بقلم واعظة

نفحات شهر الخيرات

فاطمة عبد الحافظ طه منطقة وعظ أسوان
فاطمة عبد الحافظ طه منطقة وعظ أسوان

فضل الله بعض الأنبياء على بعض، كما فضل بعض الأزمنة والأمكنة على بعض، وفضل بعض الشهور على بعض، فقد فضل الله رمضان على غيره من سائر الشهور، لما فيه من الفضل العظيم من مغفرة الذنوب والعتق من النيران ومضاعفة الأجور، ودعوات لا ترد، وليلةٌ القدر.. وشهر رمضان من مواسم الخير التى تحمل النفحاتِ التى أُمِرْنا أن نتعرض لها وننهل من خيرها.
ومن فضائله ونفحاته أن من قام ليله غفر له ما تقدم من ذنبه، قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ». صحيح مسلم.
ومن نفحاته أيضًا صلاة التراويح فى جماعة حيث لها أجر عظيم فتعطيكِ أجر قيام الليلة كامله، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حسبَ لَه قيامُ ليلةٍ» صحيح النسائى.
فصلاتك فى جماعة، مع أخذ التدابير الاحترازية لسلامتك، واستمرارك فى الصلاة حتى انتهى الإمام وانصرف كان لك أجر قيام ليلة تامة كاملة.
وفى قيام الليل تستجاب الدعوات كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ فى اللَّيْلِ لَسَاعَةً لا يوافقها رَجُلٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِن أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إلَّا أَعْطَاهُ إيَّاهُ، وَذلكَ كُلَّ لَيْلَةٍ». رواه مسلم.
ومن نفحات الشهر الكريم، نفحة استجابة الدعوات عند الفطر عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ....» رواه الترمذى.
هذا الحديث يدل على أنه ينبغى للصائم أن يغتنم لحظات الإفطار فيدعو بما أحب من الخير، وبما يشغله من أمر الدنيا والآخرة، فإن له دعوة مستجابة.
فاستعد لقيام ليل رمضان، فتلك ليال عظيمة تحمل نفحات مغفرة الذنوب، واستعد لنفحة دعوات عند الفطر لا ترد، وهذه النفحات يجب أن نتعرض لها، فقد تصيبنا نفحة لا نشقى بعدها أبدًا.