كل سبت

لا غنى عن واشنطن

محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب

طوال اكثر من ثلاثة عقود وامريكا تنفرد بدور شرطى العالم والقوى العظمى الوحيدة منذ انهيار الاتحاد السوفيتى عام 1991 من واشنطن تبدأ الازمات وعلى ابواب البيت الابيض ومن داخل المكتب البيضاوى تنتهى قضايا او تدخل الثلاجة شأنها شأن القضية الفلسطينية والسورية والليبية وقضايا اخرى عديدة.
حتى مع إنشاء الامم المتحدة عام 1945 عقب نهاية الحرب العالمية الثانية اصبح الفيتو الامريكى هو الاقوى والحاسم رغم امتلاك 4 دول اخرى هى انجلترا والصين وروسيا وفرنسا لحق الاعتراض»الفيتو»لكن يظل العالم معلقاً بموقف المندوب الامريكى بالامم المتحدة فى كل القضايا والخلافات نعلم ان العلاقات الدولية قائمة على المصالح والمصالح المتبادلة وكل دولة تحرك سياساتها من تحققه من منافع لكن صار العم سام كحاكم للعالم تعلق به مصائر الشعوب وتنتهى عنده الفتن وكثيرا ما تزداد وتشتعل وفقا للمخططات الامريكية.
نجحت واشنطن فى تفكيك الاتحاد السوفيتى ودمرت مقدرات العراق صاحب رابع اقوى جيش فى العالم فى التسعينيات وعاش ومازال بلاد الرافدين غارقا فى فوضى وعدم استقرار منذ الاطاحة بصدام حسين 2003 وحاربت دول كثيرة بحجة حقوق الانسان وامتلاك او السعى لامتلاك السلاح النووى فى الوقت الذى تغض فيه واشنطن الطرف عن جرائم اسرائيل فى فلسطين وتقف بقوة ضد اى قرار يدين تل ابيب.
العالم فقد الثقة فى امريكا كقوة عظمى نزيهة تتشدق بحقوق الانسان والحريات التى لا تعترف بها للمواطنين السود وعددهم يتجاوز 40مليون امريكى وتحارب الدول الصغرى وحتى الكبرى مثل الصين وروسيا بسلاح حقوق الانسان فى صراعها نحو البقاء على عرش العالم ومواجهة تسويق الصين وروسيا كقوى عظمى الى جانب واشنطن او بديلا لها. 
العالم انقسم بين قلق وفرح فى ازمة الانتخابات الرئاسية بين ترامب وبايدن وحدوث حالة من الفوضى واقتحام «الكابيتول» الكونجرس فى يناير الماضى بل تحدث البعض عن انهيار امريكا لكنى لا ابالغ بالتأكيد ان استقرار العالم مرهون بقوة امريكا فى فوضى لان العالم يحتاج إلى قبطان وواشنطن هي الوحيدة المؤهلة للقيام بهذا الدور على الاقل حاليا ومن ينادون بأن الصين هى البديل فإن الامر وان كان متوقعا لكنه ليس بالقريب.
فالصين ليست مؤهلة حاليا للعب دور القبطان رغم صعودها الاقتصادى وروسيا الاخرى ليست مؤهلة بسبب ازماتها الاقتصادية لذلك لاغنى عن واشنطن.
وللحديث بقية