رشوان توفيق: هذه قصة رؤيتى لدلال عبد العزيز.. و«أبو زهرة» أقرب أصدقائي

 قصة رؤيتى لدلال عبد العزيز
قصة رؤيتى لدلال عبد العزيز

كتب : محمد عز الدين

يملك رشوان توفيق تاريخ طويل من الأعمال الجادة سواء الإجتماعية أو التاريخية أو الدينية، ونادرا ما قد تجده يقدم عملا بعيدا عن هذا الإطار، كما أنه يعرف في الوسط الفني بإلتزامه، وأنه ناصح لكل الفنانين من مختلف الأجيال، في السطور التالية يتحدث رشوان توفيق عن ذكرياته مع الراحلة دلال عبد العزيز، وقصة الرؤية التي شاهدها لها، وذكرياته معها..


- في البداية.. تداول الكثير على السوشيال ميديا عن رؤيا للفنانة دلال عبد العزيز رويتها للمقربين منك؟

هذه الرؤيا تعود لـ4 أو 5 أعوام مضت، والله منحني روئ كثيرة في حياتي، منها تلك الرؤية الخاصة بالراحلة دلال عبد العزيز، حيث شاهدتها وهي ترتدي فستان أخضر، ومن المعروف في كتاب الله العظيم أن لبس أهل الجنة هو السندس الأخضر، وعندما جائتني الرؤية وقتها لم يكن معي رقم دلال فكلمت وقتها الراحلة الجميلة رجاء الجداوي، وقلت لها: “يا رجاء أنا شوفت رؤية لدلال ولابسة فستان أخضر، ودي درجة كويسة عند ربنا سبحانه وتعالى”، ورجاء قصت عليها الرؤية، وبعدها بيوم واحد اتصلت بي دلال، وهي سيدة فاضلة ومسبحة، وأكتشفت إنها قارئة ومثقفة وملتزمة جدًا، وبدأنا نتحدث في القرآن الكريم ونتسابق في قراءة أجزاء القرأن، وعلمت وقتها أنها لا تقرأ فقط، بل تبحث وتتدبر، وحتى أثناء مرضها في الأيام الأخيرة كانت تخبرني أبنتها دنيا أنها تبتسم بمجرد أن تعرف أنني من أتحدث لأطمئن عليها، وأتذكر أننا عملنا سويا في مسرحية “أخويا هايص وأنا لايص”، ورغم أنها مسرحية كوميدية، إلا أن دوري كان جاد، وجمعتنا كواليس مرحة، وأصبحنا أصدقاء، خاصة مع السفر لعرض المسرحية خارج مصر، لأنني عرفت جيدا دلال الإنسانة.


- من أقرب الأصدقاء لك في الوسط الفني؟

وفاة زوجتي أثبت لي أنني لدي الكثير من الأصدقاء، وسعيد بما لمسته من حب وتقدير من المصريين، حتى أنني فوجئت بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي أرسل لي تعزية، ووجدت كل التقدير والحب في محنتي، لكن أقرب صديقان لي هما عبد الرحمن أبو زهرة، بجانب الراحل عزت العلايلي، وباقي يتصلون بي بشكل دوري منذ وفاة زوجتي.


- كيف كانت بدايتك في الوسط الفني؟


بدايتي كانت في الصف الرابع الأبتدائي، حيث قدمت أول عرض مسرحي، وجسدت وقتها شخصية الخليفة عمر بن الخطاب، ومن الذكريات الطريفة التي لا أنساها أنني عندما أصبحت ممثل مشهور، كنت مع الفنان الراحل حسين الشربيني، وكنا عائدين من بروفة مسرح، ووجدته وقف وقال “يا أماه.. أنا جوعان يا أماه”، فأستغربت تصرفه، لكنه قال لي أنه كان يجسد دور الصبي الذي ينادي والدته في نفس العرض الذي قدمته في الصف الرابع الأبتدائي، وهي صدفة جميلة، والحقيقة أن من اكتشف موهبتي هو أستاذ مادة الرسم، ويدعى يحيى العدوي، وكان يحب التمثيل كثيرا، لذلك كان يحول حصة الرسم إلى ورشة تمثيل لتفريغ طاقات الأطفال واكتشاف المواهب، وهو من منحني فرصة تجسيد أول دور قدمته في المسرح. 


