صباح الفن

فى وداع دلال

انتصار دردير
انتصار دردير

حالة الحزن التى عمت الجمهور فى مصر والوطن العربى، إثر وفاة الفنانة الكبيرة دلال عبد العزيز، لم تكن فقط تعاطفا مع أزمتها الصحية الصعبة التى أبقتها فى المستشفى لأربعة شهور، إثر تداعيات إصابتها بكورونا، ولا لعدم معرفتها حتى وفاتها بفقد زوجها النجم الكبير سميرغانم،وإنما لأنها أيضا صاحبة رصيد إنسانى وفنى كبير، فهى فنانة صادقة لم تطلها أمراض النجومية فبقيت على بساطتها وعفويتها، فشعر الجمهور أنها واحدة منهم، وعبرت بأدوارها الفنية ومواقفها الانسانية الواضحة عنهم.. لم تكن دلال تترك جنازة الا حضرتها، ولاعزاء الا ذهبت تواسى أهله مع صديقتيها، رجاء الجداوى التى سبقتها للقاء ربها بنفس المرض ونفس التفاصيل المؤلمة، ومرفت أمين التى سكنتها الأحزان وهى تفقد أعز صديقتيها تباعا، أدعو الله أن يلهمها الصبروابنتى دلال الفنانتين دنيا وإيمى .
أذكر أننا كنا فى وداع الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، وبينما يستعد الجميع لأداء صلاة الجنازة، إقتحم أحد المصورين مصلى السيدات ليصور الفنانات، ما آثار الجميع، فتصدت له بقوة الفنانة دلال عبد العزيز وصديقتها رجاء الجداوى وقامتا بطرده من المكان، مازلت أذكر ثورة دلال وهى تتساءل فى غضب : ما هو الانفراد الذى سيحققه، ولماذا لا يراعى حرمة الموت وأحزان الناس ؟ هل هذه هى الصحافة الحديثة؟.
وفى جنازتها لم تكن دلال قادرة على التصدى لجحافل المصورين من الصحافة والمواقع الالكترونية والقنوات الفضائية، وهم يثيرون جلبة لا تليق بجلال الموت، ويتكالبون على تصوير النعش الذى يحملها، ويطاردون الفنانين لأخذ تصريحات منهم، لقد كاد قلبى يتوقف وأنا أرى الفنان الكبير رشوان توفيق يهبط من السيارة مستندا الى ذراع أحد مرافقيه وقد حاصرته الكاميرات والميكروفونات، فاضطر بأدبه الجم للوقوف والرد على أسئلتهم الساذجة ورأيت بعض النجمات وهن تتخفين وآخرين يهرعن هربا من ملاحقة المصورين.
للحق فقد حضرت لحظات وداع أليمة لفنانين أحمل لهم كل محبة وتقدير،رحمهم الله جميعا، لكن الأمر لم يكن بهذا التوحش ولا بهذه الدرجة من اللا إنسانية، ما يستوجب إصدار قرار ملزم من المجلس الأعلى لتنظيم الاعلام لوقف هذه المهازل، خاصة بعد فتوى د.أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن، بحرمة تصوير نعش المتوفى.