مبادرة «جيت زيرو».. وقود من الماء والهواء لطيران خالِ من الانبعاثات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعاونت الشركتان "لانزا تيك" البريطانية و"كربون إنجنيرينج" الكندية، لتحقيق حلم الوصول لقطاع طيران صافي انبعاثاته الكربونية صفر؛ وذلك بإنتاج وقود قائم على دمج الهواء بالماء، ثم بمعجزة هندسية، استخدامه لتشغيل الطائرات.

وأفادت صحيفة The Times البريطانية، اليوم الأحد، أنَّ هذا التعاون يأتي في سياق المبادرة التي أعلنتها وزارة النقل البريطانية، في الشهر الماضي، بعنوان "جيت زيرو" -أو استراتيجية الوقود النفاث صفري الانبعاثات- التي تتحدث عن حلم الوصول لرحلة عابرة للمحيطات خالية من الانبعاثات "في غضون جيل واحد" وتقليل الانبعاثات من الطيران إلى صافي الصفر بحلول عام 2050.

ويوفر الوقود الصناعي، الذي يُنتَج من الجمع بين ثاني أكسيد الكربون الذي يُمتَص من الهواء مع الهيدروجين المُستخرَج من الماء، ما يعتقد الكثيرون أنه أفضل فرصة لتحقيق صافي صفر تلوث من الطيران، وهذه هي الرؤية التي يعتقد العلماء أنها ستؤتي ثمارها في غضون سنوات قليلة.

وبدعم من الخطوط الجوية البريطانية، وبمساعدة بعض التمويل الحكومي، ستنشر الشركتان "لانزا تيك" و"كربون إنجنيرينج" خطة جدوى تحدد كيفية إنتاج 100 مليون لتر من وقود الطائرات عديم الانبعاثات كل عام اعتباراً من نهاية العقد 2020.

وفي هذا الصدد، قالت إيمي رودوك، نائبة رئيس منطقة أوروبا لشركة "كربون إنجنيرينج": "هذه هي نقطة البداية حقاً"، مشيرة إلى أنَّ الفريق يبحث عن موقع لإقامة مصنع إنتاج لهذا الوقود.

وأضافت أنَّ بدء المشروع قد يستغرق أربع سنوات وأنَّ "كمية الـ100 مليون لتر التي نقترحها تمثل حوالي 1% من احتياجات المملكة المتحدة كل عام، لكننا نطور أول مصنع، ونتعلم، ثم نبدأ في خفض التكاليف".

وعن فرص تحقيق هذه الرؤية، أثبتت شركة "كربون إنجنيرينج" أنها تستطيع استخدام التكنولوجيا لتجميع ثاني أكسيد الكربون من الهواء، والتحليل الكهربائي لتقسيم الماء إلى هيدروجين وأكسجين،وأظهرت الشركة أنه يمكنها الجمع بين هذه العناصر لصنع وقود اصطناعي يمكن استخدامه بديلاً لوقود الطائرات التقليدي.

وعند حرق الوقود في محركات الطائرة، ينبعث ثاني أكسيد الكربون مرة أخرى في الغلاف الجوي، لكن نظراً لإزالته من هناك في البداية، فإنَّ النتيجة النهائية هي صفر انبعاثات.

وقالت إيمي: "نحن نفعل نفس الشيء في مصنعنا التجريبي في كولومبيا البريطانية منذ عام 2017، لقد أنتجنا حتى الآن 50 لتراً، لكن هذه الكمية صغيرة جداً لدرجة أنَّ أية طائرة "جامبو" لن تحتاج إلا إلى 12 ثانية فقط لحرق كامل المخزون المُنتَج حتى الآن.

وأوضحت أنه للارتقاء بحجم الإنتاج إلى المستويات التجارية ليس بالأمر الهين، إذ إنَّ مجرد توفير كهرباء صديقة للبيئة لتحليل ما يكفي من الماء كهربائياً لفصل الهيدروجين لإنتاج وقود كافٍ لاحتياجات الطيران البريطانية سيتطلب مضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة في البلاد، لكن إيمي رودوك تؤكد أنَّ هذه ليست إلا البداية.