حكايات الحوادث| عاش مع مطلقته 17 عاما في بيت واحد.. ورفض الاعتراف بأولاده

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

لم تكن تدري الزوجة وهي تحمل رضيعها الصغير، أمام هيئة محكمة الأحوال الشخصية تطالب بالنفقة من زوجها الذي هجرها، ولم تكن تدري أيضا أن الغدر، يخفي لها مفاجأة عصفت بحياتها، وكادت أن تذهب بعقلها، وتقع على الأرض مغشيا عليها.

عندما وقعت المفاجأة على رأسها كالصاعقة، حيث كان رد الزوج على دعوى النفقة بأنها ليست زوجته، وأنه قام بتطليقها منذ 17 عاما، أي بعد زواجهما بعام واحد، وكيف يكون أبا لنصف دستة أولاد آخرهم الرضيع الصغير.

اقرأ ايضا| حكايات الحوادث| مأساة عروس.. زوجي اختفى ليلة الزفاف

صرخت الزوجة من هول المفاجأة، عندما تقدم الزوج بقسيمة طلاقها، ويردد لقد طلقتها منذ 17 عاما، كما هو ثابت في الوثيقة، وإعلامها على عنوان منزل الزوجية، ومنذ ذلك اليوم لم أر وجهها.

وهدأ محامي الزوجة من روعها، وتقدم ببطلان هذا الطلاق الذي أوقعه الزوج غيابيا، دون علمها، وأخفاه، وكان يتردد عليها ويعيش معها تحت سقف واحد، ويعاشرها طيلة هذه السنين، لكنه هجرها عندما حملت في الطفل السادس، وتركها مع أطفالها دون نفقة أو مال، مما دفعها إلى مطالبته بأجر قوتها هي، وأطفالها، وليس لها سند أو معين في الحياة غيره.

وبصوت واهن تخنقه الدموع، قالت: كنت طالبة بالثانوية العامة، لم يتجاوز عمري السادسة عشر، وهو كان صاحب محل للأدوات الصحية أسفل العمارة التي كنت أقيم فيها مع خالتي، وزوجها بعدما توفي أبي ولحقت به أمي، وأنا طفلة صغيرة، وعشت محرومة من الحنان ورعاية الأبوين، وتعلق به قلبي، واعترف لي بأنه ببادلني الحب، وعرف ظروف حياتي جميعها، وتقدم للزواج مني، ليعوضني عن الحرمان، وعندما أبديت رغبتي في أن أكمل دراستي للالتحاق بالجامعة، اعترض زوج خالتي، الذي كان يريد التخلص مني، وهمست لي حالتي في أذني قائلة: يابنتي البنت مالهاش غير بيت العدل، والشاب كسيب ومقتدر، وعايز يتجوزك.

ووافقت على الفور معتقدة بإنني سوف أهرب من حياة المعاناة، والحرمان وانتقلت إلى عش الزوجية، وكنت له الزوجة والخادمة وهو السيد المطاع، وأفنيت عمري في خدمته ورعايته، وتلبية أوامره.

وبصوت متهدج أكملت قائلة: كان لي ميراث عن أبي وأمي، وهو منزلا قد تركاه لي، وطلب مني أن أعطيه توكيلا ليقوم بتحصيل إيراد المنزل، لكنه كان قد تصرف فيه بالبيع، وكبرت تجارته، وعمل بالمقاولات لبناء العمارات، وبعد ذلك بدأت ألحظ بأن معاملته لي وللأولاد قد تغيرت، لكنني كنت راضية وقانعة، وسعيدة بأطفالي الذين عوضوني عن الحرمان وعشت حياتي في رعايتهم، وكان يغيب بالأيام بحجة انشغاله بالعمل، ومشروعاته، ومنذ أكثر من عام وأنا حامل في هذا الصغير الذي أحمله، ثار في وجهي واتهمني بأنني أرنبة كثيرة الإنجاب.

وترك البيت، واختفى، ولم يترك لنا مانقتات به، ونواجه به مطالب حياتنا، مما دفعني إلى مطالبته بالإنفاق علينا، وأصر الزوج أمام المحكمة بأن المدعية ليست زوجته، بينما كان يقف خلفها أبناءه ال٥، الذين كانت تعلو وجوههم علامات الدهشة من تصرف الأب الذين كان يقوم بشراء كل احتياجاتهم، وسداد مصروفاتهم المدرسية، ولماذا ينكر اليوم بأنهم ابنائه.

عاد القاضي يسأل الزوج، ألا مازلت مصرا على أنهم ليسوا أولادك، ويردد الزوج في عناد، وهدوء، لا هي زوجتي، ولا هم أولادي.

استمعت المحكمة إلى شهود الزوجة من جيرانها، الذين اجتمعت شهادتهم جميعا بأنهم لا يعرفون زوجا، ولا أبا لأطفالها سواه، وأنها لم تتزوج من غيره، غير علمه بميلاد كل طفل منهم، وكان يتلقى التهاني من الجيران.

وجاء حكم محكمة الأحوال الشخصية بالقاهرة، بثبوت نسب الأطفال الـ6، وبصحة الزوجية بينهما ومنذ احتال الزوج، وطلقها وأخفى طلاقه عنها، والثابت من الأوراق جهل الزوجة بهذا الطلاق الغيابي، الذي أخفاه الزوج، وتلاعب في عنوان مسكنها،وأعلنها به في مكان آخر، ويطمئن وجدان المحكمة وضميرها، إلى إشارة الرضيع ابن العام ونصف إليه وقوله، بابا، بابا اهوه، وليس بعد براءة الطفولة دليل قاطع.

ومن وثم فإن عشرتها له عشرة زوجية صحيحة نتج عنها أولاده الشرعيين، ويتعين ثبوت نسبتهم إليه، والحكم لهم وللأم بنفقة شهرية 5 آلاف جنيه.