«الغبيرة والمفروكة وطاقشني».. طقوس قتلتها كورونا في شم النسيم 

المفروكة
المفروكة

طقوس شعبية، اعتاد عليها الأهالي في قرى قنا، مسلمون وأقباط تزامنا ، مع الاحتفالات بأسبوع الآلام وأعياد الرييع، إلا أن هذا العام،  اختفت المظاهر بسبب كورونا وأيضا تزامنا مع حلول شهر رمضان.

فمنذ عصر الفراعنة، كان ولا يزال يوم الزينة «عيد الربيع» مدخلًا للبهجة والسرور، يجتمع فيه المصريون جميعًا، مسلمون وأقباط.

وقبيل كورونا،  كان المسلمون والمسيحيون يمارسون هذه العادات الفرعونية والمسيحية، حيث يحتفل المسلمون بأعياد الربيع، ويحتفل المسيحيون بعيد القيامة المجيد، وإن كانت هناك مسميات متشابهة فى معظم تلك العادات التى تبدأ قبل الإحتفال بشم النسيم بأسيوع.

اقرأ أيضا|نائب محافظ قنا يجرى جولة مسائية للتأكد من غلق الحدائق والمتنزهات 

الأحد (الملوحة) الإثنين (العصيدة) الثلاثاء (الفاقوس)الأربعاء(اربع أيوب) الخميس (العدس) الجمعة (المفروكة) السبت ( النور) الأحد ( الفرفيطة)  الإثنين (شم النسيم) هذه هى مسميات أيام احتفالات الربيع عند المسلمين خاصة فى القرى والنجوع، وفيها يلتزمون بتطبيق وجبة كل يوم بما يتناسب بهذا المسمى، والذى يعتبر طقسًا لا يجوز مخالفته بحال من الأحوال، ويعتبرون مخالفته تجلب الحظ السيىء والنحس.

تقول أم حسن، إن يوم الأحد الذى يسبق الإحتفال بيوم شم النسيم بأسبوع، كان الأهالى يخرجون لشراء " الملوحة" وتجهيزها ويجتمع الأهل والأقارب فى وجبة غذاء تجمع الأسرة على مائدة واحدة، الا أن هذا العام، اختفت هذه العادة بسبب رمضان. 

وتتابع : ثم يليه يوم الإثنين الذى يتم فيه خلط الدقيق بالماء فيما يسمى بـ " العصيدة " ويتم إضافة السكر والسمن فيأكل منها الصغار والكبار، ويوم الثلاثاء يتناول الأهل خضار الفاقوس حال وجوده، ويستبدلونه بالخيار فى حالة عدم وجوده، بينما يتذكر الجميع صبر سيدنا أيوب على ابتلائه بالمرض يوم الأربعاء، والذى يقوم البعض بالإستحمام بما يسمى بـ " الغبيرة"، وهو نوع من النباتات التى يتم وضع فى الماء للإستحمام به، ويليه الخميس الذين يأكلون فيه " العدس" ويقومون بتلطيخ كمية منه على الحوائط حتى ينقله الذباب، ويتخلون عن وجبة اللحم الأسبوعية، وتأتى يوم الجمعة الكبيرة أو الفضيلة فيأكلون فيها وجبة معروفة وهى " المفروكة أو المطبق"، وتعتبر المفروكة عبارة عن بعض شطائر الخبز المعجون بالسمن واللبن والتى يتم طهيها على النيران لتصبح وجبة خفيفة ودسمة يحبها الصغار والكبار، وكل هذه المظاهر اختفت بسبب شهر رمضان. 

وتضيف أم حسن، أن سبت " النور" وفيم يتم تجهيز البيض الملون بعد سلقه، بألوان مبهجة وعادة ما يستخدم أهالى القرى قشر البصل و البرسيم، فضلًا عن الألوان الصناعية فى تلوين البيض، ويلهو الأطفال به فى الشوارع، ولم تختفي هذه العادة، لأنها تقتصر على الأطفال،  وخرجوا بعد المغرب بدلا من الصباح،  واحتفوا بطريقتهم ولعبة " اركس وطاقشني وطاقشك".

 أما يوم الأحد فيسمى " الفرفيطة" وفيه لا بد من ذبح نوع من الطيور أو الدواجن، ثم يأتى يوم شم النسيم فيتم وضع البصل والفول على عتبة المنزل أو أسفل الأبواب قبل الخروج إلى المتنزهات ويتناول الجميع " الفول النابت" بعد طهيه.

أما المسيحيون فلهم مسميات خاصة وإن تقاربت فى الأفعال، فيقول الأب لوقا وكيل مطرانية نجع حمادى ، إن الأحد الذى يسبق أعياد الربيع بأسبوع يسمى أحد " الزعف أو الشعانين" وفيه يستخدم المسيحيون سعف النخيل " الخوص" فى صناعة أشكال هندسية مثل " التاج والخاتم وغيرها " للتعبير عن الفرحة، والذى يواكب احتفال المسيحيون بدخول السيد المسيح لمدينة أورشاليم وحملهم الزعف وأغصان الزيتون، أما الإثنين فهو يسمى بـ " التآمر" وفيه تآمر اليهود على المسيح ، والثلاثاء فيسمى بـ " الإشارة " وفيه أشار " هوذا" فى الظلام على المسيح قبل محاولة صلبه ، ويأتى يوم الأربعاء وفيه يتذكر الجميع صبر أيوب على الإبتلاء، والخميس " العهد" حيث قال المسيح لتلاميذه هذا جسدى وحمل عصير " الكرمة" وقال هذا دمى، وأخذ منهم العهد على الإيمان به، أما الجمعة " العظيمة" التى فيها صلب المسيح، ثم يأتى السبت " النور" والذى ظهر فيه النور من قبر المسيح بعد صلبه ، وفيه يذهب المسيحيون إلى كنيسة القيامة ببيت المقدس حيث يحملون الشموع التى يتم إضائتها بدون أى مواد مشتعلة على حد قوله، ثم يأتى يوم " الأحد" ففيه يحتفل المسيحيون بعيد القيامة وقيام المسيح من قبره، ثم يأتى الاثنين وفيه يتم الإحتفال بشم النسيم ويتناول فيه الجميع وجبة " الملوحة " والبصل، وهو عيد منذ عصر ما قبل المسيح.