الروائى و«البوكتيوبر» عمرو المعداوي صاحب مبادرة «الروائى» لـ«بوابة أخبار اليوم» 

قناة «الروائي» طريق جديد لمساعدة شباب المبدعين

الروائى و«البوكتيوبر» عمرو المعداوى
الروائى و«البوكتيوبر» عمرو المعداوى

المعداوى : قوة مصر الناعمة ما زالت تعانى من الإهمال .. والمؤسسات الثقافية والأدبية لا تواكب تطور «السيوشيال ميديا»
: الكتابة والنشر حاليا نشاط اقتصادي يهدف إلى الربح في ظل تراجع دور الدولة
حوارى مع الكاتب الهولندى «هيرمان كوخ» من أروع وأهم الحلقات ..ودرس مجاني فى الكتابة والحياة معا

الروائي عمرو المعداوي «بوكتيوبر» من طراز فريد, سعى لإيجاد فكرة لمساعدة شباب الأدباء, فكانت مبادرة قناة«الروائى» لدعم شباب الادباء, تجربة جميلة حققت أهدافها إلى حد كبير, مؤكدا خلال حواره مع «بوابة أخبار اليوم» أن الكاتب في حالة إجازة طويلة، يظهر على فترات متباعدة، ويحاول أن يثقل موهبته بالقراءات المتنوعة، ربما يظهر في يوم بشكل حقيقي واحترافي، لكن في الوقت المناسب, وأن قوة مصر الناعمة ما زالت تعانى من الإهمال, وتولى غير المبدعين والمتخصصين المسئولية فى المؤسسات الثقافية والأدبية, وهناك للأسف خلل كبير فى الوسط الثقافى ككل، والمصالح بتحكم كل شىء، وأعداد الكتاب كبيرة والمواهب الحقيقية, والفرص قليلة أمام الجميع شباب ورواد, ومن هنا يأتى الصراع على كل شىء تقريبا, كما أن السوشيال ميديا سيطرت بشكل كبيرعلى السواد الأعظم من القراء, والمؤسسات الثقافية والأدبية أنتهت ومش قادرة تواكب هذا التطور التكنولوجى...
وأضاف المعداوي خلال حواره مع «بوابة أخبار اليوم» أن شباب الأدباء في حاجة إلى من يأخذ بايديهم في طريق الإبداع, وقد شغل تفكيري الفترة الماضية فكرة عمل شيء جاد يخدم الشباب، ويجذبهم إلى طريق الإبداع , فكان التفكير فى إنشاء قناة خاصة على اليوتيوب باسم «الروائي» , لفتح الطريق أمام الأدباء الشبان, فى عرض أهم الإصدرات الأدبية من الرويات المصرية والعربية والعالمية... وكان الحوار التالى

