أكاذيب إثيوبية حول النيل

أكاذيب إثيوبية حول النيل .. فضح خدعة توليد الكهرباء

سد النهضة
سد النهضة

الحقيقة: إنشاءات السد 3 أضعاف المطلوب لتوليد الطاقة وهدفه الأكبر تخزين المياه

 

في مقدمة الأكاذيب التى يرددها الخطاب الإثيوبي، الزعم بأن سد النهضة هدفه توليد الكهرباء فقط، على الرغم من اتفاق معظم خبراء السدود على أن تلك النوعية من السدود لا تستوجب حجز كميات هائلة من المياه خلفها مثلما سيحدث فى حالة سد النهضة (أكثر من 74 مليار متر مكعب)، وبالتالى فإن الهدف يبدو أكبر وأخطر من مجرد توليد الطاقة.


وقد أوضحت دراسة للدكتور عدلى سعداوي، العميد السابق لمعهد البحوث والدراسات الاستراتيجية لدول حوض النيل جامعة الفيوم، وعضو المجلس العربى للمياه، نتائج العديد من السيناريوهات التى تمت دراستها تحت كافة الظروف المحيطة، واعتمادا على بيانات السلاسل الزمنية للتصرفات التاريخية للنيل الأزرق على مدى يقرب من 100 عام، واستخدام طريقة المتوسط الحسابى المتحرك فى تقدير الفترات الزمنية الممثلة للتصرفات الطبيعية التى تناسب كل سيناريو من السيناريوهات المطروحة والتى تعدى عددها 95 سيناريو، أن مخزون السد العالى سيعانى نقصا شديداً أثناء ملء وتشغيل سد النهضة مما سيؤثر بداية على توليد الكهرباء من السد العالي.


وتقدر قيمة الخسائر فى مجمل المحاصيل الحقلية بنحو 28 مليار جنيه سنويا خلال فترة الملء، وستصل قيمة الخسائر فى المحاصيل المعمرة إلى نحو 3.6 مليار جنيه سنويا، وفى محاصيل الخضر ستصل الخسائر إلى نحو 6.1 مليار جنيه سنويا، وفى محاصيل الفاكهة ستصل الخسائر إلى نحو 6.1 مليار جنيه سنويا، وبالتالى فإن إجمالى خسائر الإنتاج النباتى ستصل إلى نحو 43.8 مليار جنيه سنويا خلال فترة الملء.


بينما تقدر خسائر الإنتاج الحيوانى والسمكى بنحو 9.8 مليار جنيه سنوياً، كما تقدر خسائر التجارة الخارجية نتيجة زيادة الواردات ونقص الصادرات بنحو 97.8 مليار جنيه سنوياً، وبهذا يبلغ إجمالى الخسائر المصرية المباشرة فى الزراعة فقط نحو 151 مليار جنيه سنويا خلال فترة الملء. وإضافة إلى هذه الخسائر السنوية المباشرة، فإن الآثار المرتبطة بتدهور نوعية المياه والآثار البيئية الناتجة عن تملح وتصحر الأراضى وخسائر الصناعات المرتبطة بالإنتاج الزراعى تقدر قيمتها بنحو 80 مليار جنيه سنوياً، فضلاً عن المشاكل التى ستنشأ عن البطالة التى تترتب على النقص فى تلك الأنشطة والتى فى مجملها قد ترفع الخسائر إلى أضعاف تلك المقدرة.


يضاف إلى ذلك مخاطر تتعلق بالسلامة الإنشائية للسد، فبحسب دراسة للعالم الأمريكى «أصفو بييني» أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة سانتياجو بولاية كاليفورنيا فإن سعة بحيرة السد وحجمه مبالغ فيهما بما لا يقل عن 300%، وأنه ينبغى تقليص حجم السد إلى ثلث حجمه الحالى حتى يكون آمنا، وأن التخزين الأمثل له يجب ألا يتجاوز 14.5 مليار متر مكعب، خاصة أن السد مقام فى منطقة خطرة، وهى منطقة زلزالية وتاريخها يشير إلى ذلك بوضوح، وشكك «بييني» فى مدى تحمل السد للفيضانات الجارفة التى تتكرر سبع مرات كل 20 عاما، وأن مثل هذه الفيضانات يمكن أن تطيح بالسد نفسه لتعيش السودان ومصر مأساة حقيقية.. هذه المأساة يفصلها د. مغاورى دياب أستاذ الجيولوجيا بجامعة المنوفية بتأكيده أنه إذا انهار سد النهضة فسوف تكون آثاره كارثية حيث سيغرق ويدمر منطقة الجزيرة فى السودان بالكامل، ومدينة الخرطوم، وسيحدث هدم كامل لسدود الروصيرص وسنار ومُروى بالسودان، وسوف يؤدى اندفاع المياه مباشرة إلى السد العالى وربما «لا قدر الله» تدميره، ومعنى ذلك إفناء الحياة بشكل شبه كامل فى دولتى المصب.


بينما يحذر د. عباس شراقى الأستاذ بقسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، فى دراسة مهمة بعنوان « تداعيات سد النهضة الإثيوبى على الأمن المائى المصرى»، من زيادة فرص تعرض السد للانهيار نتيجة العوامل الجيولوجية وسرعة اندفاع مياه النيل الأزرق والتى تصل فى بعض أيام أغسطس إلى ما يزيد على نصف مليار متر مكعب يوميا، وباندفاع من ارتفاع يزيد على 2000 م  إلى ارتفاع نحو  600 م عند السد، وإذا حدث ذلك فإن الضرر الأكبر سوف يلحق بالقرى والمدن السودانية خاصة الخرطوم التى قد تجرفها المياه.