أنور وجدي ومتاعب العمل مع الفنانات.. فاتن ونعيمة وصباح

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في أحد أيام عام 1954، طلبت مجلة الجيل من الفنان أنور وجدي أن يكتب عن متاعب العمل مع خمس من النجوم السيدات؛ حيث كتب أن جميع أفلامه التي مثلتها معه ليلى مراد، كانت فيها زوجته، وعندما تكون الزوجة هي البطلة فتصور من المتاعب ما تشاء.

 

"وكانت ليلى مراد تخلط بين العمل والحياة الزوجية، ولا تستطيع أن تفرق بين مطالبها كزوجة ومطالبها كبطلة؟ بل وتمزج بين حقوقها كزوجة وحقوقها كبطلة، ومن هنا وجدت نفسي حيال (كوكتيل) عجيب حقا ومتعب جدا، ومن الجائز أن يكون هذا الوضع من الأسباب التي أدت إلى فشل حياتنا الزوجية"، على حد قول أنور وجدي.

 

فاتن حمامة

 

هذه السيدة في نظري تعتبر ممثلة الشاشة الأولى في الشرق، إحساسها فطري غريب، ومواهبها قوية، تخلق حولها هالة نورانية، ومثل هذه الإنسانة التي وصلت عبقريتها إلى هذا الحد، من المتعب جدا أن يمثل الإنسان أمامها دون أن يفكر في الطريق الذي يوصله إلى بر السلامة،  والعمل مع فاتن حمامة متعب جدا، إلا إنه ممتع ولذيذ.

 

صباح


فنانة خفيفة الظل، أطلقوا عليها "شحرورة الوادي"، وهي كطير صغير ساذج، يشدو في الوقت الذي يحلو له فيه الشدو، فهي تضحك عندما يحلو لها الضحك، وتتكلم عندما يطيب لها الكلام، وتبكي عندما تريد البكاء، دون أن تبالي بمن حولها، تحب الهواء الطلق والحرية، وتضحي في سبيلهما بكل شيئ، من الصعب العمل معها؛ إذ يتوجب عليك أن تجاريها، وأن تكون مرنا معها، وتسايرها حتى تتفادى أن تصدمها أو تثير عصبيتها.

 

نعيمة عاكف

 

الكثير سيدهشون عندما أصرح بأن نعيمة عاكف، تتمتع بمواهب في التمثيل تفوق مواهبها في الرقص، فهي ممثلة جيدة حساسة مخلصة لفنها، ولكنها تميل للرقص أكثر، وميلها هذا يحتم على من يتعامل معها، أن يجاريها أيضا، أو يصدم برغباتها وهي طفلة كبيرة يمكنك أن ترضيها بكلمة وتثيرها بكلمة، وأعتقد بأنها الممثلة الثانية بعد فاتن حمامة.

 

ليلى فوزي

 

هذه هي المرة الثانية التي أمثل فيها أمام ليلى فوزي، وقد عملت معها في المرة الأولى منذ ٩ سنوات، في فيلم (من الجاني)، وتستطيع أن أقرر، وأنا مطمئن أنها أجمل وجه ظهر على الشاشة المصرية، وجمالها هذا هو سبب المتاعب، لأن المخرج يحاول دائما أن يهيئ توازنها في الفيلم ظن ناحية الجمال، وعندما تشترك ليلى فوزي في فيلم، يضيع هذا التوازن حتما!


وفضلا عن هذا كله، فإن فيها من المواهب، لأمكن أن نصنع من ليلى فوزي بسهولة (انجريد برجمان) الشرق.