كيف جاءت الفكرة لمبادرة الروائى وعمل قناة كتب للاعمال الادبية المشهورة والعالمية؟
شغل تفكيرى لفترة طويلة فكرة أن أعمل شيئا جديا للشباب، حيث أن أغلب قنوات الكتب وقناة«الروائى» التى قمت بتدشينها أولهم, لنتكلم عن الكتب والروايات المشهورة بالفعل سواء داخل مصر أو خارجها من الأدب العالمى، ولأننا فى الأول والآخر موجودين على منصة اليوتيوب اللى همها الأول والأخير أرقام المشاهدات المجردة دون النظر لقيمة المحتوى المقدم, بيدفعك إنك تقدم اللى بيعجب الناس, وضامن بنسبة كبيرة إن نسب مشاهدته حتكون عالية, والمنظومة دى ظالمة جدا لأى حد غير معروف، وكان لازم حد يأخذ المبادرة ويبدأ فى إيجاد حلول، ومن هنا جت الفكرة لعمل قناة للكتب للأعمال الأدبية المشهورة والعالمية.
وقناة «الروائى» كفكرة جت لى ونفذتها من 4 سنوات، حتى يكون هناك منصة محايدة لعرض وتقديم ومراجعة الروايات العربية والأجنبية المترجمة بشكل ممتع ويجذب القارئ والمشاهد العربي, الحمد لله القناة قدرت توصل لعدد كبير جدا من القراء العرب، وكتير بيعتبروها مصدرهم الأساسي في اختيار قوائم قراءتهم, وخلال الفترة دي كمان قدرت إني أقدم تجربة مختلفة عن اللي بيتقدم على قنوات الكتب العربية, فكنت أول من استضاف كتاب وفاعلين ثقافيين مصريين وعرب وأجانب، منهم أسماء مهمة زي إبراهيم عيسى وأشرف العشماوي وأحمد مراد وإنعام كجى جي وهيرمان كوخ. 
كما كنت أول من يغطي جائزة البوكر العربية لعام 2019 من أبو ظبي وعمل لقاءات مع كتاب القائمة القصيرة ونقل فاعليات حفل الختام والإعلان عن الفائز, وقمت بتغطية معارض الكتاب العربية مثل معرض القاهرة الدولي للكتاب في أول دورة له بمقره الجديد بالتجمع الخامس، ومعرض أبو ظبي الدولي للكتاب عام 2019, ومن حسن حظي أني كنت من أحد المؤسسين لمشروع الكتب الصوتية للمكفوفين منذ ٧ سنوات، وأدرك جيدا أهمية الكتب الصوتية لتلك الفئة بالتحديد، بجانب أيضا من لم يتوفر لهم الوقت اللازم لقراءة الكتاب الورقي.

** وماذا عن بطاقة التعريف الخاصة بكم.. ومتى بدأت حياتك الأدبية مع الأعمال الابداعية .. وما هى أهم أعمالك والجوائز التى حصلت عليها؟
إسمى عمرو عبد الله المعداوى، 34 سنة، متزوج، خريج كلية التجارة عين شمس, وأعمل كمراجع مالى، أما عن أهم إنجازاتي الشخصية بجانب القناة، وحصلت على المركز الأول في مسابقة المعالجة السينمائية والمقامة على جانب مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2019، تفوقت من خلالها على 315 مشارك بتقديمي لرؤية ومعالجة سينمائية لرواية الكاتب الراحل الكبير إبراهيم أصلان "حجرتان وصالة".

وما هو المستهدف من وجهة نظرك من الاعمال الابداعية؟
إننا نسلط الضوء على الأعمال الجيدة والجادة والغير مشهورة في نفس الوقت، المشهور كتير حيتكلم عنه سواء حلو أو وحش, لكن من ضمن أدوار القناة عندي واللي دايما بركز عليها، إن الروايات الحلوة موجودة، يمكن تكون تاهت وسط كم الإصدارات الكبير جدا كل سنة، لكن محتاجة اللي يدور عليها ويقدمها للناس بشكل محايد وممتع, بتمنى دايما أكون الشخص ده.

وهل هناك تجاوب من قبل الشباب مع مبادرة الروائى لدعم شباب الأدباء؟
تجاوب فوق توقعاتى, وسعيد جدا بثقة الشباب في قناة الروائي، أنا الحمد لله بقالي 4 سنين بقدم مراجعات وترشيحات للقراء، ويمكن ده ساعدني شوية إني آخد خطوة زي دي لأن خلاص عندي رصيد ولو بسيط عند المتابعين, ومبسوط بكل حد من 80 اللي قدموا أعمالهم, وكان نفسي أشكرهم واحد واحد بشكل شخصي وأشجعه.

** وهل فعلا الشباب حاليا يجد من يأخذ بيده فى طريق الابداع؟
جدا.. وده باين من التفاعل اللي حصل مع المبادرة، أي كاتب حقيقى حلمه بعد وصول روايته للناس, إن يتم تقييمه بشكل جدى ومحايد علشان يطور من نفسه, وده للأسف مش بيحصل إلا قليل جدا، القراء عددهم قليل وبيحكموا بالعاطفة رغم أهميتها، لكن الدور النقدى الحقيقى مفقود وبقينا ندور فى عدد محدود جدا من الإصدارات المشهورة بالفعل.

