كتب :محمد كمال
إذا أقيم استفتاء سواء جماهيري أو نقدي حول أفضل 5 ممثلاث من الجيل الذي ظهر بعد الحراك السينمائي الذي أحدثه فيلم «صعيدي في الجامعة الأمريكية» بداية الألفية الجديدة، ستكون منة شلبي أساسية في 99 % من الأراء، فهي ممثلة موهوبة جدا قادتها تلك الموهبة لتكون إحدى أهم نجمات الجيل الحالي، لفتت الأنظار منذ ظهورها الأول مع «الساحر» محمود عبد العزيز، حيث وجد المخرج الراحل رضوان الكاشف ضالته فيها، وهي ممثلة نجحت في جذب المخرجين الكبار لها، لتكون بطلة لأعمالهم، مثل الراحل يوسف شاهين والراحل محمد خان ويسري نصر الله والراحل أسامة فوزي ومجدي أبو عميرة ومحمد فاضل، وهي ممثلة جمعت بين التواجد القوي في الأفلام التجارية والأفلام التي تحمل اللغة السينمائية، وممثلة أيضا مزجت بين التألق سواء في أفلام البطولة الذكورية التي تكون فيه البطلة مجرد سنيد للبطل، لكن منة من القلائل اللاتي لم يستسلمن لهذا الأمر، وحتى أثناء وجودها في كنف البطل الرجل، لكنها كانت تفرض تواجدها بموهبتها وأدائها والإضافات التي تقدمها على أدوارها، وتألقت منة أكثر في أفلام البطولة النسائية، فهي من الممثلات اللاتي لديهن رصيد كبير في هذه النوعية من الأفلام، لم تخشى منة التواجد أو الوقوف أمام أي ممثل أو ممثلة مهما بلغت نجوميتهم أو قدرتهم التمثيلية، لأن حضورها كان يتخطى الجميع.. فهي بالفعل تستحق عن جدارة لقب «نجمة هذا الجيل»، وأكثر الممثلات موهبة، وتستحق الحصول على جائزة «فاتن حمامة للتمييز» التي أهديت لها من قبل مهرجان القاهرة السينمائي الدولى في دورته العام الماضي، فإذا كانت فاتن حمامة «سيدة الشاشة العربية»، فمنة شلبي «سيدة هذا الجيل».
بدأت منة مسيرتها الفنية منذ العام الأول في الألفية الجديدة وتحديدا عام 2000 عندما شاركت بدور صغير في مسلسل «سلمى يا سلامة» مع المخرج أحمد النحاس، لكن الإنطلاقة الأولى لها كانت عام 2001 عندما شاركت في بطولة فيلم «الساحر» للمخرج الراحل رضوان الكاشف، الذي اختارها لتقدم دور كبير بجانب النجم الراحل محمود عبد العزيز، وقدمت منة دور «نور» أبنة «الساحر منصور بهجت»، وهذا الدور اختصر لمنة المسافات كثيرا، حيث حصلت على إشادات كبيرة من خلال النقاد، وكان من أهمها الإشادة التي قدمها الفنان الراحل أحمد زكي بأدائها، وقدمت منة في هذا الفيلم أداءً مذهلا جعل الجمهور يشعر أنه أمام فنانة كبيرة تمتلك خبرات طويلة وليست ممثلة شابة تقدم أول أدوارها، خاصة في ظل صعوبة وجرأة الدور الذي قدمته، وفي نفس العام قدمت منة دورين آخرين، الأول دور صغير في فيلم «العاصفة» مع المخرج خالد يوسف، ودور أكبر نسبيا خلال مسلسل «حديث الصباح والمساء» مع المخرج أحمد صقر، وهو العمل المأخوذ عن رواية تحمل نفس الأسم للأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ، وكتب لها السيناريو والحوار الراحل محسن زايد، وقدمت منة في هذا المسلسل دور «شاكيرا».
أحلى الأوقات
في عام 2002 بدأت منة تضع نفسها كأحد الممثلات الشابات القادمات بقوة، وقدمت في هذا العام دور آخر أحدث نقلة نوعية لها، خاصة أنه في مسلسل من بطولة يسرا، أكثر النجمات مشاهدة في ذلك التوقيت، من خلال مسلسل «أين قلبي» مع المخرج مجدي أبوعميرة، وفي نفس العام شاركت في مسلسل «لدواعي أمنية» مع المخرج محمد فاضل، والذي قام ببطولته النجم الراحل كمال الشناوي، وفي عام 2003 بدأت منة انطلاقتها خلال السينما التجارية بالمشاركة في أعمال تعتمد على البطولة الجماعية، حيث قدمت 3 أفلام، في مقدمتهم «كلم ماما» مع المخرج أحمد عواض، وشاركت في بطولته مع عبلة كامل ومي عز الدين ومها أحمد، و»فيلم هندي» للمخرج منير راضي، مع أحمد آدم وصلاح عبدالله ورشا مجدي، و»أوعى وشك» للمخرج سعيد حامد، مع أحمد رزق وأحمد عيد وحنان مطاوع، وفي هذا العام أيضا قدمت مسلسل إذاعي يحمل اسم «شيرويت على الإنترنت» مع هاني رمزي وأحمد راتب وتأليف وإخراج عبد المقصود محمد.
