عاجل

حريات

وظيفة المحليات

رفعت رشاد
رفعت رشاد

أمضيت حوالى 15 عاما عضوا بالمجلس المحلى للقاهرة. هذه المدة الطويلة أتاحت لى اكتساب خبرة كبيرة بالمحليات مما يجعلنى أتساءل باستنكار، أين المحليات؟. وظيفة المحليات ضبط الشارع والمبانى لتسهيل حياة المواطنين، لكن فى السنوات الأخيرة التى تمتد إلى عقود تحولت المحليات من عنصر يسهل ويحسن حياة الناس إلى عنصر يسبب مشاكل للناس. المواطن الصالح يكره المحليات التى لا تقوم بعملها على الأوجه الأكمل فتنغص عليه حياته، أما المنحرف المخالف فهو يحب المحليات لأن موظفيها يساعدونه على تحقيق انحرافاته ومخالفاته.
فى منطقة شمال القاهرة يقع حى الساحل. لاحظت أن المطبات والحفر لا تموت ، بل تعيش طويلا وقد يسافر البعض لسنوات ويعود ليجد نفس المطب أو الحفرة، وقتها يشعر العائد بمشاعر ودية نحو المطب الذى عايشه منذ سنوات ولم يغادر موقعه لأن العشرة لا تهون إلا على ابن الحرام. تتغول المحلات على الشوارع فهناك مخبز فى 270 شارع شبرا احتل كل الرصيف وصار الناس ينزلون إلى حرم الشارع لكى يستكملوا طريقهم _ أصحاب المخبز فقدوا الإحساس وصار ماعندهمش دم فلم يتركوا ربع متر للمارة _ ولا أعتقد أن رئيس الحى أو أحد مرؤوسيه لاحظ هذا الأمر لأنهم غير موجودين قابعين فى مكاتبهم لا يعلمون شيئا عن ذلك. كان هناك مطب على كورنيش النيل أمام شارع بستان الباشا بالقرب من المرسى النهرى. كان يحمى العابرين إلى مساكن الساحل. قاموا برصف الكورنيش فأزالوا المطب. منذ إزالة المطب لقى عدد من المواطنين مصرعهم خلال عبورهم شارع الكورنيش. شكا الأهالى من إزالة المطب، فقالوا لهم أن مسئولا مهما يسكن فى منطقة زايد يذهب إلى مكتبه فى وسط القاهرة عن طريق كوبرى تحيا مصر الذى يصب منزله قبل المطب بقليل، لذلك فمن الناحية الأمنية لابد من إزالة المطب!!
أقترح على حضرات عباقرة التفكير فى حى الساحل أن يضعوا إشارة فى الموقع الذى كان فيه المطب وتقوم الكاميرات الموجودة فى الإشارة بتصوير المخالفين. دماء البسطاء تهدر بسبب فشل فى التفكير لدى مسئولى الحى.