- هل وجدت اعتراض من البيت والأسرة؟

والدي كان محب للفن، وصديق لمعظم النجوم، وهو من شجعني، ومن أصدقائه كان يفضل صحبه كبار الفنانين أمثال الراحل حسين رياض، ومحمود المليجي وغيرهم، بعكس والدتي التي كانت تقضي معظم وقتها بين التعبد والصلاة وقراءة القرآن الكريم وزيارة أهل البيت، لنشأتها منذ طفولتها وسط حي السيدة زينب، وهو الحي الذي نشأت فيه أنا أيضا، وكنت أنا ووالدي نذهب للسينما لمشاهدة الأفلام، وكنت إذا شاهدت فيلما في الليل وبعدها ذهبت للنوم أحلم بما شاهدته وأستيقظ في اليوم التالي وأذهب للسينما لمشاهدة فيلم آخر بدلا من الذهاب للمدرسة، وفي المرحلة الثانوية تركت كل ما له علاقة بالفن وتفرغت للدراسة، أملا في الإلتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية 


- ماذا عن فكرة إنشاءك لفرقة مسرح التليفزيون؟


في بدايتي عملت  كمساعد مخرج في التليفزيون، وكنت أريد أن أدخل مجال التمثيل بالرغم أنني كنت في هذا الوقت أعمل أيضا كمذيع، فأتفقت مع عزت العلايلي وأحمد توفيق وقمنا بكتابة مذكرة تفيد أننا نريد تكوين فرقة مسرحية داخل مبنى التليفزيون، تشملني وجيلي من الفنانين، ونقوم بتصوير سهرات مسرحية وعرضها على الشاشة، وجاء الفنان الكبير السيد بدير ليقوم بإخراج تلك العروض، وكانت هذه انطلاقة مسرح التليفزيون، والذي يعتبر السبب في وجود كل هؤلاء العمالقة الذين ظهروا من جيلي، وأنا سعيد أنني من مؤسسي فكرة مسرح التليفزيون، بل من مؤسسي مبنى التليفزيون، لأنه تم افتتاحه يوم 23 يوليو، وكنت بالفعل أعمل في الإذاعة من قبلها، وشهدت كل التطورات التي حدثت.


- ما معاييرك لاختيار أدوارك؟

أنا شخص يقدر الفن، وأعتبر نفسي شخص غير إجتماعي، لذلك لم يكن لي في فكرة حضور الحفلات والسهر، لذلك كان ما يعرض علي أدوار تراجيدية وإنسانية، كما قدمت العديد من الأدوار التاريخية والدينية، وهذا الشيء يسعدني كثيرا، لذلك فكل ما كان يعرض علي كنت أوافق عليه لأنها لم تكن تتنافي مع الذوق العام، وتدور في إطار إجتماعي “ملتزم”.


- ما أقرب الأدوار التي قدمتها إلى قلبك؟

قدمت الكثير من الأعمال التي أحبها في المسرح والسينما، وهناك بعض الأعمال السينمائية التي قدمتها وفخور بها رغم قلتها، وذلك بسبب إنشغالي بالمسرح والتليفزيون، ومن الأدوار القريبة لي دوري في فيلم “الأنثى والذئاب”، الذي شاركت في بطولته بجانب عادل أدهم ونور الشريف، والأخير كان دائما يخبرن أنني بطل هذا الفيلم، لأنه أحد أصعب الأدوار نفسيا وعمليا، لأنني قدمت دور طبيب يتم إقالته من نقابة الأطباء ويعمل في منزل مشبوه، والدور بالفعل احتاج مني للكثير من الجهد لأنني طوال الفيلم كنت أمثل أنني سكير، لكي أظهر أنني أنفذ تلك الأوامر دون وعي ولا ضمير، حتى أنني قمت بقتل عادل أدهم في نهاية الفيلم وأنا أضحك ودون شعور بأي آسف، ومن الأفلام التي أحبها أيضا “الملاعين” مع فريد شوقي ومحمود قابيل وسهير رمزي، وأيضا فيلم “نادية” مع الجميلة سعاد حسني، وفي الدراما التليفزيونية دور الوزير في مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي”، لأنه شخص صريح لا يحب التصنع ويفضلأن يتعامل ببساطة، وأيضا دور “دكتور إمام” أحد سكان البيت الكبير في مسلسل “المال والبنون”، ودور “فخري” في مسلسل “أين قلبي” مع النجمة يسرا.


