معان ثورية

من أجل البقاء

محمد الحداد
محمد الحداد

على أجهزة التنفس الصناعى .. فى غرفة العناية الفائقة .. على سرير نقل الدم .. أوحتى فى غرفة العمليات الحرجة جدا .. ترقد صاحبة الجلالة لأسباب خارجة عن إرادتها.
تجرى محاولات مستميتة يبذلها بعض المخلصين وغيرهم من رؤساء تحرير الصحف المكبلين بقيود من  «مديونيات قديمة» لإنقاذ مستقبل مهنة كانت هى الأبرز والأشهر والأعلى أجراً فى شتى ارجاء المعمورة.
بينما يسعى البعض الآخر لدفنها حية و.. «وأد».. كل المحاولات التى قد تفضى الى بقائها حية ولو قليلا.
ولكنها تحتضر بسبب اهمال البعض من ابنائها او عدم توافر المناخ المناسب لها .. حيث لا تطيق كثير من الحكومات فى العالم اجمع فكرة حرية الصحافة التى تعتبر فى بعض الدول جريمة ترتقى لمرتبة الخيانة. 
.. وبالرغم من ان الصحافة ليست جريمة .. الا اننى ارى انها اصبحت الجريمة الكبرى فى حق نفسك لانك ما ان تضيع عمرك وتبذل زهرة شبابك فى خدمة هذه المهنة حتى تجد نفسك فى نهاية المطاف  على شفير الهاوية اقتصاديا فلن تستطيع تلبية فاتورة العلاج والدواء الشهرى من المعاش الذى لن يسد رمقك او يشبع جوعك ولو بالخبز الحاف. 
معاش مبك وارقام هزيلة يتقاضاها الصحفى الذى اضاع عمره فى ارتكاب جريمة ممارسة مهنته بإخلاص ..لانه ما ان يخرج للمعاش حتى يجد نفسه وقد نالته اكبر حسراته التاريخية .. لانه سيقعد  فى بيته مرغما بعد ان يجلس فى بيته «لا شغلة ولا مشغلة»  ولن يهتم احد لأمره ولن يجد معاشاً يكفيه ولا حتى علاجاً يداويه فيضطر ان يبحث لنفسه عن مقبرة تؤويه إذا لم ينتشله احد اصدقائه من قيادات المهنة فيمد له يد العون ويبقيه على قيد المهنة بعقود صفرية  ليتقاضى  بدل النقابة الذى يتقاضاه الصحفيون من وزارة المالية مع مكافأة تساعده مع المعاش الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع.
مصير مؤلم ومخزٍ لنهاية مشوار الصحفى  خاصة فى هذا الزمن الغريب العجيب الذى يضع النهايات المؤلمة لأبناء ارقى مهنة .. فلله الامر من قبل ومن بعد.