شهد عام 2004 تقديم منة للبطولة المطلقة الأولى من خلال مشاركتها مع أحمد عز في فيلم «شباب تيك أواي» إخراج سعيد مرزوق، ثم تأتي مشاركتها في البطولة الجماعية لفيلم «أحلى الأوقات» مع حنان ترك والتونسية هند صبري وتأليف وإخراج هالة خليل، وهو فيلم نسائي بالدرجة الأولى، ويعتبر من أكثر الأفلام التي أعتمد على البطولة النسائية حصولا على النجاح الجماهيري، وفي نفس العام شاركت في تحفة الراحل أسامة فوزي والمؤلف هاني فوزي، «بحب السيما»، مع محمود حميدة وليلى علوي والطفل يوسف عثمان.
بدأت موهبة منة في فرض نفسها أكثر، فقدمت عام 2005 ستة أفلام، وهو أكثر الأعوام رواجا بالنسبة لها، منهم فيلمان مع المخرج خالد يوسف، الأول «أنت عمري» مع هاني سلامة ونيللي كريم، والثاني «ويجا» مع هاني سلامة وشريف منير والتونسية هند صبري، وفي هذا العام جاءت الفرصة لمنة لتكون أحدث بطلات أفلام المخرج الراحل الكبير محمد خان، من خلال دورها في فيلم «بنات وسط البلد» مع التونسية هند صبري وخالد أبو النجا ومحمد نجاتي، وفي نفس العام قدمت فيلم «أحلام عمرنا» مع المخرج عثمان أبو لبن، وشارك في بطولته منى زكي ومصطفى شعبان ورامز جلال، وفيلم «الحياة منتهى اللذة» أمام المطرب اللبناني يوري مرقدي وإخراج منال الصيفي.
بحلول عام 2006 أصبحت منة أهم نجمات السينما الشبابية في نوعية أفلام الـ»لايت كوميدي»، حيث قدمت في هذا العام 3 أفلام، منهم أثنين مع كريم عبد العزيز والمخرج أحمد نادر جلال والمؤلف بلال فضل، وهما «واحد من الناس» و»في محطة مصر»، ومع أحمد السقا قدمت فيلم «عن العشق والهوى» للمخرجة كاملة أبو ذكري، وشهد الفيلم تخمة من النجوم بجانب السقا ومنة، وهم منى زكي وخالد صالح وغادة عبد الرازق وطارق لطفي وبشرى ومجدي كامل، في الفيلم الذي كتبه تامر حبيب، وفي هذا العام أيضا عادت منة لشاشة التليفزيون مرة أخرى بعد غياب 4 أعوام من خلال مسلسل «سكة الهلالي» مع النجم الكبير يحيى الفخراني وإخراج محمد فاضل، وظهرت منة أيضا كضيف شرف في فيلم «لعبة الحب» الذي قام ببطولته خالد أبو النجا والتونسية هند صبري وبسمة، حيث شاركت في مشهد واحد مع السيناريست تامر حبيب، والفيلم تأليف أحمد الناصر وسامي حسام وإخراج محمد علي.
حرب الجواسيس
في عام 2007 قدمت منة 3 أفلام، الأول «هي فوضى» للمخرج الراحل الكبير يوسف شاهين، ومع الراحل خالد صالح، وفيلم «كده رضا» أمام أحمد حلمي وخالد الصاوي وإخراج أحمد نادر جلال، والفيلم الثالث «الأولة في الغرام» للمخرج محمد علي وشارك في بطولته هاني سلامة والتونسية درة وجميل راتب، وفي هذا العام أيضا ظهرت منة كضيف شرف في حلقات السيت كوم «تامر وشوقية»، وفي عام 2009 قدمت منة فيلما واحدا هو «آسف على الإزعاج» مع أحمد حلمي وإخراج خالد مرعي، ويبدو أن النجاح الكبير الذي حققه هذا الفيلم وقت عرضه جعلها تكتفي بتقديم عملا واحدا طوال نفس العام.
قدمت منة بطولاتها التليفزيونية المطلقة الأولى عام 2009 من خلال شخصية «سامية فهمي» في مسلسل «حرب الجواسيس»، والعمل مأخوذ من ملفات المخابرات العامة المصرية، وكتب له السيناريو والحوار بشير الديك، وأخرجه نادر جلال، وشارك في البطولة هشام سليم وشريف سلامة والسوري باسم ياخور، وفي نفس العام قدمت فيلم «بدل فاقد» مع أحمد عز ومحمد لطفي وإخراج أحمد علاء، وقدمت أيضا مسلسل إذاعي مع أحمد السقا وإداوارد تحت أسم «من قتل تامر وزة» للمخرج حسن إبراهيم.
