ضيوف الرحمن يستقرون بمنى لقضاء أيام التشريق ورمى الجمرات

خادم الحرمين الشريفين: مراعاة تمثيل شرائح الحجاج المقيمين لجميع الدول الإسلامية

جانب من طواف الحجاج حول الكعبة
جانب من طواف الحجاج حول الكعبة

بدأت جموع الحجاج مع بزوغ فجر اليوم العاشر من شهر ذى الحجة التوافد على صعيد منى، مهللين مكبرين، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، حيث أدوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم باتوا ليلتهم فى «مزدلفة» تحفهم عناية الله تعالى ورعايته، وهم يعيشون الأجواء الإيمانية، وسط منظومة من الإجراءات الصحية والتدابير الوقائية والخدمات المتكاملة التى هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين ليؤدى ضيوف الرحمن مناسكهم بسلام آمنين.

وبعد وصول الحجاج إلى مشعر منى قاموا برمى جمرة العقبة، اتباعًا لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام ويأتى رمى الجمار تذكيراً بعداوة الشيطان الذى اعترض نبى الله إبراهيم عليه السلام فى هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه وبعد أن فرغ الحجاج من رمى جمرة العقبة قاموا بأعمال النحر ثم بحلق رؤوسهم ثم الطواف بالبيت العتيق والسعى بين الصفا والمروة.

ثم توجهت جموع الحجيج الى بيت الله الحرام بمكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة وسط منظومة من الخدمات، والإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المكثفة التى تقدمها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى ضمن خطتها الميدانية والإرشادية والوقائية والفنية والهندسية لضمان سلاسة تفويج الحجاج لأداء نسكهم بيسر وسهولة.

وجندت الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوى كافة الإمكانات والجهود لتوفير سبل الراحة للحجاج الذين وصلوا اليوم لاداء طواف الافاضة مع تطبيق الإجراءات الاحترازية والتباعد الجسدى .

وأوضح مدير الإدارة العامة للحشود والتفويج بالمسجد الحرام المهندس أسامة بن منصور الحجيلى أنه تم التأهب والاستعداد لبدء المرحلة الأولى من تفويج الحجاج لطواف الإفاضة بالمسجد الحرام  بجميع أدوار صحن المطاف والمسعى، وتهيئة مواقع تنظيم الحجاج والتى تتسع لنحو 11 ألف حاج لتنظيم دخولهم لأدوار صحن المطاف بتوسعة الملك فهد وتوسعة الملك عبدالله والتى ستستمرخلال مرحلتين لأمس واليوم .

وقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، كلمة لحجاج بيت الله الحرام والمُرابطين والمرابطات فى مواجهة المخاطر والأزمات والمواطنين والمقيمين وعموم المسلمين فى كل مكان، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، أكد خلالها أن التعاون الإسلامى أثمر فى نجاح إقامة موسم حج هذا العام، من خلال تضامن الدول الإسلامية الشقيقة وتضافر الهيئات الدينية التى دعمت وثمنت الإجراءات التى اتخذتها المملكة فى حج هذا العام، بما يسهم فى حماية حجاج بيت الله الحرام، ويمنع انتشار الوباء وحرصًا من المملكة العربية السعودية على إقامة الركن الخامس من أركان الإسلام فى ظل هذه الجائحة وما استلزمته من إجراءات عديدة، فقد راعت أن تمثل شرائح الحجاج جميع الدول الإسلامية وغيرها من إخواننا وأخواتنا المقيمين على أرض المملكة، لمنح الفرصة لجميع الجنسيات فى الحج، وأداء منسكهم بكل يسر وسهولة وسلامة وأمان. وهنأ خادم الحرمين الشريفين جموع المسلمين بعيد الأضحى المبارك وقال: نحمد الله على ما تكللت به جهود المملكة من نجاح فى الحد من آثار كورونا.

أُهنئكم جميعًا بعيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا جميعًا وعلى وطننا الغالى وأمتنا العربية والإسلامية بالخير والصحة والبركات، سائلاً المولى جلت قُدرته أن يُتم على حجاج بيته الحرام نسكهم ويتقبل دعاءهم ويُعيدهم إلى أهاليهم سالمين غانمين فرحين مستبشرين».

وأضاف: «نحمد الله على ما تكللت به جهود المملكة من نجاح كبير فى الحد من الآثار التى فرضتها جائحة «كورونا» على جميع مناحى الحياة، بما فى ذلك العمل على زيادة المناعة المجتمعية عبر تقديم أكثر من ( 22 ) مليون جرعة من لقاح كورونا للمواطنين والمقيمين.

مما أسهم فى رفع الطاقة التشغيلية للحرمين الشريفين وتمكين قاصديهما من أداء المناسك فى بيئة صحية آمنة. بسلام آمنين». وأشاد بالوعى الكبير لدى قاصدى الحرمين الشريفين فى التزامهم بالإجراءات الاحترازية، وكان من أهم نتائج ذلك أن أكثر من سبعة عشرمليون مستفيد من التطبيقات الحكومية التى أُطلقت خلال الجائحة تمكنوا من أداء مناسك العمرة، والصلاة فى الحرمين، بكل يُسروطمأنينة».

وقال: «لقد كرم الله الإنسان واستخلفه فى عمارة الأرض، وجعل من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس الإنسانية، ونظرًا إلى ما يمُر بهعالمنا اليوم من تفشى الجائحة وتحورها المستمر»، مضيفاً: «وحرصًا منا على سلامة حجاج بيت الله الحرام، وعلى الإسهام فى محاصرة هذا الوباء، ومنع انتشاره فقد اتخذت المملكة مجموعة من الإجراءات التنظيمية والوقائية فى موسم حج هذا العام، وفق ما تقتضيه الضوابط والمعايير الصحية العالمية، وستستمر الجهات الرسمية بالمملكة فى تقييم الأوضاع الصحية، واتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بالحفاظ عليالصحة العامة بعونه تعالى».