** وهل قوة مصر الناعمة ما زالت تعانى من الإهمال وتولى غير المبدعين والمتخصصين المسئولية فى المؤسسات الثقافية والأدبية؟
هناك للأسف خلل كبير فى الوسط الثقافى ككل، والمصالح بتحكم كل شىء، أعداد الكتاب كبيرة والمواهب الحقيقية والفرص قليلة ومن هنا يأتى الصراع على كل شيء تقريبا, والسوشيال ميديا استطاعت تصدر للقراء السنين اللى فاتت أعمال مكنتش حتاخد نفس القدر من النجاح, لو مش وراها عقول بتزقها وتزرعها فى عقول الناس بالعافية, والمؤسسات الثقافية والأدبية أنتهت ومش قادرة تواكب كل التطور ده.

** عمرو المعداوي كـ«بوكتيوبر» كيف حفر اسمه في عالم الكتب بهذا المجال المستحدث؟ 
أعتقد إن الاستمرارية والتطور وتقديم الشيء بحب وصدق هما سبب المكانة التي أنا فيها الآن، من شخص غير معروف إطلاقا في وسط الكُتاب والقراء إلى حد الحمد لله معروف بين المهتمين بالروايات، الاستمرارية أعطتني فرص متتالية للظهور لعدد أكبر من الناس، والتطور والصدق ساعد ذلك بعد ما عرفوني الناس واكتسبت أيضًا احترامهم وتقديرهم وهذا شيء أعتز بيه جدا, فمنذ إطلاق القناة فى ٣٠ يونيو ٢٠١٧، عندما أحببت أن أعود للقراءة مرة تانية بعد مشاغل الحياة من شغل وجواز، لم أجد وسيط محايد يعرض الروايات بشكل موضوعي ويساعد القارئ فعلا على اتخاذ قراره بنفسه، هل هذة الرواية مناسبة لي أم لا؟، ولإن موقع شهير مثل goodreads آراءه متناقضة جدا ما بين المدح والزم الشديدين، أحببت أن أكون أنا دليل القارئ العربي في التعرف على قراءته القادمة.

 ** وكيف يتم التحضير لعمل فيديو عن الرواية المختارة؟

أقرأ الرواية أولا سواء كانت عربية أم مترجمة, جديدة أم قديمة, لكاتب جديد أم من جيل الرواد, أقرأ العمل واتطلع على آراء القراء والمقالات النقدية المكتوبة عنه لمساعدتي في فهم العمل بشكل أكبر، ثم أكتب الحلقة بالتفصيل، بداية بكتابة ملخص الرواية بدون حرق للأحداث، وتفنيد الجوانب الإيجابية والسلبية فيها من وجهة نظري وعوامل التميز به، ثم أقوم بتصوير الحلقة، وعمل كل شغل المونتاج المطلوب والمؤثرات البصرية، واختار مواضع من الرواية لكي تكون فقرة صوتية، مع اختيار الموسيقى الملائمة وأجمعه مع الحلقة المصورة ثم أقوم برفع الحلقة على اليوتيوب ونشرها.

وما هى رؤيتك للكاتب التى تختار بها العمل لتقديمه لمتابعيك.. وكيف تعلمت مهارات اليوتيوبر؟
الكاتب في حالة إجازة طويلة، يظهر على فترات متباعدة، ويحاول أن يثقل موهبته بالقراءات المتنوعة، ربما يظهر في يوم بشكل حقيقي واحترافي، لكن في الوقت المناسب, وأنا كمصور وكل ما يتعلق بها من مهارة تعلمتها أولا من الناقد محمود مهدي صاحب قناة (فيلم جامد) الشهيرة عندما كان يشرح أساسياتها في كورس متخصص لليوتيوب، ثم مشاهدة الڤيديوهات التعليمية المختلفة ساهمت في تطور الصورة المقدمة، وهي مهارة ضرورية مع المونتاج لكل من يرغب في إنشاء قناة على اليوتيوب دون الاعتماد على الآخرين.

