الوجبة المدرسية تحقق 25 % من احتياجات الطفل اليومية

مستقـبل أبنـائنـا بلا أمـراض

الوجبة المدرسية
الوجبة المدرسية

إيمان طعيمة

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضرورة تنظيم الإنجاب فى مصر، كونه مصدر تأثير قوى فى مختلف المجالات، ووجه بضرورة تنفيذ مبادرة للكشف عن الراغبات فى الإنجاب وإعداد برنامج صحى قبل الحمل لتوعية السيدات بكيفية تهيئة الظروف لإنجاب طفل يتمتع بصحة جيدة، خاصة أن أظهرت الإحصائيات وجود 4 ملايين طالب يعانى من السمنة، هذا بالإضافة للنمو السكانى المتزايد باستمرار والذى يمثل خطورة على كل قطاعات الدولة.  
وقد صرحت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، أن المعهد القومى للأورام حدد المواصفات القياسية للوجبة المدرسية التى ستقدمها مدينة «سايلو فودز» للطلاب على مستوى المحافظات، ونسب القيمة الغذائية التى يجب أن توجد فى هذه الوجبات.
وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت ضرورة تحقيق الوجبة المدرسية نسبة 25% من احتياجات الطفل اليومية، وهذا ما تعمل وزارة الصحة على تحقيقه حاليا، حيث إن المعهد القومى للتغذية، أشار إلى أنه يجب أن يحصل الطفل من سن 6 لـ8 سنوات على 400 لـ550 سعرا حراريا، بينما الفئة العمرية من 9 لـ12 سنة يجب أن يحصل الطفل على 450 لـ 600 سعر حراري، وفيما يتعلق بالفئة العمرية من 12 لـ15 عاما يجب أن يحصل من 500 لـ650 سعرا حراريا.


واستعرضت وزيرة الصحة المحافظات التى بها نسبة الأنيميا أكثر من 50% لتنوع قائمة الوجبة بها بين اللبن المدعم بالفيتامينات وبسكويت مدعم بالفيتامينات والجبن والفواكه الطازجة والمجففة، مثل التين والمشمش بالإضافة إلى وجبات مطهية بها مصدر حيوانى.
أما المحافظات التى بها نسب الأنيما أقل من 20% فتتنوع الوجبة من بين البسكويت المدعم بالتمر والحلاوة السمسية والفواكه الطازجة والمجففة، والمحافظات الأكثر من 20% تتضمن الوجبة خبزا وبسكويت وبقسماط وجبنا أبيض ولبنا وفاكهة، وعن المحافظات الأكثر من 10% قصر قامة تم عمل مقترح قائمة وجبات متنوعة من وجبات جافة غنية بالمغذيات الدقيقة مثل بسكويت ويفر وسمسمية وحمصية وفولية ومقرمشات بالسمسم.
وفى هذا السياق، التقت «آخر ساعة» مع عدد من المختصين للتحدث عن الصحة الإنجابية وأهمية تنظيم الأسرة والاعتناء بصحة الأطفال.
وقال الدكتور طلعت عبد القوي، رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية، رئيس الجمعية المصرية لتنظيم الأسرة وعضو مجلس النواب، إن المبادرة التى دعا إليها الرئيس السيسى بضرورة الكشف على الراغبات فى الإنجاب، أمر فى غاية الأهمية، ويفضل أن يكون الكشف فيها للجنسين وإجراء الفحوصات اللازمة للاطمئنان على حالتهم الصحية وضمان إنجاب أطفال أسوياء ومنع حدوث كثير من حالات الإعاقات أو التشوهات الخلقية التى تحدث نتيجة لحالات محددة من الزواج ولعل أبرزها هو زواج الأقارب أو بسبب إصابة أحد الطرفين بأمراض قد تتسبب فى ذلك.