عام 2010 قدمت منة فيلما واحدا فقط هو «نور عيني» مع تامر حسني وإخراج وائل إحسان، بالإضافة إلى مسلسلين إذاعيين، هما «شغل عفاريت» مع حمادة هلال وإخراج حسن إبراهيم، و»حبيبتي آخر حاجة» مع فتحي عبد الوهاب وعبير صبري وإخراج إسلام محفوظ، وشاركت أيضا في هذا العام كضيف شرف في الجزء الأول من مسلسل «الجماعة» للكاتب الراحل الكبير وحيد حامد وإخراج محمد ياسين.
عادت منة عام 2011 لنشاطها السينمائي من خلال مشاركتها في بطولة فيلمين، الأول «بيبو وبشير» مع آسر ياسين ومحمد ممدوح وإخراج مريم أبو عوف، والثاني «إذاعة حب» مع شريف سلامة ويسرا اللوزي وإدوارد وإخراج أحمد سمير فرج، وفي هذا العام تواجدت كضيف شرف في فيلم «ميكروفون» مع المخرج أحمد عبدالله، وفي عام 2012 قدمت منة فيلما وحيدا هو «بعد الموقعة» للمخرج الكبير يسري نصر الله، والذي شارك في مهرجان «كان» السينمائي في نفس العام، وفي العديد من المهرجانات الدولية، وتواجدت أيضا كضيف شرف في فيلم «حلم عزيز» مع أحمد عز وشريف منير وإخراج عمرو عرفة، وعام 2013 قدمت منة مسلسلا تليفزيونيا واحدا فقط هو «نيران صديقة»، والذي يعتبر من المسلسلات التي حققت نجاحا جماهيريا كبيرا للمؤلف محمد أمين راضي، والمخرج خالد مرعي، وشارك في بطولته رانيا يوسف والتونسي ظافر العابدين وعمرو يوسف ، ابتعدت منة عن العمل لمدة عامين، ثم عادت عام 2015 لتشارك في عملين، الأول مسلسل «حارة اليهود» مع الأردني إياد نصار والمخرج محمد العدل، والثاني فيلم «نوارة» تأليف وإخراج هالة خليل، وفي عام 2016 قدمت تجربتها السينمائية الثانية مع المخرج يسري نصر الله من خلال فيلم «الماء والخضرة والوجه الحسن»، والذي شارك في بطولته ليلى علوي وباسم سمرة وأحمد داوود، وفي عام 2017 قدمت 3 أعمال، الأول مسلسل «واحة الغروب» المأخوذ عن رواية الأديب الكبير بهاء طاهر وكتب السيناريو والحوار مريم نعوم وأخرجته كاملة أبو ذكري، والثاني فيلم «الأصليين» الذي شاركت في بطولته مع ماجد الكدواني وخالد الصاوي ومحمد ممدوح وتأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد، أما العمل الثالث فهو الفيلم القصير «شوكة وسكينة» تأليف وإخراج آدم عبد الغفار، وشاركها البطولة الأردني إياد نصار وآسر ياسين.
فى كل أسبوع يوم جمعة
عام 2019 عادت منة للتعاون من جديد مع الثنائي أحمد مراد ومروان حامد من خلال فيلم «تراب الماس»، الذي شارك في بطولته آسر ياسين وماجد الكدواني والأردني إياد نصار، وفي عام 2019 قدمت فيلم «خيال المآتة» مع أحمد حلمي وخالد الصاوي وبيومي فؤاد وإخراج خالد مرعي، وقدمت أيضا المسلسل الإذاعي «سعيدة مش سعيدة» تأليف مدحت العدل وإخراج هشام هلال.
في بداية العام الماضي قدمت منة تجربة تليفزيونية حملت معها الريادة والسبق في تقديم هذه النوعية التي تعتمد على أمرين، الأول قصر عدد الحلقات، والثاني عدم العرض اليومي، وهو مسلسل «في كل أسبوع يوم جمعة»، الذي أنتج خصيصا للعرض على إحدى المنصات الإلكترونية، وشارك في بطولته آسر ياسين وأحمد خالد صالح، وهو مأخوذ عن رواية للكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، وكتب السيناريو والحوار إياد إبراهيم، والإخراج لمحمد شاكر خضير، وفي نفس العام شاركت منة في مسلسل آخر صنع خصيصا للعرض على المنصات الإلكترونية، وهو «نمرة أثنين»، وهو أيضا من أوائل المسلسلات القصيرة ذات الحلقات المنفصلة المتصلة الذي يحتوي على حكايات قصيرة مختلفة، وقدمت منة حكاية تحمل اسم «أول إمبارح»، تأليف مريم نعوم وإخراج محمد شاكر خضير، أما آخر الأعمال التي عرضت لمنة خلال هذا العام، هو الجزء الثاني من مسلسل «ليه لأ» للكاتبة مريم نعوم والمخرجة مريم أبو عوف، وتنتظر منة أيضا عرض أحدث أفلامها «النمس والأنس» الذي تشارك من خلاله للمرة الأولى في البطولة مع محمد هنيدي، وأيضا للمرة الأولى مع المخرج الكبير شريف عرفة، والفيلم تأليف كريم حسن بشير.