" كون أعضاؤها بريطانيين.


وهما متّهمان خصوصا بالضلوع في قتل أربعة رهائن أمريكيين هم الصحافيان جيمس فولي وستيفن سوتلوف وعاملا الإغاثة بيتر كاسيج وكايلا مولر.


ويفترض أن يصدر القاضي الذي كان يترأس الجلسة تي إس إليس الحكم في 4 مارس 2022. ويواجه المتهم عدة أحكام بالسجن مدى الحياة دون الحق في إفراج مبكر.


وقال المدعي راج باريخ أمام المحكمة إنه من خلال الإقرار بالذنب، فهو «يوافق على تمضية بقية حياته في السجن».


وأبرم ألكساندا كوتي اتفاقا مع الحكومة لتقديم كل المعلومات عن أفعاله في سوريا للولايات المتحدة، وكذلك لأي حكومات أجنبية تطلب ذلك.


وبموجب الاتفاق، سيمضي كوتي 15 عاما في السجن في الولايات المتحدة، ثم سيسلّم إلى المملكة المتحدة حيث يواجه أيضا تهمة خطف رهائن وقتلهم.


وكان بائع المعدات الرياضية السابق المولود في لندن والذي أصبح متطرفا، يتحدث خلال المحاكمة بالإنجليزية.


وقال إنه انضم إلى سوريا لمحاربة نظام الرئيس بشار الأسد معتقدا أن «المفهوم الإسلامي للجهاد المسلح له قيمة كبيرة وهو قضية مشروعة». ثم التحق بوحدة تنظيم داعش المسؤولة عن عمليات خطف رهائن غير مسلمين واحتجازهم.


وقال القاضي إليس "شاركت في مؤامرة للقبض على رهائن والمطالبة بفدية، مع العلم أن عمليات الخطف هذه ستؤدي إلى مقتلهم".


وكانت عائلات الضحايا الامريكيين الاربعة حاضرة في قاعة المحكمة. وقال ممثل الادعاء دينيس فيتزباتريك إنها وافقت على الاتفاق المبرم بين المتهم والسلطات.


وناشدت والدة جيمس فولي الصحفي الذي صور خلال عملية قطع رأسه، خلال المحاكمة الرئيس جو بايدن و"جميع الأمريكيين" أن تحمي "الولايات المتحدة جميع الرهائن الأمريكيين في العالم وتساعدهم".


وجاء في وثيقة للمحكمة نقلا عن ستيفن م. دانتوونو من مكتب التحقيقات الفدرالي، أن "إقراره بالذنب لن يخفف معاناة ضحايا قسوته، لكنني آمل بأن يذكر العالم بالتزام مكتب التحقيقات الفدرالي الثابت بالعثور على كل الأشخاص الذين تسببوا في معاناة لمواطنين أمريكيين، أينما كانوا".


وقبضت القوات الكردية في شمال سوريا على الجهاديين في يناير 2018 وسلّمتهما إلى الجيش الأمريكي في العراق.


وتم ترحيلها من العراق إلى الولايات المتحدة في أكتوبر 2020 للمثول أمام القضاء الأمريكي.


ورفضت المملكة المتّحدة محاكمة الجهاديين على أراضيها وجرّدتهما من جنسيتهما البريطانية.


ولم يتم ترحيلهما إلى الولايات المتحدة إلا بعدما أكّدت واشنطن للندن أنّ القضاء الأمريكي لن يسعى إلى إصدار حكم بالإعدام في حقّهما.


تكوّنت خليّة "البيتلز" الجهادية من أربعة بريطانيين وأطلق عليها الرهائن هذا الاسم بسبب لهجة خاطفيهم.


نشأ كوتي والشيخ في المملكة المتحدة حيث اعتنقا التطرف، قبل الانضمام إلى تنظيم داعش في سوريا عام 2012.


ويُشتبه في أنّ عناصر الخلية الأربعة خطفوا رهائن أمريكيين وأوروبيين ويابانيين في سوريا بين العامين 2012 و2015 وعذّبوهم وقتلوهم، ولا سيّما بقطع رؤوسهم.


وصوّرت الخلية عمليات الإعدام التي نفّذتها بحقّ رهائنها في مقاطع فيديو نشرها تنظيم داعش لأغراض دعائية.


وكان كوتي والشيخ يشرفان على مواقع احتجاز الرهائن وكانا ينسقان مفاوضات الحصول على فدية مقابل إطلاق سراح الرهائن عبر البريد الإلكتروني. ومرسا "عنفا جسديا ونفسيا مطولا" على الرهائن بحسب فيتزباتريك.
وتزعّم الخلية محمد أموازي الذي كان يلقب بـ"الجهادي جون" وقتل في غارة جوية أمريكية في سوريا في نوفمبر 2015.


أما العضو الأخير في الخلية فيدعى آين ديفيس وهو مسجون في تركيا منذ العام 2017 بتهمة الإرهاب.


وأطلق على العملية العسكرية الأميركية التي قُتل فيها زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي في أكتوبر2019، اسم "تاسك فورس 8-14"، في إشارة إلى ذكرى ميلاد عالملة الإغاثة.


وخطفت مولر في حلب بشمال سوريا في أغسطس 2013. وبحسب والديها، تعرضت للتعذيب أول مرة على يد سجانيها وسلّمت في نهاية العام 2014 إلى البغدادي الذي اغتصبها نهاية العام 2014 بشكل متكرر قبل قتلها.