أمس واليوم وغدا

جمهـوريـــــة مصـر الجـديدة

عصام السباعي
عصام السباعي

أنا من الذين يرون أن ثورة 30 يونيو هى أعظم ثورات المصريين، فهى العلامة الفارقة والنقطة المفصلية فى حياة شعب مصر العظيم، تلك اللحظة التى تكاد الروح فيها تخرج من الجسد، ويشاء الله أن يجعلها حيث كانت، تلك اللحظة التى توشك فيها على الغرق، لا تستقر قدماك على الأرض، تلعب بك الأمواج كيف شاءت، ثم تجد اليد القوية التى تجعلك مستقرا على قدميك، تلك اللحظة التى ترى فيها سيف الأشرار يكاد ينزل يقسمك نصفين الهلال فى جانب والصليب فى جانب، فتجد الأعصاب تنتفض والإرادة تهب، واليد القوية تحطم الأشرار وسيفهم، ولا يفارق الصليب توأمه، ويظل فى حضن هلاله، تلك اللحظة التى يكاد ينجح الشرير فى أن يسقى السيدة الجميلة السم ويحتال عليها وعلى حياتها، فتمتد اليد القوية وتحطم الكوب، وتقيد الشرير ومن معه، ثورة 30 يونيو هى عودة الحياة، هى استرداد الوطن، هى استفاقة الوعى، هى دولة استردت أضلاعها، والتأمت شروخ ضلوعها، وصح قلبها، هى الفجر الذى لاح بعد السقوط فى ظلام حكم فاشى إخوانى، هى القمر البدر فى سماء وطن كاد يفقد نفسه لولا التحام إرادة الشعب وجيش الشعب، فقامت الثورة واستقامت الدولة وهى تتحدى كل أشرار الداخل والخارج، وبدأت فى رسم ملامح جمهورية مصر الجديدة.

كانت الثورة هـــــى شرارة قيــام جمهورية مصر الجديدة.

وكان الرئيــــس عـــبد الفـــــتاح الســيــسى هو زعيم تلك الجمهورية التى قامت على معانى الوطنية والتوافق الوطنى، ونجحت بجهد كل المصريين، أينما كانوا وكيف كانوا فى لونهم ودينهم ومعتقدهم ومهنتهم وأشغالهم، ونجح المصريون فى طرد شياطين الإخوان، ومواجهة أعوانهم وأقرانهم من الإرهابيين ومن يدعمهم، واختلفت الدنيا من حولنا، الأمن المفقود عاد، الأمان المحبوس تحرر، التوافق الوطنى الذى حاول وأده الأشرار، قد نما وزاد واستزاد، التلاحم بين الشعب وقيادته، وبين الشعب وجيشه، قد أصبح السيف الذى يقهر الصعاب، ويواجه التحديات، وبدأت أول خطة مصرية حقيقية لتحقيق التنمية الشاملة فى كل المجالات والقطاعات، وتوالت المعجزات بداية من القضاء على فيروس سي، وحتى تحقيق أعظم الإنجازات، وهو بناء دولة عصرية تمتاز بمؤشراتها الاقتصادية القوية، وبنيتها الأساسية التى تمكنها من تحقيق أرقام فى حكم المعجزات فى ظل فيروس كورونا الذى شل اقتصادات كل العالم .

حققنا معجزة، وسنواصل الطريق من أجل تحقيق المعجزات، وكلنا ثقة فى أنفسنا وقيادتنا، وكلنا أمل فى بكرة، وكلنا يد واحدة، وأعوان بالتحديات، ومتفهمون لأدوارنا، مخلصون للوطن، ومقاتلون فى كل جبهات العلم والإنتاج، ومبدعون مثل أجدادنا فى كل فن، وتحيا مصر.. تحيا جمهورية مصر الجديدة.. وعاش زعيمها عبدالفتاح السيسى.

حسام بدراوى .. و«الحالمون» !

