22 مايو.. موعد انتخابات فلسطينية لم تُعقد بسبب تعنت الاحتلال

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كان من المفترض أن يصطف الناخبون الفلسطينيون، اليوم السبت 22 مايو للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية للمجلس التشريعية، في استحقاقٍ انتخابيٍ انتظره الشعب الفلسطيني منذ سنوات.

وبحسب مرسومٍ صادرٍ عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في منتصف يناير الماضي، تقرر إجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية في 22 مايو، على أن تتبعها الانتخابات الرئاسية في 31 يوليو المقبل، لكن المشهد الديمقراطي في فلسطين لم يكن ليعجب الجانب الإسرائيلي، الذي سعى بشتى الطرق لإفساد العملية الانتخابية.

وسيلة الاحتلال الإسرائيلي لإفشال خطوة الانتخابات الفلسطينية كانت التعنت في مسألة إقامة الانتخابات في مدينة القدس، وذلك على الرغم من المطالبات الدولية، وعلى رأسها من الاتحاد الأوروبي بضرورة السماح بإجراء الانتخابات في القدس.

وفي المقابل، كان الفلسطينيون مصرّين على تنظيم الانتخابات في كامل الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك مدينة القدس.

تأجيل الانتخابات

وفي نهاية شهر أبريل الماضي، اتخذ الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرارًا بتأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، محملًا الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن ذلك.

وقال عباس حينها: "هذه ليست قضية فنية بل هي قضية سياسية، لذلك دعونا لهذا الاجتماع المهم لنتخذ القرار المناسب ولنحافظ على حقنا الكامل في القدس الشرقية ولنحافظ على حقنا في إجراء الانتخابات فيها ترشحًا ودعاية وانتخابًا".

قرار تأجيل الانتخابات في فلسطين خلف ردود فعل متباينة بين الأحزاب الفلسطينية بين مؤيدٍ ومعارضٍ للخطوة، لتدخل فلسطين في أعقابها مرحلة جديدة تمثلت في هبة شعبية خلال شهر مايو الجاري، انطلقت من القدس وانتقل صداها إلى قطاع غزة ومدن الضفة الغربية.  

منعطف جديد

ودارت مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في القدس والضفة الغربية، كما عاش قطاع غزة على وقع عدوان إسرائيلي استمر لأحد عشر يومًا.

ودخل وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في الساعة الثانية صباحًا من فجر يوم الجمعة 21 مايو، وسط احتفالات الفلسطينيين في غزة والقدس ومدن الضفة الغربية بـ"تحقيق الانتصار".

وبدأ القصف الإسرائيلي لقطاع غزة في 10 مايو الجاري، واستمر لأحد عشر يومًا إلى حين التوصل لاتفاقٍ لوقف إطلاق النار، برعايةٍ مصريةٍ، دخل حيز التنفيذ من ليل 21 مايو.

وأرسلت القاهرة وفدين أمنيين لقطاع غزة، لمتابعة إجراءات التنفيذ والاتفاق على الإجراءات اللاحقة التي من شأنها الحفاظ على استقرار الأوضاع بصورة دائمة.

وبلغ حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 248 شهيدًا، من بينهم 66 طفلًا و39 امرأة، إلى جانب أكثر من 1900 جريح، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وحول مدى إمكانية حدوث التغير في الموقف الإسرائيلي فيما يتعلق بإجراء الانتخابات في القدس، بعد الانتفاضة الشعبية الفلسطينية، رأى حسام الدباس، قنصل فلسطين العام بالإسكندرية، أنه بالتأكيد، تلاحم الشعب الفلسطيني فيما بينه، وكذلك في العالم أيضًا، ونحن نرى حجم المسيرات المؤيدة للشعب الفلسطيني، وهو ما يجعل إسرائيل تعيد حساباتها أمام هذا المشهد، وخاصةً أيضًا مع المواجهات الفلسطينية ضد الاحتلال في أماكن عدة.

وحول إمكانية رضوخ إسرائيل لرغبة إجراء الانتخابات الفلسطينية في القدس، أجاب الدباس لـ"بوابة أخبار اليوم" قائلًا: "هذا الموضوع سابق لأوانه، ولكن إذا كان هناك ضغط أمريكي تحديدًا، خاصةً أن بنيامين نتنياهو لا يزال متمسكًا بخطة دونالد ترامب كما هي".

اقرأ أيضًا: حوار| قنصل فلسطين بمصر: نتمنى إعادة مسار السلام والتوصل لوقف إطلاق النار