لا طالبان .. ولا إخوان .. ولا ملالى إيران !

عصام السباعي
عصام السباعي

ما يحدث فى أفغانستان من خروج الأمريكان وعودة طالبان، قد يوحى للبعض بنتائج واستدلالات خاطئة بكل المقاييس، والوضع كما أراه ليس انتصارا لتلك الحركة الإرهابية، وليس فشلا للسياسة الأمريكية، فمن يقول بذلك قد تعجل فى حكمه، فما نتابعه على شاشات التلفزيون من مشاهد قد تبدو عشوائية سواء فى العاصمة كابول نفسها، أو فى العاصمتين الحليفتين واشنطن والدوحة، ولكنها فى الواقع مقصودة، فكل ذلك الفيلم من سلسلة أفلام الإرهاب، لم يخرج علينا بين يوم وليلة، ولكن قد سبقه إعداد كامل للسيناريو بكافة تفاصيله، والأبطال على كل الجبهات، حتى التصريحات من هناك فى الدوحة ومن هناك فى لندن ومن هناك فى واشنطن، ومن هناك حيث تتجمع شياطين البشر وتضع خطط التحكم والسيطرة، فلا شيء يتم اعتباطا، ولا شىء لا تتدخل فيه العوامل الجيوبوليتيكية، وسيناريوهات التخطيط المستقبلى، ومن هنا نستطيع أن نفهم تصريح الرئيس الأمريكى بايدن «سيتم فرض شروط على حركة طالبان حتى تنال اعتراف واشنطن، ولا أستطيع إعطاء وعد بالنتيجة النهائية ولا إعطاء وعد بأنه لن تكون هناك خسائر بشرية» !!، وإدراك معانى تصريحات المفوضية الأوروبية من بروكسل «إجراء محادثات مع الحكام الجدد من طالبان لا تعنى بأى حال من الأحوال الاعتراف بالحكومة الجديدة فى أفغانستان!!
لن أبالغ لو قلت إن كل تلك المشاهد المرتبكة وحالة الرعب التى نراقبها معروفة مسبقا، وقد أقول إنه كان مخططاً لها، فى نفس اللحظة التى تم فيها إطلاق أول شرارة للنسخة الأخيرة من الفيلم الأمريكى، الذى فى ظاهره الانسحاب والفشل، بينما أن الحقيقة تؤكد لنا أن أمريكا ما زالت تحتفظ بقدرتها على التدخل فى أى وقت، بخلاف تعاقداتها مع مقاولى الحرب داخل أفغانستان وما أدراك ماهم؟ كما أن هناك من يحارب بالوكالة عنها ويحقق نفس الأهداف، وفى النهاية لن أعارضك لو قلت لى إنها مجرد مشاهد فى حبكة درامية من فيلم الحرب ضد الإرهاب بالإرهاب، أن تحارب وتقتل دون أن تترك حجرتك أو تدوس على زناد بندقيتك، وقد سبق وشاهدنا ذلك فى العراق وسورية، فلا معنى لما تمتلكه من جنود، ولكن بعدد العملاء الذين يقاتلون لأجلك، فهى حرب بلا صوت، وحروب بالوكالة قد تحقق كل الأهداف دون أن تضطر لمسح نقطة عرق واحدة من على جبهتك، يكفيك فقط النظر إلى اشتباكات وادى بانجشير، بين قوات طالبان والميليشيات المعارضة لها، اسمع تصريحات وزير الدفاع السابق الجنرال بسم الله محمدى وهكذا اسمه، أو تصريحات معارض طالبان أحمد مسعود نجل القيادى الراحل أحمد شاه مسعود، وهو بالمناسبة خريج كليات الحرب البريطانية، وكما ينقل لنا أحد السفراء المخضرمين، فلم تكن مصادفة أن يحصل ثلاثة طلاب أفغان على منح دراسية أمريكية عام 1957، زلماى خليل زاده الذى أصبح سفيرا لأمريكا، وشير محمد عباس الذى أصبح رئيسا لحركة طالبان، وأشرف غنى الذى أصبح رئيسا لأفغانستان قبل أن يهرب منها بعد دخول طالبان!
ما يحدث سلسلة من كوارث الإخوان فى مصر، وداعش فى العراق وسورية وليبيا، والتحرك الإيرانى فى منطقة الشرق الأوسط الكبير، حلقة جديدة من حلقات الإسلام السياسى، والخلط بين رغبات السماء وهلاوس جنرالات الأديان على الأرض، واحتكار الحديث باسم السماء، وتحريم كل ماحللته، واحتقار كل ما سمحت به، وفق فقه منحرف، وفتاوى مضللة وإسلام خاص لم ينزل من السماء ولا يرضى الله عنه ولا رسوله، والذى نجحت مصر فى الخلاص منه بثورتها العظيمة ضد جماعة الإخوان الإرهابية فى 30 يونيو، وفرض الشعب المصرى إرادته وكلمته باختيار من يمثله ومن يقوده فى معركة استعادة الدولة التى كادوا يضيعونها ويحطمون أركانها، والدرس الذى قدمته لكل العالم الإسلامى والنامى فى تحقيق الإرادة السياسية والتحرر من الحكم الدينى وتحقيق النمو واستعادة قوة الدولة، وأهم أركان ذلك الدرس بالنسبة لأفغانستان، أنه لا أمان ولا مستقبل لأى نظام يخلط الإسلام بالدين أو تلوث بأفكار الإخوان أو طالبان أو ملالى إيران، فكلهم فشلة.. كلهم راسبوتين!