الدكتور حسام بدراوى شخصية مقبولة، كلامها بسيط ومهذب، فكرها مقبول ولا أعتقد أن هناك شخصين يمكن أن يختلفا فى ذلك أو فى نواياه، وعن نفسى فقد اكتشفت كل ذلك حتى من قبل أن يظهر بقوة مع الحزب الوطنى، حدث ذلك فى رحلة طرق الأبواب التى نظمتها غرفة التجارة الأمريكية فى القاهرة فى عام 1997، ولم يتغير انحيازى ولا تقديرى له، والحكاية وما فيها أننى  قرأت مقالة له  فى جريدة «المصرى اليوم» بعنوان «فريضة التفكير فى أركان الإسلام»، والتشابه عجيب بينها وبين مقال آخر لأحد الفاعلين فى مؤسسة «مؤمنون بلا حدود» الباحث حمزة رستناوى، وعنوانه: «هل أركان الإسلام خمسة! نحو فهم حيوى للإسلام»، وبعيدا عن التشابه العجيب، لا أفهم لماذا يستدرجنا البعض لمناقشات سوفسطائية حول أركان الإسلام، وكلها تدور حول العقيدة، ويشكك فيها ويدعو إلى وجود صياغة أخرى لها، ووضع أركان وأسس ومعايير إضافية تناسب حال العصر وطموح الإنسان وهى موجودة فى أصل وكلمات القرآن الكريم، وكأنه يقول وما حاجتنا للصوم والحج والشهادة، وهناك أركان أهم مثل الحياة والعدل والحرية والمساواة وفعل الخير، ولا أدرى ما الذى أدخل الدكتور حسام بدراوى فى مثل ذلك الجدل المغرض حول صحة أو عدم صحة الأحاديث النبوية، وكذلك الخلط بين العقيدة والعبادة، ولو كنت مكانه لتحدثت فيما أفهم فيه، أو كنت قد قارنت بين الديانة اليهودية وما تفعله إسرائيل فى الفلسطينيين، وبين مواصفات المسلم الحق فى  الديانة الإسلامية، وبين ما تفعله داعش، ولا أعتقد أنه يمكن أن يتجرأ ويطلب تعديل أركان الديانة اليهودية، وكم أرجو أن يرتقى بعض من دخلوا دنيا الكتابة، والكلام ليس موجها بالخصوص إلى الدكتور بدراوي، ولكن إلى أى دكتور يصدمك بجهله فيما يكتب، أو يجعلك فى حيرة حول قصده أو موقعه من القرآنيين، أو هؤلاء الذين ينقلون صفحات من كتاب (على مقهى «الحالمون» بالغد)، فى صورة مقالات فى الصحف دون الإشارة إلى ذلك!
 

اضبط .. حوار رضا وشادى محمد!

مقال الدكتور حسام بدراوي، لا يختلف كثيرا عن ذلك الجدل الذى دار بين نجمى الكرة، الأهلاوى شادى محمد، والزملكهاوى رضا عبدالعال، الذى قال: «هنكذب فى إيه.. النادى الأهلى معروف إنه بياخد بطولات.. معروف فيه التزام وفيه قيم وفيه كل حاجة ودى واضحة للدنيا كلها».. يرد شادى: «طب ما ده إللى أنا قلته فى الحلقة إللى فاتت».. يقاطعه رضا: «ماشى بس مينفعش تقول الكلام ده هنا بتوقع البرنامج، عايز تقوله يبقى فى قناة النادى».. كلاهما المقال والحوار لا تعرف ما القيمة التى يدعو لها، هل هو تأجيج الصراع.. أهلاوى وزملكاوى.. سنى وقرآنى وشيعى؟.. هل هو تمييع القيمة.. قيمة السنة النبوية فى بلد أهله من السنة.. أم تمييع قيمة ومعنى الرياضة ودورها فى تنشئة الفتيان والشباب فى بلدنا مصر.. هل الهدف هو إشاعة الهيافة بيننا.. هل الهدف إحداث شروخ فى نسيجنا وعقلنا الجمعى؟
لا فرق بين السياسة والدين وكرة القدم، فكلها قد تضيع لو دخل فيها التطرف والجهل، وضاع منها الفن والحب والتسامح.
 

بوكس

تلك الجملة قد لا تسمعها، ولكنك يمكن أن  تعيشها لأكثر من مرة يوميا، ونصها: «خليك فى حالك.. وإحنا فى حالك»!