الأطرش عن تطوير أضرحة «آل البيت»: مكانتهم عالية

الشيخ عبد الحميد الأطرش.. تطوير الأضرحة
الشيخ عبد الحميد الأطرش.. تطوير الأضرحة

 

حبا الله مصر بنعم كثيرة ومكانة دينية رفيعة فهى صاحبة الألف مئذنة وعلى أرضها مقامات وأضرحة لآل البيت وأولياء الله الصالحين تفوق الحصر، فقد ظللت أغصان الشجرة النبوية الشريفة بثمارها من نسل ذرية الرسول صلى الله عليه وسلم ربوع مصر.

ومن منطلق تطوير واجهة مصر الحضارية الإسلامية وعمارة بيوت الله كانت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بتطوير مقامات وأضرحة آل البيت احتراماً للقيم النبوية الشريفة والمقامات الدينية التى يتحمس لها أهل مصر تحمسًا يدعو إلى الفخر.

عن ذلك يقول الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف: توجيهات الرئيس للاهتمام بأضرحة ومقامات آل البيت لفتة طيبة من رئيس الدولة لما لآل البيت فى نفوس الناس من مكانة على أن يواكب تطوير البنيان  تطوير الإنسان ليقتدى بأصحابها فى الأخلاق والمعاملات بمدارسة سيرتهم العطرة فى خطوة لمحو الأمية الدينية التى يعانى منها الكثيرون، ونبدأ بتعريف آل البيت فهم ذرية الرسول صلى الله عليه وسلم أولاده وأحفاده.

ويتابع: أفصحت المخطوطات القديمة عن بعض أحداث قصص قدوم آل البيت النبوى إلى مصر وتصدرها فوج السيدة زينب يرافقها الإمام على زين العابدين والسيدة سكينة رضى الله عنهم عام ٦١ هجرية بعد أمر بنى أمية بهجرتها فتلقاها والى مصر فى داره وعاشت فيه حتى دفنت فى حجرتها بقناطر السباع التى تعرف الآن بحى السيدة زينب.

ويستكمل: ذكر القرآن الكريم آل البيت فى قوله تعالى: «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا»، والأصل فى حقوق آل البيت ومن يثبت نسبه للرسول صلى الله عليه وسلم محبتهم وتكريمهم وعدم إهانتهم طاعة وقربة لله عز وجل ومن يكرمهم كريم مثاب قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنما فاطمة بضعة منى يريبنى ما رابها ويؤذينى ما آذاها».

 ويضيف: الناس يختلفون بين الغلو فى الإفراط والتفريط فى التعامل مع آل البيت والضابط هو محبتهم فى الله ورسوله بلا رياء ولا حمية ولا عصبية ونصرتهم الأحياء منهم والأموات، أما الغلو فى محبتهم فيوقع فى البدعة الممنوعة فآل البيت بشر لا يملكون نفعًا ولا ضرًا، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ربه أن يعلنها صريحة للناس فقال تعالى: «قل إنى لا أملك لكم ضرًا ولا رشدًا».
 

ويؤكد: زيارة أضرحة ومقامات آل البيت من أرجى الطاعات قبولاً عند رب العالمين، وأولى القبور بالزيارة بعد قبر الرسول صلى الله عليه وسلم قبور آل البيت النبوى فهى روضة من رياض الجنة ومودتهم بر وصلة لرسول الله ومشروعة بالكتاب والسنة وعلى المسلم أن ينأى بنفسه عن الأفكار الفاسدة والمناهج الكاسدة التى تدعى أنها بدعة وشرك قال تعالى: «قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدًا»، فجعلت الآية بناء المسجد على قبور الصالحين التماسًا لبركتهم وآثار عبادتهم أمرًا مشروعاً، وقال الإمام البيضاوى: كان اليهود والنصارى يسجدون لقبور أنبيائهم ويجعلونها قبلة واتخذوها أوثاناً فلعنهم الله ونهى المسلمين عن ذلك، وقد زار الرسول صلى الله عليه وسلم قبر أمه عليها السلام فبكى وأبكى من حوله وأخبر أن الله عز وجل أذن له فى زيارتها ثم قال: «زوروا القبور فإنها تذكر الموت»، وقبور آل البيت وأولياء الله الصالحين تتنزل عليها البركة والصلاة من الله عز وجل فلا يخلو زمان من عبد داعيًا فى صلاته عند قراءة التشهد حصول الصلاة والبركة على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد فهم موضع نظر الله تعالى والدعاء عندهم مستجاب، ومن ينالهم بسوء أو أذى آثم ويتعرض لأذى الله عز وجل جاء فى الحديث القدسى: «من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب»، ومن آداب الزيارة الدخول بسكينة تأدبا لصاحب المقام وإلقاء التحيات والصلوات عليه والدعاء له، وما لا يجوز أن يطلب الزائر من الولى أن يقضى له أمرا وإنما المباح التوسل بالولى بقول يا رب بحق مكانة هذا الولى عندك أن تقضى لى حاجتى ويسميها، وعدم الطواف حول المقام فالطواف خاص بالكعبة الشريفة بيت الله الحرام وعدم التمسح بالجدار المحاط بالقبر للتبرك به وغيرها من الأفعال التى تسيئ لأصحاب هذه المقامات الشريفة.