أقدم عدد من المواطنين فى مدينة طرابلس فى شمال لبنان على إطلاق القنابل المضيئة والرصاص فى الهواء، احتجاجا على التقنين القاسى للتيار الكهربائى والمولدات.
وأفادت قناة «الجديد» اللبنانية أن «عددا من المحتجين عمدوا إلى إطلاق النار والقنابل المضيئة فى الهواء فى عدد من المناطق فى طرابلس حيث يسود الظلام الدامس وانقطاع شبه تام للتيار الكهربائى وتوقف عدد من محطات الإرسال لشبكة (ألفا) للاتصالات وشبكات المياه..
وفى العاصمة بيروت قطع محتجون منطقة جسر الرينج احتجاجا على انقطاع الكهرباء. وفى منطقة الشويفات جنوب بيروت، قطع مواطنون الطريق بالإطارات المشتعلة احتجاجا على الانقطاع المتواصل للتغذية الكهربائية.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعى ألقى ناشطون ومستخدمون اللوم على الإدارة السياسية التى أوصلت البلاد إلى الإفلاس التام والشامل. ويتحدث آخرون عن جلوسهم لساعات فى العتمة وسط حرارة مرتفعة يشهدها لبنان. وتغرق كل المناطق اللبنانية بعتمة شبه شاملة بسبب عدم توافر المازوت وانقطاع خدمة الكهرباء بشكل كلي.
ويسود الغضب كل المناطق اللبنانية، حيث اضطرت العائلات وأصحاب المتاجر إلى إفراغ كل الأغذية المعرضة للتلف من البرادات بعد بسبب انقطاع التيار. ورصدت عدة حالات تسمم بين المواطنين نتيجة انقطاع التيار وتلف المواد التى تحتاج إلى تبريد..
وتأتى هذه التطورات بعد ساعات من تسمية نجيب ميقاتى رئيسا مكلفا بتشكيل الحكومة، وهو ابن مدينة طرابلس وأحد أثرى الشخصيات فى المدينة ولبنان..
وبدأ ميقاتى استشارات مع الكتل النيابية فى خطوة تسبق المفاوضات الصعبة مع الأحزاب السياسية التى وقفت خلال نحو عام عائقاً امام ولادة حكومة جديدة مهمتها إنقاذ البلاد من الانهيار الاقتصادى..
وبعد عام فشلت فيه محاولتان لتأليف حكومة جراء الخلافات السياسية الحادة، كلف الرئيس اللبنانى ميشال عون، أول أمس، ميقاتى (65 عاماً) تشكيل الحكومة، فى مهمة وصفها الرئيس المكلف بـ»الصعبة».
وباشر ميقاتي، الذى ترأس حكومتين فى السابق، استشارات التأليف صباح أمس بلقاء الكتل النيابية كافة.. وتأتى هذه العتمة بعد إطفاء عدة معامل لتوليد الكهرباء لمولداتها بسبب نفاد مادة الفيول وغياب الصيانة. وقرر أصحاب المولدات الخاصة إطفاء مولداتهم بسبب نفاد مادة المازوت واضطرارهم لشراء كميات كبيرة من المازوت بأسعار خيالية من السوق السوداء..
وانقطاع الكهرباء عن بيوت الناس تسبب فى وفاة أكثر من 4 أشخاص قبل أيام بسبب غياب التغذية وعدم قدرة المرضى على التزود بالأوكسجين نتيجة العتمة..
وكان لبنان والعراق قد وقعا على اتفاقية تقضى بشراء مليون طن من زيت الوقود العراقى مقابل حصول العراق على خدمات طبية واستشفائية واستشارية وسلع من لبنان.
