عاجل

في ذكرى وفاته.. «CNN» تصف محمود رضا بأحد أهم المبدعين في الفن

محمود رضا
محمود رضا

 تحل علينا اليوم الذكرى الأولى لرحيل الفنان الكبير محمود رضا عن دنيانا عن عمر يناهز التسعين عاما بعد رحلة حياة طويلة مليئة بالكفاح والعمل والجهد والعطاء والتفاعل الخلاق مع البشر من حوله، داخل مصر وخارجها، رحلة امتزج فيها الفن بالثقافة وبالعمل العام، كما جمعت بين التألق على الأصعدة المحلية والوطنية من جهة، وبين التميز والحصول على التقدير والإشادة والتكريم على المستويات الإقليمية والعالمية من جهة أخرى.
 

 

اقرأ أيضًا |  أفلام صورت معاناة الثانوية العامة في البيوت المصرية

 

ولد محمود رضا في القاهرة عام 1931، وتخرج في كلية التجارة جامعة القاهرة عام 1954، وعمل راقصًا في الأفلام قبل أن يؤسس مع شقيقه علي رضا وزوجة أخيه فريدة فهمي "فرقة رضا للفنون الشعبية".

 

فكر رضا في تأسيس أول فرقة خاصة للفنون الشعبية بالاشتراك مع الراقص الأول والمصمم والمؤلف الموسيقي شقيقه علي رضا، والراقصة الأولى للفرقة فريدة فهمي بعد الرحيل المفاجئ للراقصة المصرية، نعيمة عاكف، التي وصفها محمود رضا في برنامج "واحد من الناس" أنها الراقصة الأعظم.

 

اعتبرت "فرقة رضا" للفنون الشعبية علامة في فن الرقص في مصر والمنطقة العربية، إذ أسست للرقص الحديث والرقص التعبيري والاستعراضي في مصر، وقامت الفرقة بجولات شهيرة في أنحاء مصر لجمع مختلف رقصات التراث المصري الشعبية، سواء في الريف، في الوجه البحري والصعيد، أو في الصحراء الغربية وسيناء والمناطق الشعبية والمدن الساحلية، حيث لعبت دورا هاما في حفظ رقصات الشعب المصري وإحيائها.

 

قدمت الفرقة 3 أفلام استعراضية هي "غرام في الكرنك" و"إجازة نص السنة" و"حرامي الورقة"، وقدمت من خلال تلك الأفلام عددًا كبيرًا من الرقصات المصرية الفريدة من مختلف أنحاء مصر.

 

كما قدمت الفرقة رقصاتها التي عبرت عن القضايا الهامة التي مر بها المجتمع المصري في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، فقدمت رقصاتها الاحتفالية بقانون الإصلاح الزراعي، وببناء السد العالي وبتأميم قناة السويس، فحولت رقصاتها إلى حالة احتفالية شعبية، وانتقل الرقص الحديث عبر فرقة رضا للفنون الشعبية إلى فن للشعب وإلى ذاكرة شعبية ضخمة حفظت ليس الأحداث والتواريخ وفقط، ولكنها تمكنت من حفظ المشاعر وتوثيقها أيضا.

 

اعتبر الناقد الفني، طارق الشناوي  أن "فرقة رضا" التي أسسها محمود رضا بحق ذاكرة للأمة المصرية، وتابع: "فهي التي وثقت فن الرقص في أنحاء مصر، واحتفظت برقصات من الريف والحضر والصحراء والسواحل كان يمكن أن تذهب طي النسيان، ووثقت أيضا التواريخ والأحداث المهمة في مصر، والأفلام الثلاثة التي قدمتها الفرقة تحولت إلى معجم للرقصات المصرية حفظها من الزوال، الفلكلور المصري كان سيخسر كثيرا لولا فرقة رضا التي أسسها محمود رضا، والتي استمرت تحمل اسمه حتى بعد تأميمها في الستينيات".

 

قال الإعلامي المصري، عمرو الليثي، إن شبكة "سي إن إن" الأمريكية وصفت محمود رضا بأحد أهم المبدعين في الفن المصري، وشبهته بالراقص الأمريكي الشهير، جين كلي.