كنوز | عندما يتحدث «سمعة» بخفة دمه عن ياسين وغيرة حرمه المصون

 " يس " يجلس فوق البيانو وإسماعيل يتابع عزف زوجته.
" يس " يجلس فوق البيانو وإسماعيل يتابع عزف زوجته.

الجلوس إلى النجم المحبوب إسماعيل يس متعة ما بعدها متعة، والحديث معه يكشف عما يتمتع به من تواضع وبساطة، خاصة عندما يكون الحديث عن زوجته وابنه ياسين بعيدا عن الفن وسنينه، ندخل فى الموضوع ونسأل إسماعيل يس :
* مفيش حاجة بتشتكى منها من الست بتاعتك يا إسماعيل؟
- مفيش إلا الغيرة.. غيرة تحرق زى نار جهنم..مرة كنت قاعد ستة أيام فى البيت.. وبعدين أخذت الجورنال ودخلت دورة المياه قمت غبت شوية، لما خرجت راحت مزعقة فىّ " تسمح تقول لى انت كنت فين؟.. ده بس عيبها ولكن ميزاتها تغطى وتزيد، وعلى أى حال هى دلوقت أحسن، غيرتها زمان كانت موش معقولة، وكنا ما نبطلش خناق، ويادوبك أوصل المسرح أو الاستديو أضرب لها تليفون أطمنها أنا فين وباعمل إيه وما تقفلش السكة إلا بعد ما تتأكد بسين وجيم إنى ما باكذبش..إنما كفاية إنها بنت حلال، عمرها ما اشتكت من فقر ولا جوع، وعمرها ما تسأل عندى إيه فلوس، ولا تحط إيدها فى جيبى.. وعاشت معايا فى أوضتين فى العباسية راضية ومبسوطة زى ما إحنا عايشين دلوقت فى الفيلا دى فى الزمالك.. ووشها على دايماً وش السعد، وأكبر نعمة هدانى بها الله هى " يس" ابننا الحلو.. ومن يومها وحياتنا استقرت خالص ".
* سألته : أين كان أول لقاء بينكما ؟
- شفت فوزية اول مرة فى المسرح بالإسكندرية، كنت باشتغل منولوجيست، خلصت نمرتى ونزلت الصالة لقيتها قاعدة مع واحدة معرفة، عرفتنى بيها، وجبرت خاطرى بكلمتين إعجاب نفخونى.. فعزمتها مع صاحبتها على العشاء والسينما، وفى الليلة اللى وراها جبرت بخاطرى وعلى مائدة العشاء اكتشفت فيها الاتزان والعقل وتجاوبت معها وكنت وقتها فى أعقاب تجربة زواجى الأول الفاشلة التعسة، وقريت فى عينيها عطف حقيقى علىّ وإعجاب بشخصى الضعيف فما كذبتش خبر، وفى المقابلة الثالثة خطبتها على طول واتجوزنا، وعشنا زى ما أنت شايف فى تبات ونبات وخلفنا " يس ".
* وما رأيك فيها كست بيت ؟
- ست بيت من الدرجة الأولى، شوف البيت شكله إيه قدامك من غير ما تشوف لا خدامين ولا غيره، وشوف ابننا " يس " حلو إزاى ربنا يحميه ويخليه من غير لامربية ولا وصيفة ولا دادة.. إحنا ما غيرناش عيشتنا، لسه زى ما كنا عايشين فى الأوضتين بتوع العباسية، لا أنا باقول هربت من الجامعة علشان الفن وأغضبت بابا، ولا فوزية بتدعى إنها خريجة " المير دى يو "، ومع ذلك يا أخى ما بنخلاش من الحسد، ما يفوتش يوم إلا وأعيا فيه أنا يا فوزية يا ابننا " يس "، الحسد ما بيسبناش أبداً.. على إيه ؟ ما تعرفش، ده أنا ما عنديش فى البنك 500 جنيه وفلوسى كلها راحت على المسرح اللى عملته السنة دى مع الأستاذ أبوالسعود الإبيارى،مكاسب الموسم راحت كلها على الأرتيست والديكور والمسرح والدعاية.
* بتتمنى ان ابنك " يس " يطلع إيه ؟
- أنا وفوزية بنتمنى إنه يبقى دكتور.
* ولمَ لا تؤهله لكى يصبح فناناً مثلك ؟
- بعد الشر، كفاية اللى شافه أبوه من الفن، انت عاوزه يعيش عيان ولّا أحسن يعيش دكتور ؟
* ولمَ لا تشركه معك فى أفلامك ؟
- إذا كان من غير سينما ومحسود، خليه بعيد عن عيون الحساد أحسن.
وجاء " يس " مع والدته التى سألتنى " كنتوا بتتكلموا عن إيه ؟ "، فقلت " عنك "، قالت " وقال لك إيه عنى " ؟.. قلت : " ها تعرفى لما تشوفى الحوار منشور "، وهنا تدخل إسماعيل يس سريعا وهو يقول " لا يا عم، أحسن تغلط فى كلمة كده ولا كده وأشربها أنا لوحدى، قول لها دلوقت وإن كان فيه قسمة فى خناقة نتقاسمها سوا ".. وضحكنا جميعا من قلوبنا.
مجلة " أهل الفن " - يناير 1955