«اللقمة» بتحلى مع «اللمة»

«اللقمة» بتحلو مع «اللمة»
«اللقمة» بتحلو مع «اللمة»

عمر يوسف

«محلاها اللقمة وسط الحضرة واللمة مع الأصحاب والأحباب.. أوقات مش بتتعوض ولحظات لا تنسى».. فبعد يوم شاق من العمل يتجمع سامح وأصدقاؤه ليتناولوا الإفطار معها ويسنون هموم الحياة على نغمات الأغانى والشاي بالنعناع.


ففى تمام الساعة العاشرة قبل أن تتربع الشمس وسط السماء، يتوجه سامح إلى مزرعته، ذلك المكان الذى يجد فيه الراحة والهدوء، يسبقه شجنه للقاء اصدقائه وأحبائه الذى أعتاد دائمًا على لقائهم فى هذا اليوم، ليتناسوا معًا أعباءهم ويضعون أمور الحياة خلف ظهورهم،  ويستمتعون بدفء اللقاء، ثم يبدأون فى إعداد الإفطار لتحلو «اللقمة» وسط «اللمة».

ويحضر سامح الجبن الأبيض والزبد، وطبق عسل النحل الذى يسيل له لعاب كل من يراه، بيما يسرع ياسر إلى إحضار البوص والحطب لإشعال نار «الكانون» لتسوية الفول والبيض وتسخين الفطير المشلتت، وبعد ذلك الشاى بالنعناع، بينما يذهب هانى لقطف الجرجير والخس، الذى لابد منهما بجوار الجبن الأبيض والحادق.

لكل من سامح وأصدقائه حياتهم الخاصة ووضعهم الاجتماعى المرموق، ولكن السعادة الحقيقة لا يجدونها سوى فى تلك البساطة، واللقمة التى يكون لها مذاق خاص وسط لمة الصحاب، التى يقطعها الكثير من النكات المضحكة، والتعليقات الساخرة من كل طرف.. والأهم من هذا وذاك، منظر الطبيعة الخلابة التى تحيط بهم من كل الجهات، فعن يمينهم عيدان الذرة تتمايل يمينًا ويسارًا وكأنها تتراقص على ألحان الناى، وعن يسارهم أشجار المانجو تتبسم ضاحكة لنكاتهم وثمراتها الناضجة تزين جميع الفروع.

وفى أحضان سامح يجلس طفله، ليكون شاهدًا على ميثاق الصداقة الموقع بمداد السعادة والفرحة، ثم لا يسلم من قبلات أصدقاء والده، وتسابقهم فى إطعامه، حتى تمكث تلك الذكرى فى عقله الصغير طوال العمر، ليحرص على تنفيذها مع أصدقائه عندما يدركه الشباب.