المذيع الذى يصرخ فاقد للثقة بنفسه وكل من يقلدنى مذيعات فاشلات

إيناس جوهر: البرامج التفاعلية ليست مجرد تليفونات مع المستمعين..!

إيناس جوهر
إيناس جوهر

حوار/ عاطف سليمان

اشتهرت بصاحبة صوت الخفة والدلع الذى يرسم البسمة على وجوه المستمعين والمتابعين لها منذ أن استقرت فى إذاعة الشرق الأوسط متميزًة وشخصيةً مختلفةً عن زميلات لها..

أتحدث عن إيناس جوهر التى ما إن نستمع إليها حتى نتذكر جملتها الشهيرة وهى تقرأ رباعية شاعرنا الكبير صلاح جاهين «غمض عينيك وامشى بخفة ودلع.. الدنيا هى الشابة وأنت الجدع.. تشوف رشاقة خطوتك تعبدك.. لكن أنت لو بصيت لرجلك تقع.. عجبى».

مهنة الإعلام «ستاتى» أكثر منها رجالى!

- ما العوامل التى كوَّنت شخصيتك الإذاعية المتفردة؟ وممن تعلمت إيناس جوهر؟
تعلمت من آمال فهمى كيف أُجرى الحوار من خلال سماعى ومتابعتى لبرنامجها الشهير على الناصية، فأنا لم أعمل معها، ولكن حوارها كان يجذبنى وأتعلَّم منه.
تعلمت أيضًا من أستاذى طاهر أبو زيد الكثير والكثير فى الفن الإذاعي، وتعلمت كثيرًا من سناء منصور، وهى أستاذتى، فحين عادت من مونت كارلو تأثرت بطريقتها فى الإيقاع، فإيقاعي الإذاعي يعود الفضل لها فيه، فهى تتميز بإيقاع رائع ولا أجمل.

- ممكن نفسر أكثر ما الإيقاع؟
الإيقاع الذى أقصده، هو أن تكون متحمسًا، لديك شىء تريد أن تقوله، حاجة فى عقلك تضيف للمستمع، وأن تكون مثقفًا ولديك حضور، كل هذا هو ما أقصده بالإيقاع الذى تعلمته من سناء منصور، واستفدت منه فى التطوير حين كنت رئيسةً للشرق الأوسط، ثم رئيسة الإذاعة. 

- ماذا عن تجربتك التليفزيونية؟ 
ذهبت فترة للتليفزيون، ثم عُدت للإذاعة، كنا مجموعة مذيعات راديو، لكنى قلت لك من قبل الكاميرا مش بتحبني وأيامها ذهبت، درية شرف الدين وتهاني حلاوة وزينب سويدان. 

- ما رأيك فيما تقدمه الآن من برامج تفاعلية وكما يطلقون عليها سمة العصر؟
ما يحدث حاليًا في الإذاعات المختلفة من هذه النوعية ليست تفاعلية، التفاعلية هى أن يقوم «الانكر»، وهو في الاستديو الربط والتداخل مع كل المراسلين، وطرح وجهات النظر المتعددة، والربط بينها وبين ما يدور على الهواء مباشرة، كخطاب للسيد الرئيس، أو حدث مهم، والتواصل مع المراسلين في عواصم مختلفة، هذا هو التفاعل، ولكن ما يحدث من اتصالات مختلفة من المستمعين وجمهور وعرض شكاواهم ليس بالتفاعل، إنما هو تواصلٌ مع المستمعين. 

- بدأنا نشاهد الكثير من الإعلاميين وهم يقدمون برامجهم التليفزيونية وهم وقوفٌ ما رأيك فى هذه الظاهرة ؟
ظاهرة ليست صحية، وللأسف أصبح الكل يُقلد الآخر تقليدًا أعمى، وليست هناك أى فائدة من هذا الوقوف. 

- ما رأيك فى المذيع الذى «يزعق» ويصرخ وكأنه يدافع عن قضية ما؟
هذا مذيع فاقد الثقة بنفسه، المفروض أى قضية يطرحها المذيع أو المذيعة تكون بموضوعية وهدوء حتى تصل لعقل وقلب متابعيه.

- لك رأى فى المذيع والمذيعة ودائمًا تنحازين بقولك «المذيعة حضورها أقوى».. كيف ذلك؟
رغم أنى أرى مذيعين رجالًا متميزين دائمًا وناجحين فى عملهم، وبرامجهم تحقق مشاهدات كبيرة، واستماعًا عاليًا، إلا أنى أرى أن مهنة الإعلام مهنة «ستاتى» أكثر. 

- أين ضحكة فريدة الزمر وجمال سلمى الشماع، ووقار وهيبة همت مصطفى، وابتسامة نجوى إبراهيم، والأسماء كثيرة جدًا؟. 
المتابع للإذاعة يكتشف أن هناك بعض المذيعات يُقلدن إيناس جوهر.. ما رأيك حين تستمعى لهن؟
كل من يُقلدنى غلطان، لأن المستمع سيبحث عن الأصل وليس التقليد، وأقول لهن «كونوا أنفسكم أفضل». 

- أفضل صفة تعلمت منها إيناس جوهر؟
كنت أستمع أكثر مما أتكلم، ودائمًا أنتقد نفسى وأفكر قبل الإقدام على شىءٍ.

- تعملين الآن فى القطاع الخاص ماذا عن هذه التجربة؟ 
الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤسس الجمهورية الجديدة وجَّه أكثر من مرة بضرورة أن يلعب القطاع الخاص دورًا فى التنمية جنباً إلى جنب مع الحكومة. 

- وماذا تقولين للإذاعة الأم التى كنتِ يومًا ما رئيسةً لها؟
أقول إن الإذاعة المصرية عظيمة، لعبت دروًا كبيرًا فى حياتنا، وأتمنى أن تعود بمحتواها المتميز التى هى أهلٌ له وتستطيع بالفعل.