أسرار الضباع.. «تسلب المقابر» والإناث تسلم السلطة للابنة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تعتبر الضباع من أكثر الحيوانات المفترسة وينظر لها على أنها مخيفة وتستحق القتل، ففي بعض الثقافات؛ حيث يعتقد أن الضباع تؤثر على أرواح الناس وتسلب المقابر، وتسرق الماشية والأطفال، كما أنها ترتبط بالسحر باستخدام أجزاء الجسم في الطب الإفريقي التقليدي.

 

كما أن حيوانات الضباع تعيش مع باقي أفرادها من القطيع علي هيئه مجموعات يمكن أن يزيد عددها إلى 100، وداخل العشيرة الواحدة تتواجد مراتب وسلطات مثل البشر وتسلسل هرمي تهيمن عليه إناث الضباع.

 

وهذه القبائل «لها سطوة عظيمة في القرى والصحاري المتاخمة للمدن، ولهم سحر غريب يجذب الناس إليهم في الداخل والخارج»، حسب ما نشر علي موقع سكاي نيوز.

 

ومجتمعات الضباع يحكمها الأمهات، بينما درس الباحثون بشكل مكثف التركيب الاجتماعي للضباع والحيوانات الأخرى، ثم بدأ العلماء مؤخراً التحقيق في كيفية ظهور هذا الهيكل الاجتماعي.

 

فالسلطات داخل العشائر يُسيطر عليها مجموعة أسرية مُعينة أيّ أن السلطة تنتقل من الأم إلى الابنة، فلا مجال لتداول السلطة في ذلك المجتمع الوحشي. في دراسة جديدة بقيادة علماء الأحياء في جامعة بنسلفانيا، اعتمدت على 27 عاماً من الملاحظات التفصيلية للسلوك الاجتماعي للضباع التي جمعها باحثون في جامعة ولاية ميشيجان، كُشف الستار عن كيفية ظهور النظام الاجتماعي في ذلك المجتمع.

 

اقرأ أيضًا| 

طبيبة روسية تحذر مرضى القلب من تناول البطيخ (عدد المشاهدات : 765)

 

وتظهر النتائج التي توصل إليها الباحثون أن أشبال الضباع ترث الشبكات الاجتماعية لأمهاتهم، لذا فإن روابطهم الاجتماعية تشبه روابط أمهم.

 

ومع ذلك، فإن نسل الأفراد ذوي الرتب الأعلى يكررون بشكل متطابق تفاعلات أمهاتهم، وينتهي بهم الأمر بشبكات اجتماعية تشبه إلى حد كبير أمهاتهم أكثر من ذرية الإناث التي تحتل مرتبة أدنى في السلم الاجتماعي للعشيرة.

 

 وهذا يعني ببساطة أن السلطة تنتقل من الأم للابنة بمساعدة الشبكة الاجتماعية التي تُشبه الحاشية. وأن الميراث الاجتماعي يُحدد الرتبة. وأن هناك قواعد شديدة الصرامة حول المكان الذي تجلس فيه في التسلسل الهرمي إذا ما كنت ضبعاً.

 

ةتقول الدراسة إن الأفراد الذين ولدوا في مرتبة أعلى يظلون في تلك المرتبة عن طريق وراثة حاشية أمهاتهم، ففي ذلك المجتمع لا مجال للترقي، ولا لتداول السلطة.

 

وفي الدراسة المنشورة في دورية العلوم، سعى الفريق لفهم تعقيدات الميراث الاجتماعي في الضباع بشكل أفضل، حيث كانوا محظوظين لأن لديهم مجموعة بيانات قوية تم جمعها من قبل العديد من الباحثين، فقاموا بتحليل تلك المعلومات والبيانات بدقة للوصول إلى استنتاجات حول تكوين السلطات في مجتمعات الضباع.

 

ولاحظ الباحثون أن شبكات علاقات الأمهات وأبنائهن متشابهة تماماً فأشبالهم يلتصقون بأمهاتهم في أول عامين من حياتهم، لكن، ومع توقف الصغار عن قضاء الكثير من الوقت على مقربة من أمهاتهم، فإنهم ما زالوا يتمتعون بشبكات مماثلة تماماً، خاصة بالنسبة للأبناء الإناث اللائي يظلن عموماً أعضاء في العشيرة مدى الحياة.

 

وقال الباحثون إن طباع الضباع لا تختلف كثيرًا عن البشر فمثل هذه الأشياء تحدث في المجتمع البشري أيضا فنحن نرث الروابط الاجتماعية وهذا له تأثير كبير علي حياه الناس.

 

أما في نسل الأمهات الأقل مرتبة، فقد كان الحفاظ على الشبكات الاجتماعية أقل بكثير. وذلك الأمر من الممكن تفسيره كمحاولة الأشبال التعويض عن أصولهم المتدنية من خلال الارتباط بمجموعة أكبر من الأفراد.

 

كما كشفت الدراسة أن الأشبال من ذوي المرتبة الأقل يواجهون صعوبات جمة في الوصول للسلطة؛ فالإناث ذوات الرتب المنخفضة تميل إلى الانطلاق بمفردهن في كثير من الأحيان لتجنب المنافسة مع الضباع ذات الرتب الأعلى، وبالتالي فإن أشبالهم لديهم قدر أقل من التعلم من الأشبال من الإناث عالية الرتب.