وأكد أن وزارة الصحة تضم 4500 وحدة من وحدات تنظيم الأسرة، بالإضافة لـ700 وحدة بالقطاع الخاص والقطاعات الأهلية والتى تقوم جميعا بدورها فى مناقشة كل ما يخص الصحة الإنجابية.
وتابع أنه يمكن نشر الوعى بين المواطنين بمختلف الطرق عن طريق صفحات السوشيال ميديا، ورجال الدين الذى يقع عليهم مسئولية كبيرة فى توعية المواطنين على القنوات الفضائية أو من خلال صفحاتهم الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى الدولة أن تضع خطة لزيادة كل هذه الحلول فى مختلف المحافظات وعن طريق جميع الجهات المعينة بهذا الأمر.
كما أشار إلى أن هناك مبادرة أخرى دعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحت اسم "تنمية الأسرة" والتى ستستمر لمدة 3 سنوات على نطاق الجمهورية بأكملها والتى تتضمن برامج لتنظيم الأسرة وتمكين المرأة ودعمها اقتصاديا واجتماعيا.
ومن جانبه أكد الدكتور عمرو حسن، أستاذ مساعد النساء والتوليد والعقم بكلية طب قصر العيني، ومقرر المجلس القومى للسكان السابق، أن فترة الحمل عبارة عن رحلة يجب أن تبدأ بشكل صحيح حتى تصل إلى نهاية جيدة بدون مشاكل، لذا يجب على الأم التى تنوى الإنجاب أن يكون لديها وعى بثقافة تناول الطعام الصحى المتكامل الذى يحتوى على الخضراوات والفواكه الطازجة والبعد عن الوجبات السريعة والمشروبات الغازية التى أصبحت اتجاه الكثير من الأجيال الحالية بدون العلم بالأضرار والمشاكل الصحية التى تسببها مستقبلا، بما فيها الأنيميا والسمنة.
ونصح بضرورة قيام الطفل بممارسة رياضة بدنية منذ الصغر، وذلك لأن الخلايا الدهنية تتكون بالجسم مبكرا كما أن العضلات تُبنى فى أول 20 عاما من حياة الإنسان، لذا يجب على الأمهات أن تحرص على تناول فتياتهن كل الأطعمة التى تساعد على بناء عظام قوية فى هذه الفترة، لتستطيع تحمل فترات الحمل والرضاعة فيما بعد.
وأشار إلى أن ظاهرة التقزم التى انتشرت بين الأطفال جاءت نتيجة للحمل المتكرر للأم، مما جعلها ليس لديها القدرة على الاعتناء بأطفالها وتغذيتهم بالشكل السليم المتكامل الذى يحتاجه الجسم مما يعرضه للإصابة بالتقزم أو السمنة أو فقر الدم، لذا لابد على الأم أن تعى جيدا أن التباعد بين طفلها الأول والثانى بمدة لا تقل عن 3 إلى 5 سنوات أمر فى غاية الأهمية، حتى يستطعن تلبية احتياجات كل منهم على حدة وإعطاءه حقه الصحيح فى الحب والرعاية.
ووافقه فى الرأى الدكتور محمد صلاح شبيب، استشارى طب الأطفال وحديثى الولادة، الذى أكد أن أول 1000 يوم فى حياة الطفل هم الأهم على الإطلاق، والذين يمثلون الـ9 شهور الخاصة بفترة الحمل، أى من أول لحظة يتكون بها الجنين، وعلى الأم أن تعى ذلك جيدا وأن تحصل على التغذية السليمة فى هذه الفترة.
وتأتى بعد ذلك المرحلة التالية وهى أول عامين من العمر، والتى يجب الاهتمام فيهم بالرضاعة الطبيعية للطفل ومتابعة الوزن والطول بشكل دورى كونهما المؤشر الأساسى لحصول الطفل على التغذية السليمة والدليل على نموه بشكل صحيح.
وأشار ألى أنه يجب التأكد بعد ذلك من حصول الطفل على كل عناصر التغذية السليمة بحيث يتناول طعاما ذا قيمة غذائية عالية وبسعرات حرارية قليلة، فيمكن تناول البروتينات والنشويات والتقليل من السكريات، مع العلم أنه فى حالة عدم الحصول على التغذية الكاملة يتعرض الطفل لسوء تغذية والتى ينتج عنها الإصابة بالسمنة أو التقزم.
وعن الأطعمة التى يجب أن يصطحبها الطفل فى المدرسة، أكد الطبيب على أنها يجب أن تشمل الخضراوات والفواكه الطازجة مع البروتين والكالسيوم، وأيضا قليل من السكريات.
وحذر الأمهات من شراء الأطعمة المحفوظة والحلوى كونها تضر بصحة الطفل من جميع المقاييس فهى تحتوى على مواد حافظة من جهة وسعرات حرارية عالية من جهة أخرى. 
كما أكد على ضرورة تناول الطفل 3 وجبات أساسية على مدار اليوم مع وجبتين خفيفتين بينها، ولا يجب إغفال تناول وجبة الإفطار صباحا لأنها تساعد قيام الجسم بالتمثيل الغذائى على الوجه الأمثل وإمداده بالطاقة طوال اليوم.
ولفتت الدكتورة مرام محمد نبيل، استشارى الجهاز الهضمى والتغذية العلاجية، إلى أن سمنة الأطفال تعد أخطر أنواع السمنة والأكثر انتشارا على الإطلاق، ويعود ذلك لأسباب كثيرة أشهرها اتباع نمط حياة غير سليم يتمثل فى كثره تناول الحلويات والمقليات والوجبات السريعة والمشروبات الغازية والجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات بأنواعها وقلة ممارسة الألعاب الرياضية.
وأشارت إلى أن سمنة الطفولة تمثل خطورة محتمة على الصحة لارتباطها بشكل مباشر بالأمراض المزمنة مثل السكر من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، الربو، ارتفاع الدهون بالدم، التدهن الكبدي، وأمراض المفاصل.


وأكدت أنه يمكن العلاج بعد التشخيص من قبل إخصائيى التغذية بالاطمئنان أولا على معدلات النمو وتحديد نسبة السمنة عن طريق منحنيات وجداول خاصة بوزن وطول وعمر الطفل وحساب مؤشر كتلة الجسم وتحديد الهدف والبدء فورا بالعلاج.
ويتمثل العلاج فى تحديد أنظمة غذائية متوازنة تتسم بالمرونة يراعى فيها أهواء الطفل وميوله تجنبا لنفوره من النظام الصحي، كما لابد أن يتم تشجيعه على تناول الخضراوات والفاكهة وشرب الماء مع تقنين النشويات والدهون فى الأطعمة التى يتناولها، بالإضافة لتشجيعه على الاشتراك فى أنشطة رياضية والحد من الجلوس أمام الشاشات لأكثر من ساعتين يوميا.