خبير تكنولوجيا معلومات: تحفز المخ على إفراز هرمونات السعادة.. وتدفع المستمعين للانعزال

ومن الموسيقى ما قتل.. «المخدرات الرقمية» خطر يهدد الشباب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تطور جديد شهده عالم التكنولوجيا و السوشيال ميديا في الفترة الأخيرة فيما يخص المخدرات الرقمية، وعلى غرار التحول الرقمى الذي صاحب كل نواحى الحياة، انتقلت أيضاً «المخدرات» إلى العالم الرقمي، ليجد بعض المستخدمين طريقاً لاستعمال التكنولوجيا فى اختراق الدماغ البشرى وخلق حالة من الشعور بالسعادة غير الحقيقى والمؤقت، لتجذب الملايين من الشباب حول العالم وتبدأ فى التغلغل إلى المجتمعات العربية.

المخدرات الرقمية هي طريقة جديدة للوصول إلى النشوة عن طريق ترددات صوتية، وهو ما جعلها نوعاً جديداً من الإدمان اعتماداً على بعض الترددات الموسيقية ..فبمجرد غلق باب غرفتك ضع عصبة على عينيك .. و تمدد على سريرك ..وأخرج سماعة أذن .. وانطلق فى رحلة النشوة الكاذبة.. ولكنها نشوة من نوع آخر فهى فى الأساس ملفات صوتية تمت هندستها لتخدع الدماغ عن طريق بث أمواج صوتية مختلفة التردد بشكل بسيط لكل أذن ولأن هذه الأمواج الصوتية غير مألوفة يعمل الدماغ على توحيد الترددات من الأذنين للوصول إلى مستوى واحد بالتالى يصبح كهربائياً غير مستقر.

وحسب نوع الاختلاف في كهربائية الدماغ يتم الوصول لإحساس معين يحاكي إحساس أحد أنواع المخدرات أو المشاعر التي تود الوصول إليها، فهذا النوع من المخدرات يباع على المواقع المتخصصة في هذا المجال بعدة أسعار و جرعات حسب الشعور الذى تود الحصول عليه، فهناك ملفات قصيرة طولها ربع ساعة ومنها يصل إلى ساعة، كما أن هناك بعض الجرعات تتطلب منك الاستماع إلى عدة ملفات تمت هندستها لتسمع وفق ترتيب معين حتى تصل إلى الشعور المطلوب.

وعلق متخصصون عن هذه الظاهرة بأن استخدام هذه الأنواع الموسيقية الخاصة تعمل من خلال نغمات يتم سماعها عبر وضع سماعات فى الأذنَين ، تُبث تردّدات معيّنة فى الأذن اليُمنى على سبيل المثال، وأخرى أقل فى اليُسرى. ويجهد الدماغ للتوحيد بين التردّدين، ومن ثم يجعلهما فى مستوى واحد، ما يؤدى إلى خلل فى الإشارات الكهربائية العصبية التى يرسلها، لذلك يمكن القول إنّ هذه المخدّرات هى طريقة جديدة لتحريك التفاعلات الكيميائية التى تحركها المخدّرات التقليدية .

تختلف أنواع هذه المواد الموسيقية فبعضها يعمل على خلق حالة من الهدوء والاستسلام، والبعض الآخر يعمل على تنشيط وإثارة العقل البشرى وخلق حالة من اللا شعور المؤقت بخلاف أنواع أخرى تعمل على تنشيط الحركة وعدم الثبات والذى يصاحب السماع إلى تلك النغمات التى بدأ البعض فى ترويجها على مواقع خاصة على شبكة الإنترنت

ومن جانبه قال المهندس إسلام غانم، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن هذه النغمات والتى يتم استخدام سماعات خاصة بها، تم ابتكارها بهدف المساعدة فى العلاج النفسى لما لها من تأثيرات مذهلة.

وأكد أن هذه المقاطع يتم ترويجها على الإنترنت بأسعار تبدأ من 5 دولارات، لهذه الترددات،وتعمل من خلال تحفيز المخ على إفراز هرمونات معينة للنشاط والنشوة ولكنها مؤقتة.. وأوضح أن البداية لاكتشاف هذا النوع من الموسيقى كان عام 1993، مشيرا إلى أن هذه الموسيقى تعمل على خلق حالة من العزلة للشباب الذين يدمنون الاستماع إليها، وتسهم في انعزاله عن المجتمع والأسرة والبقاء آسير فى غرفته لهذه النغمات.

وطالب «غانم» الأسر بضرورة التيقظ ومتابعة أطفالهم كى لا يقعوا أسرى للمخدرات الرقمية، ومتابعة المواد الصوتية التي يستمع إليها الأبناء خاصة إن كانت لأوقات طويلة من اليوم باستخدام سماعات خاصة.