لجنة مستقلة لتقييم نظام الثانوية

من الإنجازات اكتمال تطبيق النظام الجديد للثانوية العامة، الذى يعتمد على قياس مهارات الفهم والتفكير والاستيعاب، ولا يمكن بأى حال تقييم ذلك النظام بشكاوى المتضررين، أو هجوم المغرضين، وأى نظام جديد للتعليم يحتاج إلى تسويق وترويج ومساندة بين كل عناصر المنظومة التعليمية، المدرس والطالب وأولياء الأمور، ولا يمكن أن نغفل الدارسين والباحثين فى كافة قطاعات المناهج والتربية، ولا يمكن أن تكتمل عناصر النجاح لذلك النظام الجديد إلا بتقييم شامل لا يمكن أن تكون الوزارة هى من تضعه وهى من تقيمه، لأن ذلك التقييم كما قلت جزء كبير من نجاحه أنه سيعمل على إقناع واقتناع أطراف المنظومة به، ومن ثم نضمن مساندتهم فى تغيير النظرة للثانوية وتحقيق الهدف المنشود منها، ويمكن هنا أن يتم ذلك من خلال لجنة مستقلة، يقوم بتشكيلها مجلس النواب، بحيث نضمن تمثيل أعضاء لجنة التعليم بالمجلس، ووزارة التعليم وأساتذة وخبراء التربية والمناهج، وتشمل عقد جلسات استماع للموجهين والمدرسين وأولياء الأمور، بحيث تقدم تقريرها لرئيس الحكومة خلال فترة معقولة، ويتم مناقشته ثم إعداد تقرير نهائى وملزم، يتم تلافى ما تم رصده من قصور أو التدعيم الكامل للنظام وإعلان ثبوت نجاحه الكامل للناس، الخطوة مهمة لأن تطوير التعليم فى سياق اجتماعى مثل الذى نعيشه فى مصر يحتاج إلى إقناع واقتناع، ولا يمكن أن يتم أبدا بقرار فوقى.. فتدبروا !

اخسر مباراة.. اخسر بطولة.. ولا تخسر شرفك

بعد ساعات سنتوجه بالتهنئة إلى نادى الزمالك بمناسبة فوزه  بدرع الدوري، ومن المهم جدا أن نرسى مبدأ تهنئة الفائز وترضية الخاسر، وهو هنا النادى الأهلى الذى كان على وشك اقتناص الدرع لولا عدم التوفيق الذى صاحب لاعبيه فى المباريات الأخيرة.
الشيء الغريب الذى ينذر بحدوث فتنة كروية لا محل لها، تلك التحفيلات التى تتم بين الجمهورين، وأخطرها تلك التى تشكك فى الذمم والضمائر، وخاصة تلك التى تم توجيهها للجنة الحكام ورئيسها بما فى ذلك حكام الفار، ولا أخفى استغرابى من تلك الأصوات التى خرجت من النادى الأهلى وتلمح إلى ذلك، أو إلى أسباب أخرى منها إيقاع الفريق فى فخ الإجهاد، وسؤالى لهؤلاء: لو صح ذلك فلماذا لعبتم .. لماذا لم تشتكوا .. ولو حدث ولم يتم الرد عليكم لماذا لم تتوجهوا إلى القنوات الشرعية وصولا إلى الاتحاد الدولى؟ خاصة أن اللجنة التى تدير الكرة المصرية معينة من الاتحاد الدولى نفسه، لماذا لم تقدموا ملفا بالتجاوزات التى تتحدثون عنها وتقدموه للفيفا، ولو تم ذلك وصح ذلك لكان فى صالح الكرة المصرية، ولو ثبت عدم صحته فسنعلم أنكم تبررون وتدعون على حساب الأبرياء !
الشيء الأغرب أن بعض جماهير الأهلى المتعصبة تدعى بأن تلك البطولة حرام، ويثير ذلك استياء وغضب جماهير وقيادات اللجنة التى تدير الزمالك، وبكل أسف لم يسأل أحد من هؤلاء الغاضبين كيف تغضب من هجوم على بطولة واحدة، ولم تثر غضبك تلك اللافتة الضخمة التى تقول إن بطولات الأهلى بالمجاملة والمحسوبية؟!
ما أريد أن أقوله إنه يجب أن نلحق أنفسنا ولا نخسر أجمل مافى الرياضة، وهى المنافسة الشريفة، واحترام الفائز للخاسر، وتقبل الخاسر لخسارته، وعدم الطعن فى الذمم والأعراض.. والأهم من ألا تخسر مباراة هو ألا تخسر شرفك واحترامك لنفسك.
الشىء الأغرب جدا هو أن لا أحد سواء فى اللجنة الثلاثية التى تدير الكرة، أو لجنة الحكام أو الحكام قد استشعر الحرج وخاف على سمعته، وتحرك لمواجهة من طعنوا فيها!.. هنا تستطيع أن تقول «الحكاية فيها إن».. تحركوا واغضبوا لسمعتكم.. أرجوكم!

بوكس

هناك معلق كروى صوته مثل الكالون الذى أكل منه الصدأ، كأنه يخرج من شكمان سيارة مخروم.. لا أفهم لماذا أكون مضطرا مثل غيرى أن أغلق الصوت والاكتفاء بمشاهدة المباراة فيديو بدون «أوديو».. ومهما اشتكينا فسوف يعملها تانى ويعود تانى ويعلق من تانى .. ولنا الله !