ماهو أفضل كتاب قرأته لكاتب حتى الآن؟ وما هو العمل الذى لا ترضى عنه؟
كاتبي المفضل هو (توفيق الحكيم)، وأرى أنه لم يأخذ المكانة التي يستحقها على المستوى الفني, أما الأسوأ فكثير، لكن ما أكرهه فعلا هو الكاتب الذي يحدّث نفسه وكأن أحدا لن يقرأ له، مجرد (فضفضة) مع تجارب وأحاسيس شخصية لا تهم أحدا غيره, ولكنى لا أحجر على رغبة أحد في قراءة عناوين بعينها حتى لو كنت أراها غير ذات قيمة، الكتابة والنشر تحديدا حاليا نشاط اقتصادي يهدف إلى الربح في ظل تراجع دور الدولة، فلا ألوم على دور النشر في استخدام بعض الأسماء اللامعة أو ممن يكثر عليهم الجدل لتحقيق بعض المبيعات في سبيل فقط الاستمرار وتقديم أعمال أخرى ذات قيمة، كلنا يعرف الظروف التي يمر بها الجميع حاليا. إذا أردنا تقييم الموقف، فلننظر للصورة الكاملة من أعلى.
أهم نصائح عمرو المعداوي في القراءة

وما هى النصائح التى قدمتها من خلال مبادرة«الروائى» للكاتب المبتدئين؟
النصيحة الأولى التى أوجهها لكل أديب يخطو أولى خطواته فى عالم الأدب, هى اقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ في المجال الذي تحبه، حتى لو كان مختلف عن الباقين, لا توجد قائمة ثابتة عليك قراءتها والمرور عليها أولا، القراءة تجربة شخصية جدا ومن السمات التى تعطى الانسان طابعا مميزا.

والمستقبل.. ماذا يحمل لمبادرة «الروائى» والبوكتيوبر عمرو المعداوى ؟ 
خلال العام الحالى ٢٠٢١ أسعى لتقديم أكبر عدد ممكن من الروايات المترجمة من بلدان لم نذهب إليها قبل ذلك، والحمد لله لا أجد صعوبة في هذا الأمر بسبب حركة الترجمة واهتمام دور النشر العربية بتقديم كل مختلف وجديد دائما, ولا أعرف بالتحديد ماذا سيحدث مستقبلا، ولكن المتأكد منه أنه طالما استمرت قناة الروائي، ستشهد دائما تطوير تقني وعلى مستوى المحتوى نفسه أيضا.

وهل أثر انتشار وباء كورونا على القراءة عند المواطن؟
إلى حد ما كان هناك تأثير, وولكن المواطن فى حاجة أكبر لأشياء تخفف عنهم الضغط النفسي والعصبي الكبير الذي واجهناه كلنا الفترة السابقة مثل منصات الأفلام ومواقع التواصل الاجتماعى, وأعتقد أن من لا يحب القراءة في الأساس ويقضي معها أوقاتا ممتعة، صعب أن يلجأ لها في ظل وجود وباء حتى مع توافر الوقت.

كان لك لقاء رائع مع الكاتب الهولندي الشهير “هيرمان كوخ” وتناولتم روايته «العشاء» ما هى كواليس هذا اللقاء؟
بالفعل حلقة هيرمان الهولندى كانت من أروع وأهم الحلقات التي قدمتها بقناة الروائي، كما أن محاورة كاتب أجنبي نجم كـ “هيرمان كوخ” من قبل يوتيوبر مصرى تظل خطوة مهمة ورائدة, حوارا كان رائعا وشاملا، تعلمت منه الكثير، نظرته للحياة، والشهرة، وتصالحه مع نفسه ومعرفة قدره ومكانته بين الناس والنقاد, وانصح الكتاب الشباب مشاهدة هذا اللقاء لأنه يعتبر درس مجانى فى الكتابة والحياة معا.