- هل لك أن تروي لنا بعض تفاصيل قصة زواجك خاصة أننا رأينا تأثرا كبيرا منك عند وفاتها؟


تزوجت وكان عمرها 17 عاما، وكنت أنا في الـ24من عمري، ولم أكن قد أنتهيت بعد من دراستي، ولم يكن في ذهني أي مخطط أو فكرة عن الزواج، وبدأت قصة حبنا حينما كنت أشارك في بطولة مسرحية “شهريار” بالجامعة، ورأيتها لمرة واحدة،وكنت أعرف شقيقتها الكبرى جيدا، فهي كانت جارتنا، وأرسلت دعوات لحضور العرض لها، وفي ذلك اليوم لم تكن ترغب في الذهاب إلى العرض،وتوسلت إلى الجميع من أجل إقناعها بالحضور، واستجابت في النهاية،لكنها لم تفكرفي المرورعلى غرفتي بالكواليس، أو حتى أن تقوم بتحيتي بعدانتهاءالعرض، وبعد ذلك دار حديث بينها وبين شقيقتها ووالدتي، ولعبت الصدفة دورها أنني سمعت هذا الحديث، الذي كان يدور حول الزواج،فوجدت تلك الفتاة تؤكد أنها ترغب في أن تقف إلى جوار من ستتزوجه وتتحمل معه مصاعب الحياة، وتكون شريكة حياته بمعنى الكلمة، من هنا انطلقت شرارة الحب في قلبي، و”أراد الرحمن أن يحفظني بزواجي منها”، وأنا أبكي عليها كل ليلة عندما أجلس لأتذكرها وأتذكر جميع تفاصيلها، فبالرغم من أنها كانت تصغرني سنا،إلا أنها من كانت تحملني، وهي من رسمت أصغر تفاصيل حياتي، وتفاصيل بيتنا، وأنا أقوم بزيارتها أسبوعيا.


- هل كنت تأخذ رأيها فيما يتم عرضه عليك من أعمال؟

زوجتي كانت ربة بيت وحملتني في السراء والضراء، وبعد رحيلها أشعر أن قلبيأنتزع من مكانه، لكن ما يطمأنني أنها كانت من أولياء الله الصالحين، ووقفت إلى جانبي ولم تشعرني بأي ضيق، حتى أنني كنت أعمل وأحصل على الأجر وأعطيه لها فورا لتدبر شئون بيتنا وحياتي، وعندما مررت بضائقة مالية لم تجعلني أشعر بأي ضيق، فهي شريكة عمري كله، وأبنتي وصديقتي وزوجتي، وكنت أعتبر نفسي أبنها.


- ما موقفك من عمل أبنائك بالفن؟ 


من ورث روح الفن عنيأبني توفيق –رحمة الله عليه - ولم أكتشف ذلك إلا وهو في سن السابعة عشر، ولم تكن هناك فرصة، ومرت الأيام ووقع قضاء الله و قدره، ومن ورث تروح الثقافة أبنتي هبة، لذلك أحترفت العمل الإعلامي، حتى أنني فوجئت بحوار قديم نشر لها في أحد الصحف وأجابات عن الحلم تتمنى تحقيقه فقال “مذيعة”، وهي مهنة بالفعل مناسبة لها لأنها على قدر عالي من الوعي والثقافة وقارئة جيدة، ورغم ذلك فقد عرض عليها أكثر من مرة المشاركة في أعمال فنية لكنها رفضت، وأنا أيضا كنت أتمنى أنا لا تكافح في المجال الفني بسبب مخاطره ومتابعه،كما لا أشجع أحفادي على العمل الفني لنفس الأسباب.