كنوز الأميرة

الغضب ممنوع إذا تكسرت لعبة العيد

الغضب ممنوع إذا تكسرت لعبة العيد
الغضب ممنوع إذا تكسرت لعبة العيد

قراءة: أحمد الجمَّال

أميرة المجلات "آخرساعة" لها حكايات مع عيد الفطر وتحفل أعدادها منذ عقود طويلة بموضوعات شائقة، ربما طاولها غبار الزمن، لكنها لا تزال تحمل رائحة العبق، وحين يقع تحت يدك عدد عتيق منها فهو بمثابة كنز يلقى هالة ضوء على مرحلة مهمة من تاريخ الصحافة، بل وتاريخ مصر عموماً فى ذلك الوقت. وفى السطور التالية نستعرض «كنوز الأميرة» وما فيها من صفحات الماضى الجميل خلال العيد من أعوام وأعوام قبل أكثر من نصف قرن من الزمان.

صورة الصغار وهم ينظرون إلى لعب الأطفال تخطف القلوب، وعلى الرغم من أن الآباء قد يرفضون تلبية رغبة أبنائهم فى شراء لعبة بمناسبة العيد لأى سبب من الأسباب إلا أنهم سرعان ما ينصاعون لرغباتهم.. هذا المشهد الذى يتكرر حتى الآن، رصدته «آخرساعة» قبل سنوات طويلة فى هذا التقرير الذى كتبته محررة المجلة آنداك الأستاذة عواطف نشأت.

 

هل شاهدت طفلك أمام محل بيع لعب الأطفال؟ هل راقبت نظرات وجهه وهو ينظر إلى اللعب؟ إن اللعب تجذب انتباه الطفل لدرجة أنها تدفعه أحياناً إلى البكاء حتى يأخذ ما يريد. حاول مرة أن تشاهد طفلك وهو يركز نظراته على لعب العيد.

لقد استطاعت «آخرساعة» أن تسجل هذه الأحاسيس والتعبيرات لأكثر من أربع ساعات، فى أحد محال لعب الأطفال وتمكن المصوّر محمد بدر من أن يسجل لهو الأطفال بمناسبة عيد الفطر، راصداً أحاسيس طفلة صغيرة تسير مع والدتها وتطلبت هذه التجربة الوقوف أمام محل لعب الأطفال طوال هذه المدة.

وأخيراً انتصرت الصغيرة وأذعنت الأم لرغبتها واشترت السيارة.. إنها قصة كل يوم.. فى كل شارع.. أمام كل محل تجارى يعرض لعب الأطفال.

فقد تبين أن 99% من الأطفال الذين يسيرون فى شوارع القاهرة يقفون أمام محال لعب الأطفال وكل منهم يتمنى أن يمتلك إحدى اللعب التى يراها، وكل الأطفال بلا استثناء كانوا يجرون على اللعب ويرفضون تركها ويبكون فى أول الأمر عندما يرفض الأب أو الأم شراء ما تشير إليه أصابعهم.

وأغلب الآباء كانوا يواجهون أولادهم بتكشيرة، ولكن تحت إلحاح الطفل الصغير يلجأ الأب أو الأم إلى بائع اللعب ويترك الطفل يختار ما يريده.

اختيار اللعب

وليس من الممكن تقديم كل لعبة للطفل، فلا بد عند اختيارها من مراعاة ما إذا كان ولداً أو بنتاً، ثم تُراعى سن الطفل، فمثلاً الأطفال الصغار الذين بلغوا سنة ونصف السنة من الأفضل لهم شراء اللعب البسيطة الصغيرة غير القابلة للكسر، وبعد هذه السن يمكن اختيار سيارة تسير بـ«الزمبلك» مثلاً أو حصان خشب كبير، وأنسب لعبة للبنت هى العروسة أو أثاث المنزل، كما أن الدراجة والسيارة الكبيرة تناسبان الطفل الذى تجاوز ثلاث سنوات.

وتلعب اللعب دوراً كبيراً فى تعليم الأطفال وتثقيفهم، فهناك بعض الهوايات عند الأطفال من الممكن تنميتها عن طريق اللعب، فمثلاً إذا كان الطفل يهوى الرسم فمن الأفضل أن تشترى له أدوات رسم لتنمية هوايته، ويجب أن يُراعى فى اختيار اللعب بُعدها عن التعقيد، لأن غريزة حب الاستطلاع عند الطفل تدفعه أحياناُ إلى فك اللعبة أو تكسيرها ليعرف طريقة تركيبها، مما قد يعرضه للإصابة بجروح.
(آخرساعة ـ ٧ مارس ١٩٦٢)